رحّلت السلطات الفرنسية صباح اليوم الإرهابي جمال بغال المتهم في قضايا الإرهاب من سجن مدينة رين حسب ما أعلنته مصادر قضائية فرنسية. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن "بغال الذي كان حاملا للجنسية الفرنسية وسحبت منه العام 2007 رحّل بعد التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بين البلدين، وافقت الجزائر بمقتضاه على استلامه". وأضاف المصدر أن "جمال بغال غادر أمس سجن "فيزين لو كوكي"، في غرب فرنسا في حدود الساعة الخامسة والنصف فجرا، ليتم ترحيله مباشرة على متن الطائرة في حدود الساعة العاشرة والنصف باتجاه الجزائر." وكان جمال بغّال متهما بعدة أعمال إرهابية، حيث حكمت عليه السلطات الفرنسية عام 2005 بالسجن لمدّة 10 سنوات بسبب علاقاته بشبكات إرهابية وإدانته بالتخطيط للاعتداء على السفارة الأمريكيةبباريس، ليتمّ تجريده بعد عامين من الجنسية الفرنسية، كما صدر في حقه حكم بالطرد إلى بلده الأصلي، لكن الحكم لم ينفذ بسبب مخاوف من تعرضه للتعذيب حسب ادعاءات القضاء الفرنسي. وفي سنة 2009 أفرج عن بغّال (52 سنة)، المتهم كذلك بتجنيد شريف كواشي أحد منفذي الهجوم على الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" في جانفي 2015، وأحمد كوليبالي الذي تمت تصفيته بعد احتجازه رهائن في متجر يهودي ضواحي العاصمة باريس في الشهر نفسه، حيث تعرّف عليهما عام 2005 داخل سجن فلوري ميروجيس جنوب العاصمة، وقام باستقطابهما إلى فكر تنظيم "القاعدة". وفي سنة 2013، تمّ الحكم مجدّدا على بغّال لمدة 10 سنوات أخرى في السجن، كونه الرأس المدبّر لعملية فرار أحد القياديين السابقين في الجماعة الإسلامية المسلحة بالجزائر، إلاّ أنه استفاد من القانون الفرنسي لمكافحة الإرهاب الصادر عام 2016، وتمّ الإفراج عنه أمس بناء على حقوق المعتقلين غير الإرهابيين في السجون الفرنسية. وكان بغّال انتقل للعيش بفرنسا في سن ال21، وتحصل على الجنسية الفرنسية بعد أن تزوج من فتاة فرنسية، ثم انتقل للعيش لفترة وجيزة مع عائلته في بريطانيا حيث بدأ نشاطه الإرهابي في مسجد يديره المتطرف "عمر محمود محمد عثمان"، المعروف ب«أبو قتادة"، قبل أن ينتقل إلى أفغانستان عام 2000، ثم عاد إلى فرنسا ليتم اعتقاله في العام التالي بتهمة التآمر للهجوم على السفارة الأمريكيةبباريس، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات. وفور وصوله إلى الجزائر، ينتظر بغّالَ حكمٌ بالسجن لمدة 20 سنة، بسبب نشاطاته السابقة في الجماعات الإرهابية.