كشف آخر تقرير أعدته مصالح المراقبة ومكافحة الغش بالمديرية العامة للجمارك، أن آخر الحيل لتهريب العملة الصعبة لم تكن تخطر على البال، حيث لجأ جزائريون إلى طرق جديدة في تهريب الأورو والدولار إلى تركيا ودبي، من خلال إخفاء كميات هامة منها في أحشاء المهرّب، أو في غسول الشعر ومعجون الأسنان. وأكد مصدر مسؤول بالمديرية العامة للجمارك ل"الشروق"، أن بعض المسافرين يستغلون رحلاتهم وسفرياتهم عبر الموانئ والمطارات لتهريب ما يمكن تهريبه من عملة وطينة أو صعبة، حيث إن آخر تقرير يتواجد حاليا على طاولة المدير العام للجمارك يكشف عن الطرق والحيل المبتكرة لتهريب الأورو والدولار وغيرها من العملات، تتمثل في إخفاء كميات هامة منها في أحشاء المهرب، حتى يتمكن من الإفلات. وكانت آخر عملية قامت بها مصالح مفتشية أقسام الجمارك لمطار الجزائر، هو إحباط محاولة تهريب ما يقارب 150 ألف أورو، خبأها ثلاثة رجال وامرأة في أحشائهم، حيث تم توقيفهم في المطار وكانوا متوجهين إلى تركيا ودبي، فيما حجزت مصالح شرطة الحدود للمطار الدولي هواري بومدين، مبلغا ماليا يقدر ب22 ألف أورو، كانت موجهة للتهريب نحو تركيا، حيث إن المسافر الذي كان على متن رحلة تابعة للجوية التركية ومتوجهة نحو مطار أتاتورك، أخفى المبلغ داخل قارورات غسول الشعر. وبلغة الأرقام حجزت مصالح الجمارك على مستوى المطار الدولي هواري بومدين فقط، خلال السداسي الأول من السنة الجارية ما قيمته 5 ملايير سنتيم، تم محاولة تهريب 80 ألفا و500 أورو، و13 ألف دولار أمريكي. بالمقابل، كشف تقرير أعدته المديرية الجهوية الخارجية لجمارك الجزائر، أنه يتم إحباط محاولات تهريب عبر المطار الدولي هواري بومدين قرابة 800 ألف أورو سنويا، ما دفع بمفتشية أقسام الجمارك على مستوى المطار بالتنسيق مع مصالح شرطة الحدود إلى وضع آلية مشتركة لتشديد الرقابة على عدد من الرحلات نحو دول عربية وأوروبية، بعد اكتشاف عمليات تهريب مقننة لمبالغ معتبرة من العملة الصعبة نحو الخارج. وفي سياق مكافحة الفساد والتهريب، ارتفع عدد التحقيقات التي تم تسجيلها بخصوص قضايا الفساد إلى 340 قضية خلال السداسي الأول من السنة الجارية، أغلبها يتعلق بتضخيم فواتير الاستيراد من أجل تهريب العملة الصعبة وتبييض الأموال.