قال رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الإثنين، إن "مسيرة سكان الجلفة سلمية وحضارية عبر فيها المشاركون عن حالة التهميش وضعف التنمية وغياب العدل في التعامل بين الناس في مختلف الجوانب حتى بالاهتمام بالرموز التاريخية من ولاية إلى ولاية". وفي منشور له كتبه على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تساءل مقري إن كان المسؤولون سيسمعون هذه النداءات التي تتكرر من منطقة إلى أخرى؟ وأكد في منشوره إن "حركة مجتمع السلم كحزب سياسي لا تستطيع أن لا يكون لها رأي في القضايا الوطنية التي تعتبرها مهمة ومؤثرة على مصير البلد ومستقبله". وأعرب عبد الرزاق مقري عن أسفه الشديد لما أسماه "استهانة النظام باحتجاجات المطالبين بالكرامة والتنمية والعدل والمساواة وبمطالب الإصلاح والتغيير وفي أحسن الأحوال يحاول استيعابها لربح الوقت وتفويت الأزمات اللحظية". وأضاف بأن النظام يستأنس في ذلك بذهنية الغلبة والسيطرة والأحادية والشعور بالمنعة والظن بأن لا غالب له في اليوم والغد، فتكبر كرة الثلج فتخرج الأمور عن السيطرة وتصبح الضريبة أفدح بكثير لو حضر العقل في بادئ الأمر". وأضاف بأن "الواجب تجاه هذه الذهنية المدمرة للأوطان والأمم وهذه السياسات الخاطئة التي تغرق بها السفن بمن فيها هو مقاومتها بكل الأساليب السلمية مهما كانت التضحيات..". ويأتي تصريح مقري رد على الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، والوزير الأول، أحمد أويحيى الذي علق على الاحتجاجات التي شهدتها كل من ولايات ورقلة، بشار والجلفة بأن "الشغب ليس حلا للمشاكل". وقال أويحيى في ندوة صحفية عقب لقائه برئيس حمس عبد الرزاق مقري، الأحد، "لنا مشاكل البطالة من بلدية عين قزام إلى بلدية حسين داي، ولا نعتقد أن البطالة حجة لعدد من الشباب لكي يحرموا المواطنين في ولاية ورقلة من حفل ثقافي". أما عن ولاية الجلفة فقال أويحيى "في الجلفة ذهب وفد وزاري إلى هناك للتعزية، وفي تقاليدنا الإسلامية والجزائرية لما يأتي عدوك لكي يعزيك فيجب أن تستقبله"، مؤكدا أن "ليس السكان أو عائلة المرحوم أحمد بن شريف من احتجوا بل عدد من الشباب". ونظم المئات من سكان ولاية الجلفة، الأحد، وقفة احتجاجية، نددوا فيها بما وصفوه سياسة التمييز تجاه ولايتهم وحرمانها من التنمية. وتجمع المحتجون وسط المدينة، ورفعوا هتافات تطالب برحيل والي الولاية، كما نددوا بعدم تنظيم جنازة رسمية للفقيد المجاهد أحمد بن شريف، وهو سبب انطلاق شرارة الاحتجاجات منذ أيام. وتلا أحد المحتجين بيانا لما أسماه "الإئتلاف الشعبي لأحرار الجلفة"، ندد فيه بالصمت الرسمي الذي رافق وفاة وجنازة أحمد بن شريف واعتبره "حقرة" وتهميش في حق أبناء الجلفة ممن شغلوا مناصب عليا في الدولة.