أصدرت مؤخرا، الدكتورة المبدعة دليلة مكسح من جامعة باتنة 1، باكورة أعمالها القصصية في مجموعة بعنوان "المطر لا ينزل في الشوارع"، وذلك عن دار علي بن زيد ببسكرة، ويأتي هذا بعد 3 سنوات عن إصدار أولى مجموعاتها الشعرية التي عنونتها ب"تعرجات خلف خطى الشمس". تحوي المجموعة القصصية "المطر لا ينزل في الشوارع" 17 قصة، وملحقا من القصص القصيرة جدا، حيث تتنوع نصوص المجموعة من حيث موضوعاتها وأسلوبها السردي في طرح تلك الموضوعات، وحاولتُ المبدعة دليلة مكسح من خلالها تسليط الضوء على بعض الظواهر التي تمتلئ بها الحياة اليومية، والنظر في بعض أسبابها وآثارها على الذات وعلى الجماعة، باحثة عبرها عن صورة الإنسان بإيجابياته وسلبياته، وتقول دليلة مكسح ل"الشروق": "منحتُ للبعد النفسي فسحة عميقة في قصصي، وذلك بإظهار سماته وآثاره المجسدة في الشخصيات التي تتصارع مع أقدارها وواقعها الذي يأتي في بعض النصوص واقعا غرائبيا". وحسب محدثتنا فقد صدرت هذه المجموعة القصصية عن دار علي بن زيد للطباعة والنشر والتوزيع ببسكرة، وتكفلت بطبعها "جمعية إحياء التراث" -جمورة -. وبخصوص الميل الواضح للمشهد الأدبي نحو جنس الرواية على حساب القصة، فقد قالت الدكتورة دليلة مكسح في هذا الجانب: "أظن أنه لكل فن حضوره الخاص وإشكالياته الخاصة، وأستطيع القول أن القصة الجزائرية تسير بتأن وثبات لافتين، سواء من خلال أسماء بدأت مسيرتها منذ السبعينات ومازالت تخط بعمق، أو من خلال أسماء جديدة تظهر من حين لآخر حاملة بذور التجديد، كما أن القصة اليوم لم تعد تكتفي بالغوص في الواقع المعيش، بل أصبحت تشتغل على الإمكانات التجريبية لتثبت مرونتها وقدرتها على تقديم الأفضل، وحتى نحكم على واقع القصة نحن بحاجة إلى متابعات مستمرة عن طريق الأنطولوجيات التي تمكن الدارسين من معرفة واقع القصة باتجاهاتها وأعلامها وأسئلتها، وهو ما يقود من جهة إلى تمكين المتابعين من طرح الأسئلة الجوهرية تجاه هذا الفن في بنائه ومعرفيته". أما بخصوص واقع النقد في المشهد الأدبي الجزائري، فتؤكد دليلة مكسح على دور النقد في الجزائر وإسهامه العميق في متابعة الأعمال الأدبية شعرا ورواية وقصة ومسرحا…، مضيفة بالقول: "نحن بحاجة إلى قنوات وصل بين تلك الأعمال وبين الإسهامات النقدية التي تعج بها الجامعة الجزائرية، وأرجو أن تكلل الجهود بمواصلة تخصيص مساحات إعلامية، من خلال الإشارة إلى أهم الممارسات النقدية التي تخص الأدب الجزائري، سواء أكانت مقالات أو رسائل دكتوراه أو مذكرات ماستر، ولو عن طريق تعريف قصير بالإشكاليات التي تعرضها. ومعلوم أن الدكتورة دليلة مكسح من مواليد جمورة ببسكرة، أستاذة بجامعة باتنة 1، حائزة على الدكتوراه في تخصص الأدب الجزائري، لها عديد الإصدارات منها دراسة أنجزت عام 2012 بمعية الأستاذة فتيحة غزالي حول "فعالية الأغنية الشعبية في تحريك أحداث الثورة التحريرية بمنطقة جمورة"، ومجموعة شعرية صدرت منذ 3 سنوات بعنوان "تعرجات خلف خطى الشمس"، وإصدار آخر حول البيئة في الشعر الجزائري المعاصر (مقاربة بنيوية تكوينية وإيكولوجية) عام 2016، وأخيرا مجموعتها القصصية "المطر لا ينزل في الشوارع"، عن دار علي بن زيد، بسكرة.