دعا أعضاء من الكونغرس الأمريكي مؤخرا بواشنطن الرئيس جورج بوش لاستعمال نفوذه من أجل دعم القضية الصحراوية من خلال دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وتقديم المساعدة من أجل حل عادل كفيل بإحلال السلام وضمان الاستقرار في المنقطة. وفي رسالة للرئيس بوش أعرب أكثر من خمسين عضو بالكونغرس الأمريكي من بينهم أعضاء من مجلس الشيوخ ونواب من ذوي النفوذ في الغرفتين وضمن لجانهم وكذا في الأوساط السياسية والدبلوماسية بالولاياتالمتحدة عن انشغالهم العميق بشأن غياب تسوية لنزاع الصحراء الغربية مطالبين إدارته ببذل كل ما بوسعها للمساعدة في حل هذا النزاع من خلال تنظيم استفتاء حر لتقرير المصير". ويتوجه البرلمانيون الأمريكيون من جديد إلى رئيس الولاياتالمتحدة في الوقت الذي يدرس فيه مجلس الأمن محتوى مشروع قرار تم إعداده عقب تقديم التقرير الأخير للامين العام لمنظمة الأممالمتحدة السيد بان كي مون خلال الأسبوع الفارط حول الوضعية في الصحراء الغربية. وذكر أعضاء الكونغرس في رسالتهم دعم الكونغرس للقضية الصحراوية حيث كان جدد خلال دورته التشريعية ال105 دعمه لحق شعب الصحراء الغربية في الذهاب إلى استفتاء "حر وعادل وشفاف" لتقرير مصيره, كما أكدوا أن مجلس الأمن يواصل دعمه لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير معربين مع ذلك عن أسفهم لتباطؤ تطبيق هذا الحق مما يتسبب في معناة سكان الصحراء الغربية ويعرض استقرار المنطقة للخطر, وقال أعضاء الكونغرس أن "التباطؤ في تطبيق استفتاء تقرير المصير زرع للأسف الانقسام بين بلدان شمال إفريقيا وتسبب في زعزعة الاستقرار في المنطقة" ولفتوا انتباه الرئيس الأمريكي حول وضعية اللاجئين الصحراويين الذين يعيشون منذ سنة 1975 في ظروف صعبة وما يزالون يأملون مع ذلك في تطبيق الوعود التي يعود تاريخها إلى سنة 1991 من اجل تنظيم استفتاء لتقرير المصير. وفي تطرقهم للاقتراح المغربي حول "الحكم الذاتي" في الصحراء الغربية لاحظ أعضاء الكونغرس أن مبادرة كهذه ليست إلا "خرقا للشرعية الدولية ونكرانا لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير الذي يعترف له به المجتمع الدولي", وأعرب أعضاء الكونغرس عن "قلقهم" لكون "خطة الحكم الذاتي" المقترحة مؤخرا من طرف الحكومة المغربية "تنتهك الشرعية الدولية وتنكر حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير", وعند تطرقهم إلى تجديد مجلس الأمن المنتظر لعهدة بعثة الأممالمتحدة من اجل تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (مينورسو) الذي تبين فشلها اقترحوا مراجعة مهامها "في حالة استمرار فشلها وعدم تأديتها لمهمتها". من جهة أخرى اعتبر أعضاء الكونغرس بالنظر إلى المخاطر التي يمثلها التهديد الإرهابي في العالم والجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية لمكافحة هذه الآفة أنه "من مصلحة الولاياتالمتحدة عدم فتح جبهة جديدة لزعزعة استقرار إقليمي بعدم الدفاع عن حق الشعوب في الديمقراطية والحرية والاستقرار". كما أكدوا في رسالتهم الى الرئيس بوش أنه "من مصلحتنا ومن مصلحة كل الشعوب وكل الأمم تشجيع و ترقية و دعم الحقوق الأساسية للإنسان والديمقراطية بما فيها حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره", وأضافوا أن "مسارا ديمقراطيا وحده كفيل بتحقيق حل عادل ودائم يضمن السلام والاستقرار في شمال إفريقيا وأكثر من ذلك قد يكون إشارة قوية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوجود بدائل للعنف". للتذكير فقد سبق لمجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ أن طلبت في نهاية شهر مارس الفارط من رئيس الجهاز التنفيذي دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وأج/ الشروق