أكد المشاركون في أشغال الطبعة الثالثة للجامعات العمومية التي تحتضنها العاصمة الإسبانية مدريد منذ يومين على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا للشرعية الدولية وكل اللوائح الأممية المقرة بهذا الحق. وأدان المشاركون الذين كان من بينهم شخصيات سياسية دولية مساندة للقضية الصحراوية التعنت المغربي والمماطلة التي تنتهجها السلطات المغربية للإبقاء على الأمر الراهن في الصحراء الغربية التي تشكل آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. وقد استقطب اللقاء في أيامه الأولى جمهورا غفيرا بحضور رئيس الحكومة الصحراوية عبد القادر طالب عمر وشخصيات إسبانية ورئيس لجنة إفريقيا في الكونغرس الأمريكي دونالد باين والممثل السابق لبعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية "مينورسو" فرانشيسكو باستاغلي إلى جانب مشاركة عدد من المسؤولين الصحراويين وممثلي المنظمات غير الحكومية المساندة للشعب الصحراوي ووفد جامعي جزائري. وقال رئيس الحكومة الصحراوية لدى تدخله بهذه المناسبة أن هذه الأيام تنعقد في "ظرف حساس من تاريخ النزاع الصحراوي الذي يتطلب تظافر جهود الجميع من أجل إنقاذ السلام وتجنب العودة إلى السلاح". وأكد طالب عمر الذي أدان انتهاكات حقوق الإنسان المغربية أن آفاق السلام "مهددة جراء تعنت ومماطلات المغرب الذي يحاول تشويه جوهر استفتاء تقرير المصير من أجل فرض الحلول الأحادية بغية إضفاء الشرعية على احتلاله للصحراء الغربية". مقابل ذلك تعالت الأصوات المطالبة بضرورة تسوية النزاع في الصحراء الغربية وفقا للوائح الأممالمتحدة والشرعية الدولية المقرة بحق شعب الصحراء في تقرير مصيره والاستقلال. فقد أكد دونالد باين عضو الكونغرس الأمريكي أن الشعب الصحراوي "له الحق في تقرير المصير من خلال تنظيم استفتاء لتحديد مصيره بكل ديمقراطية وحرية". وقال أن الشعب الصحراوي "له الحق في الاختيار بين الاندماج مع المغرب أو الحكم الذاتي أو الاستقلال". وأضاف باين الذي يرأس أيضا لجنة افريقيا في الكونغرس الأمريكي ان "الاستفتاء ضروري للسماح للشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير المصير بكل ديمقراطية وحرية وهذا حقه". وذكر بفحوى الرسالة التي وجهها أعضاء من الكونغرس يوم 24 أفريل الماضي إلى الرئيس الأمريكي باراك اوباما والتي أعربوا له فيها عن "دعمهم لخيار تقرير مصير الشعب الصحراوي" وعبروا له عن "انشغالهم العميق" أمام الانتهاكات المغربية المتكررة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربيةالمحتلة. وكان أعضاء الكونغرس أشاروا في رسالتهم إلى ضرورة توسيع مهمة بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية من أجل تنظيم الاستفتاء "مينورسو" لتشمل مراقبة وحماية حقوق الإنسان باعتبار أنها البعثة الأممية الوحيدة في العالم التي لا تراقب هذه الحقوق"وهو ما شجع السلطات المغربية على التمادي في انتهاكاتها ودوسها على أدني حقوق الصحراويين. وأكد المسؤول الأمريكي أن المجموعة الأمريكية لمساندة الشعب الصحراوي "ستواصل ترقية القضية الصحراوية وممارسة ضغوط على حكومتنا لدعم حق الصحراويين في تقرير المصير طبقا للشرعية الدولية". كما دعا إلى إنشاء "حركة دعم واسعة" في أوروبا تنشط لصالح هذه القضية معربا في الوقت ذاته عن آماله في استئناف الجولة الخامسة للمفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب "من أجل التوصل إلى اتفاق حول تنظيم استفتاء لتقرير المصير". من جهته ذكر رئيس التنسيقية الإسبانية لجمعيات التضامن مع الشعب الصحراوي خوسي تابوادا بالمسؤولية التاريخية لإسبانيا في تصفية الاستعمار بهذه المستعمرة الإسبانية القديمة وندد بالعراقيل التي يضعها المغرب لمنع هذا الشعب من تقرير مصيره بحرية عبر تنظيم استفتاء عادل و نزيه تحت إشراف الأممالمتحدة. وأكد أيضا أن الحل لا ينبغي أن يقتصر على الجانب الإنساني. من جهته أشار ممثل جبهة البوليزاريو لدى الأممالمتحدة السيد أحمد بوخاري إلى تناقضات المغرب فيما يخص الملف الصحراوي منددا بتقلبات مواقف هذا البلد الذي وافق على مبدأ تنظيم استفتاء بالصحراء الغربية ثم تراجع عنه وأصبح اليوم "يعارض هذا المبدأ ويتمسك بمشروع الحكم الذاتي غير الشرعي الذي يريد أن يفرضه على الشعب الصحراوي والمجتمع الدولي". ومن المقرر ان تختتم الطبعة الثالثة من الأيام الجامعية العمومية بمدريد يوم غد بمشاركة العديد من الشخصيات السياسية الدولية المساندة للقضية الصحراوية في مسعى للتعريف أكثر بعدالة هذه القضية على المستوى الدولي وكسب المزيد من الدعم لحق شعب وجد نفسه في الملاجئ والشتات بعد أن أنكرت عليه دولة جارة حقه في تقرير مصيره.