أصدرت السلطات المختصة بولاية غرداية قرارا بغلق خمس إقامات سياحية، من بينها الإقامة السياحية "تور 2" الواقعة بمنطقة بني يزڤن، والتي تعود ملكيتها لرجل الأعمال المدعو (ع – س) الملقب ب"الثعلب"، الموجود في حالة فرار، والذي أصدرت محكمة غرداية الأسبوع الفارط أمرا بالقبض عليه، بتهمة النصب والاحتيال. علمت "الشروق" من مصادر عليمة أنّ هذه الإقامات السياحية، بدأت نشاطها منذ عشر سنوات من دون توفرها على الملف الإداري، حيث لا تملك مديرية السياحة أدنى وثيقة رسمية لها، على غرار الإقامة السياحية "تور 2″، التي لا تتوفر على سجل تجاري، ولا رخصة استغلال، ولا شهادة مطابقة، وبالرغم من ذلك كانت تستقبل الأجانب، شخصيات من السلك الدبلوماسي، من دون أي تأمين عن المخاطر. وأفادت ذات المصادر أن رجل الأعمال «الثعلب» وقّع على عقد شراكة وفق مناقصة مع الخطوط الجوية الجزائرية، من أجل استضافة طواقم الطائرات، التي تحط بمطار مفدي زكرياء بغرداية، حيث أنّ المعني قدم سجلا تجاريا خاصا بمرقد، ما دعاه للظفر بالصفقة، التي شاركت فيها فنادق فخمة، مما يطرح تساؤلا مثيرا للجدل، مفاده كيف توصّل "الثعلب" في القيام بهذا، ونشاطه التجاري غير قانوني؟ وهذا ما يستدعي فتح تحقيق لكشف هذه الملابسات الغامضة. وقد تفقدت اللجنة الولائية للوقاية عددا كبيرا من الإقامات السياحية، استنادا لتقارير أمنية وإدارية وردت إلى المصالح المختصة، حول نشاط عدد من الإقامات السياحية، من دون أي ترخيص، وعدم مراعاتها للقانون 01/99 المنظم لنشاط الإقامات السياحية والفنادق، ليتم اكتشاف عدة تجاوزات قانونية فيها، مما اقترحت مديرية السياحة قرار غلقها، إلى غاية استكمال ملفات هذه الإقامات، وإتمام كافة الإجراءات الإدارية. ومن بين ضحاياه مدير الصحة السابق، قام بالنصب عليه والاستيلاء على منزل يقع بمنطقة سطاوالي بالجزائر العاصمة، وباعه لابن الجنرال "مناد نوبة" القائد السابق للدرك الوطني، وكان يستغل اسم عدد من المسؤولين، من أجل النصب على ضحاياه. وقد أصدرت الأسبوع الفارط محكمة غرداية أمرا بالقبض على هذا الرجل، مع أمر بسحب جواز سفره، ومنعه من السفر، لأنه يحوز على إقامة دائمة بفرنسا، وله مجموعة من المشاريع الاستثمارية داخل وخارج الوطن، ويأتي هذا على خلفية قضية نصب واحتيال راح ضحيتها مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السابق بكل من ولايتي غرداية، وورڤلة، والذي سلّمه وكالة لبيع عمارة في ناحية اسطاوالي بالعاصمة، بمبلغ يقارب ملياري سنتيم، حيث باعها المبحوث عنه في العدالة لابن اللواء القائد العام السابق للدرك الوطني "مناد نوبة"، ثم سلم الضحية لرجل الأعمال «الثعلب» مبلغا آخر قدره مليار سنتيم، من أجل شراء (فيلا) تقع بمنطقة الشراڤة، إلا أن "الثعلب" تنصّل من الأمر، ليتم تحرير شكوى ضده بمحكمة غرداية، التي تابعته بتهمة النصب والاحتيال، خاصة مع تقدم ضحايا آخرين، منهم رجال أعمال بالجزائر العاصمة، بشكاوى النصب عليهم من طرف المشتبه فيه، بعد تسليمهم وكالة لبيع مسكن بقيمة 2.6 مليار سنتيم بالجزائر العاصمة، إلى جانب هذا توجد أيضا قضية أخرى تتعلق برجل أعمال من البليدة، اشترك معه في مشروع، ولكنه اتهمه بالنصب والاحتيال عليه، والاستحواذ على أمواله. وفي انتظار ما سيسفر عنه التحقيق في القضية "الثعلب" الذي راوغ الكثير من الضحايا، وله علاقات وطيدة بعدد من كبار المسؤولين، مما يتوقع الكثير من المتابعين باكتشاف مفاجآت من العيار الثقيل في هذا الملف، كما حدث تماما مع قضية "كمال البوشي".