أصبحت العديد من الطرقات بالولايات الجنوبية من الوطن مسرحا لحوادث مرورية خطيرة خلال السنوات الأخيرة، حيث تحصي المصالح المعنية من الحماية المدنية والدرك الوطني كل أسبوع المئات من الحوادث المميتة بهذه الطرقات، لأسباب عديدة تتعلق بضيق الطرقات واهتراء أجزاء كبيرة منها، خاصة ببعض الطرق التي تتزايد بها الحركة المرورية على غرار المنطقة الصناعية بحاسي مسعود. سجلت مؤخرا مصالح الحماية المدنية وفاة 03 أشخاص وجرح نحو 10 آخرين نتيجة انقلاب حافلة كانت قادمة من عين أمناس نحو ولاية الوادي بالطريق الرابط بين مدينة حاسي مسعود والولاية المنتدبة تقرت، وهو الحادث الذي يعد من بين مئات الحوادث التي أودت بحياة أشخاص سجلت بذات الطريق. وأكدت ذات المصالح ل"الشروق" أن هذه الطريق تسجل بها أعلى نسب الحوادث المرورية على مستوى الجنوب ككل، وأغلب الحوادث تقع فيه حافلات نقل المسافرين والشاحنات التابعة بمختلف المؤسسات النفطية العاملة بالمنطقة، علما أن هذه الطريق ضيقة ومهترئة في أجزاء عديدة منها، ما جعل العديد من مستعمليه يطالبون في عديد من المناسبات السلطات المعنية بضرورة ازدواجية هذه الطريق، خاصة على مستوى منطقة حوض الحمراء إلى غاية مفترق الطرق تقرت ورقلة على مسافة لا تزيد عن 80 كلم. وتشكل هذه الطريق أهمية كبرى فهي الطريق الوحيدة التي تسلكها الآليات والشاحنات التابعة للمئات من المؤسسات العاملة بالمنطقة سواء الأجنبية أم الوطنية، زيادة على مرور أغلب الحافلات التي تقل المسافرين بالولايات الجنوبية على غرار تمنراست، تيميمون، أدرار وعين أميناس وغيرها من الولايات الجنوبية. ونظرا للظروف المزرية على مستوى هذه الطريق طالب العديد من الجهات بمدينة حاسي مسعود من المجتمع المدني وبعض الجمعيات والمنتخبين السلطات المحلية بولاية ورقلة بإعادة فتح الطريق بين حاسي مسعود وولاية الوادي الذي تم إنجاز جزء كبير منها وهذا لتخفيف الضغط عن الطريق الرابط بين حاسي مسعود وورقلة. ومعلوم أن هذه الطريق تم إنشاؤها في وقت سابق لكن وبحسب بعض المصادر فإنه ولأسباب تتعلق ببعض الحسابات الجنوبية الضيقة تم التخلي عن هذه الطريق التي في حالة حلها واستكمال الجزء المتبقي منها المقدر ببعض الكيلومترات فإنها ستحل العديد من معاناة مرتاديها، وأصحاب المركبات ككل خاصة على مستوى مدينة حاسي مسعود وورقلة على غرار فك العزلة وتخفيف الضغط عن الطريق الحالية الرابط بين حاسي مسعود ورقلة، زيادة على الاستثمارات التي ستشهدها المنطقة في ما يخص المجال الفلاحي وبعث مختلف الأنشطة التجارية بهذه المنطقة. كما أكدت ذات المصادر أنه توجد جهات مسؤولة على مستوى الولاية هي التي قامت بعرقلة سيرورة المشروع وعدم فتح هذه الطريق لأسباب جهوية بحتة على اعتبار أن منطقة حاسي مسعود تابعة لولاية ورقلة زيادة على وجود مخاوف أمنية في حالة كل هذه الطريق خاصة أنه توجد العديد من والمنشآت النفطية، لكن الثابت من ذلك أن معظم هذه المؤسسات بعيدة على هذه الطريق ويمكن وضع حواجز أمنية بها، على اعتبار أنها ذات أهمية بالغة اقتصاديا للمنطقة ككل.