تعد مدينة حاسي مسعود بولاية ورقلة من المناطق الصناعية الكبرى على المستوى الوطني؛ وهذا لتواجد المئات من الشركات التي تعمل في مجال البترول والغاز منذ سنوات طويلة إلى يومنا هذا؛ إلا أنه في مقابل ذلك إذا نظرنا إلى الواقع المعاش بالمنطقة، نجد نقائص عديدة ومتعددة. تعاني المدنية من عدة تعقيدات وانعدام المشاريع السكنية والترفيهية، بسبب تجميد المدينة منذ سنوات كونها ذات أخطار كبرى، حيث تعد حاسي مسعود من المدن الجزائرية الغنية لامتلاكها الثروة النفطية ومالها من جباية وضرائب تفرضها على مختلف الشركات العاملة في هذا المجال بالمنطقة. وتزايدت مشاكلها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، مع تزايد الكثافة السكانية التي تفوق 90 ألف نسمة، لكن إذا نظرنا للواقع المعيشي للمواطن بالمنطقة نجده أقل مايقال عنه بالمتوسط أو دون ذلك؛ حيث إن المنطقة تعاني عزلة شبه تامة نظرا لانعدام المشاريع التنموية من سكن ومرافق ترفيهية وغيرها من المشاريع التي تستفيد منها كل مناطق وبلديات الوطن. ويعود ذلك إلى قوانين مقيدة صادرة عن السلطات العليا في البلاد، والتي تعتبر المنطقة ذات أخطار كبرى، وهو ما جعل كل المشاريع تبقى رهينة التجميد، إلى أجل غير مسمى؛ إذ يطرح تساؤلات عديدة من طرف سكان المنطقة عن مستقبلهم ومستقبل المنطقة، زيادة على البحث عن بديل نظير هذا الوضع المتدني لمحاولة التقليل منه على الأقل خلال السنوات القادمة، ومن ضمن هذه البدائل ربط المدينة بمناطق أخرى قريبة منها من أجل جلب مشاريع استثمارية وتنشيط الأعمال التجارية المختلفة. ويطالب سكان المدينة والقرى المجاورة كحاسي البكرة باستكمال وفتح الطريق الذي يربط حاسي مسعود بولاية الوادي لفك العزلة بين المنطقتين؛ وهذا من خلال إنشاء الطريق في الجزء المتبقي بين المنطقتين على مستوى حدودهما، والتي تبدأ من قرية حاسي البكرة إلى غاية حدود ولاية الوادي، والتي تبعد مسافة غير بعيدة عن الطريق الذي تم إنشاؤه من الوادي نحو حاسي مسعود. ويبقى جزء منه والذي لم يستكمل لأسباب مجهولة؛ حيث إن استكماله وربطه بالطريق الذي يؤدي لقرية حاسي البكرة سيفك العزلة بين هذه المناطق، ويجلب مستثمرين ومشاريع عديدة للمنطقتين على حد سواء خاصة المشاريع الفلاحية. ويرى العديد من المختصين في هذا المجال أن تنشيط وتطوير مختلف الأعمال التجارية بسبب سهولة التنقل سواء للناقلين، أو ما يتعلق بتنقل الأشخاص بصفة عامة، يتطلب إرادة لربط المدينة بولاية الوادي، والتي ستخفف لا محالة من الضغط الكبير لتنقل المركبات على مستوى الطريق الوحيد الرابط بين تقرت وحاسي مسعود، ناهيك عن تقريب المسافة بين الوادي وحاسي مسعود؛ إلى غيرها من الآثار والمتغيرات الإيجابية التي سيستفيد منها سكان هذه المناطق وتفتح أفاقا عديدة لجلب المستثمرين وكذا خلق مشاريع متنوعة.