في إطار نزعته الاستقلالية ورفضا لدعم الولاياتالمتحدة للمقاتلين الأكراد المصنفين على قوائم بلاده للإرهاب، توقع تقرير صادر عن مجموعة الاستخبارات الجيوسياسية التي تتكون من عشرة من الجنرالات والأدميرالات المتقاعدين من الجيش الأمريكي أن يعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انسحاب بلاده من حلف "الناتو" نهاية العام الحالي. وقال تقرير أصدرته شركة Academy Securities ومقرها نيويورك إن محلليها الذين راجعوا تقارير مجموعة الاستخبارات الجيوسياسية GIG يُقدّرون أن تركيا ستنسحب من حلف الناتو بنهاية العام الحالي على الأرجح، نتيجة تصاعد التوتر بين تركيا والحلف. وأرجع التقرير رغبة تركيا في الخروج من الحلف إلى النزعة الاستقلالية لدى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وتقارب أنقرة الأخير مع روسياوإيران. وأوضح أن تركيا واصلت خلال السنوات الأخيرة تعزيز علاقاتها مع روسيا الأمر الذي يدق جرس إنذار للناتو، مشيرا التقرير إلى أنه كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، أبرمت تركيا صفقة مع روسيا لشراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S‐400 بقيمة 2.5 مليون دولار، كما عرضت على موسكو المشاركة في إنتاج نظام S-500. وأضاف أنه على الرغم من أن روسياوتركيا عدوتان تقليديتان، فإن أعمال تركيا الأخيرة مع روسيا تثير الدهشة وتسهم في تدهور علاقتها مع الولاياتالمتحدة. وأردف التقريرأنه علاوة على "الدور الروسي التخريبي في الشرق الأوسط"، فقد تصادمت الولاياتالمتحدةوتركيا بسبب دعم الولاياتالمتحدة للمقاتلين الأكراد في العراقوسوريا. ووفقا للتقرير، فقد أدت الشراكة الأمريكية مع الميليشيات الكردية (المرتبطة بتنظيم بي كي كي المدرج على لائحة الإرهاب في تركياوالولاياتالمتحدة) إلى استعداء تركيا لدرجة أن أردوغان هدد حلف الناتو ب "صفعة عثمانية". وأشار التقرير إلى أن تعزيز تركيا لعلاقتها مع إيران يثير أيضًا قلقًا كبيرًا لدى الولاياتالمتحدة. وقال إن تركياوروسياوإيران تتصارع على النفوذ في سوريا، الأمر الذي أدى إلى تعاون غير مسبوق وغير متوقع بين الدول الثلاث. وزعم التقرير أن الرئيس التركي يسعى منذ إعادة انتخابه لتغيير وجه تركيا، وتحويلها إلى دولة تميل نحو الشرق وتعقد صفقاتها الخاصة بمعزل عن حلف الناتو، وهو ما يثير قلق الحلف.