قرر الأطباء المقيمون المقصون في امتحانات نهاية التخصص التي جرت بكليات الطب شهر جويلية الماضي، تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأربعاء المقبل، مطالبين حجار بتنظيم دورة استدراكية لهم بعد حرمانهم منها بسبب دخولهم في إضراب لسبعة أشهر ومقاطعتهم للدورتين العاديتين للامتحانات خلال تلك الفترة. ويأتي القرار بعد النتائج الكارثية التي تحصل عليها الأطباء المقيمون في امتحانات نهاية التخصص والتي أجريت شهر جويلية بعد مقاطعة دورتين بسبب الإضراب، حيث تفاجأ المعنيون بأسئلة وصفوها ب”التعجيزية” ولمسوا فيها انتقاما غير مباشر على حد تعبيرهم، بسبب إضرابهم الذي دام 8 أشهر ومطالبتهم بتحسين أوضاع الخدمة المدنية وحتى ظروف التكوين، كما استغرب المعنيون من حرمانهم من دورة استدراكية مثلما هو معمول به كل سنة في مثل هذه الامتحانات، في مقابل حصول أغلب الممتحنين على نقاط إقصائية وهي سابقة في تاريخ كليات الطب، حيث وصل عدد الراسبين إلى أكثر من 600 ممتحن في عدد من التخصصات. وتساءل المقيمون في حديثهم ل”الشروق” عن سبب اتخاذ وزارة التعليم العالي قرارا انفراديا وعشوائيا يخص عدم تنظيم دورة استدراكية للامتحانات رغم أن القانون الخاص بالطبيب المقيم وتكوينه ينص على ذلك، كما أن نسبة الرسوب كانت مرتفعة خاصة في التخصصات المطلوبة بكثرة في الخدمة المدنية، حيث كانت نسبة النجاح 0 بالمئة في تخصص التخدير الطبي، ونفس النسبة في تخصص “العلاج بالأشعة” و8 بالمئة نسبة النجاح في تخصص الأمراض المعدية، و40 بالمئة نسبة نجاح في طب الأطفال، أما أمراض النساء والتوليد ورغم أنها من أهم التخصصات المطلوبة والتي تعرف نقصا فادحا في المستشفيات فكانت نسبة النجاح كارثية بنسبة 30 بالمئة في حين أنها كانت تناهز 100 بالمئة في السنوات الماضية، وهو ما اعتبره الأطباء انتقاما واضحا منهم من خلال منحهم أسئلة تعجيزية من جهة وممارسة سياسة إقصائية في حقهم عن طريق التصحيح المتشدد من جهة أخرى، وتلاه حرمانهم من الدورة الاستدراكية وكذا إقصاؤهم من إعادة السنة. واستغرب المقيمون من التعليمة التي وجهتها وزارة التعليم العالي إلى مديري كليات الطب تعلمهم أن الدورة الاستدراكية لامتحان نهاية التخصص ملغاة للسنة الجامعية الحالية، مع حرمان الراسبين من إعادة السنة واعتبارهم مقصين في حين أن قانون الطبيب المقيم يمنح له الحق في الإعادة مرة واحدة خلال سنوات الدراسة كطالب نظامي، والتقدم للامتحان في حال الرسوب النهائي في الدورة العادية والاستدراكية كمترشح حر في السنة الجامعية التي تليها.