18 وزيرا يصولون ويجولون عبر الولايات، ليس في إطار النشاطات والمهام الوزارية، لكن بإسم تنشيط الحملة الإنتخابية، وهؤلاء الوزراء يمثلون كل من الافلان ب 14 وزيرا، والأرندي وحمس بوزيرين لكل منهما، ويواصل بالمقابل عدد آخر من "وزراء الأحزاب"، غير المترشحين، مهامهم الوزارية أثناء الحملة، فيما دخل رئيس الحكومة، ووزير دولة، بإعتبارهما رئيسا حزبين، في عطلة و"إستراحة" من العمل الحكومي، وهما منذ الخميس المنصرم، منشغلان بإقناع الناخبين بالتصويت لصالح تشكيلتهما من أجل الدخول إلى الجنة ! دخول 20 "حكوميا" غمار المنافسة والمطاردة الإنتخابية، يقابله إستمرار عدد من الوزراء في أداء مسؤولياتهم وممارسة صلاحياتهم، في إطار ضمان "الحد الأدنى" من النشاط الحكومي، علما أن آخر إجتماع لمجلس الحكومة كان الثلاثاء الماضي، أي ساعات قبيل إنطلاق حملة تشريعيات 17 ماي، وستبقة تلك الإجتماعات معلقة من عرقوبها طيلة ال 19 يوما المحددة لتسويق السلع الإنتخابية. وقد يكون من حسن حظ الحكومة والجزائريين، أن وزارات "السيادة" يتبوؤها وزراء يقال أن لا غطاء حزبي لهم، فوزارات الداخلية والعدل والخارجية، التي يقودها على التوالي كل من: زرهوني وبلعيز وبجاوي، تبقى برأي مراقبين "غير متورطة" في اللعبة الإنتخابية، وهي بمثابة الحكم أو القاضي الذي يسيّر المرحلة القبلية والبعدية ل "محاكمة" 17 ماي، وإن كان لهذا الثلاثي دون شك، "ميولات" إنتخابية، فإن ذلك لا يمكن التعبير عنه إلا يوم الإقتراع ووراء العازل فقط. br وزراء من نوع آخر، لم يترشحوا هذه المرة، بإسم أحزابهم، لأسباب معلومة واخرى مجهولة، يمارسون حاليا مهامهم داخل الحكومة، بعيدا عن الضجيج الذي تصنعه الحملة الإنتخابية، لكن متابعين وأيضا مناصرين وناخبين، لا يمكنهم تفسير نزول هؤلاء الوزراء للولايات والجزائر العميقة، في هذا الوقت بالذات، إلا في سياق الترويج لأحزابهم بطرق أخرى ومبطنة، وربما بإستغلال إمكانيات الدولة وتوظيف مناصبهم الوزارية لخدمة أغراض حزبية وإنتخابية !، فخرجات الوزراء غير المترشحين من حمس والأرندي، وهم على التوالي: غول(وزير الأشغال العمومية)، ميمون(وزير الصيد)، نوارة جعفر(وزيرة منتدبة)، مغلاوي(وزير النقل)، غلام الله(وزير الشؤون الدينية)، شريف عباس(وزير المجاهدين)، رحماني(وزير البيئة)، كل أولائك، "الوزارء المتحزبين"، قد يتهمون في خرجاتهم الميدانية وزيارات العمل والتفقد، بأنهم "يتحايلون" على المواطنين لإقناعهم بأن أحزابهم في الميدان وتحت أمرهم وتصرفهم !. br وإذا صدّقنا بأن الوزراء المترشحين لا يدخلون هذه الأيام مكاتبهم، فإن 19 مكتب وزير حتى لا يقال بأنها مغلقة، فإنها تسيّر حاليا عن طريق الهاتف والتيليكوموند، ومن طرف المقربين ومديري الدواوين والأمناء العامين-(إن لم يكونوا مترشحين هم كذلك)- ويتعلق الأمر تحديدا بالوزارات التي يقودها عن حمس: جعبوب(وزارة التجارة) وبن بادة(وزارة المؤسسات)، إضافة إلى سلطاني(وزير دولة) وعن الأرندي: قيدوم(الرياضة) وبن بوزيد(التربية)، وبإسم الأفلان: تو(الصحة)، ولد عباس(التضامن)، حميميد(السكن)، جيار(الإتصال)، هيشور(البريد)، بوكرزازة(المدينة)، حراوبية(التعليم العالي)، خالدي(التكوين المهني)، بن عيسى(وزارة منتدبة)، بركات(الفلاحة)، لوح(العمل)، مساهل(وزارة منتدبة)، زياري(العلاقات مع البرلمان)، خذري(الصناعة). br كل هؤلاء المستوزرين يقضون أيامهم ولياليهم خارج العاصمة، بحثا عن أصوات إنتخابية تدخلهم البرلمان القادم، إما للعودة إلى الحكومة اللاحقة عبر النافذة وإما الإحتماء بالهيئة التشريعية كمنفذ نجدة من تضييع البرستيج السياسي، وإلى جانب كلّ أولائك الوزراء، "سيغيب" عبد العزيز بلخادم كرئيس للحكومة، بعدما إرتدى قبعة الأمين العام للأفلان منذ الخميس الماضي، ولأن الرجل رئيس اللجنة التحضيرية للإنتخابات التشريعية، فإنه لن يتنازل عن "دوره" في الإشراف على الإقتراع، والحديث صباحا بإسم الأمين العام، الباحث عن الأصوات، والتصريح مساء بإسم رئيس اللجنة والحكومة، المعلن عن الأرقام، ومع ذلك، فقد إختفت الأصوات المتوجّسة خفية من التزوير والتلاعب بالإرادة الشعبية وكلمة الناخبين الذين يريدون رؤية الوزراء ومصافحتهم والإحتكاك بهم بالأسواق والمقاهي والأحياء الوسخة، في كل الأوقات، وليس فقط أثناء الحملة الإنتخابية ! br جمال لعلامي:[email protected]