عرف قطاع التربية بولاية غرداية عديد النقائص المسجلة بعد الدخول المدرسي للموسم الجاري، إذ شهدت بعض المؤسسات التربوية وقفات احتجاجية؛ لمطالبة الجهات الوصية بتحسين الوضع. وبالمقابل تسعى مديرية التربية والسلطات المحلية، من خلال الاستماع إلى الانشغالات وتقييم الدخول المدرسي، بغية إيجاد حلول تطمئن كافة الأطراف. عجز البلديات عن التكفل بالابتدائيات تشرع بلدية المنيعة، الإثنين، وبعد نحو شهر من انطلاق الموسم الدراسي، في توزيع المستلزمات المكتبية والبيداغوجية على 21 ابتدائية، من أهمها أقلام السبورات البيضاء، التي يشتريها المديرون والأساتذة من مالهم الخاص، منذ السنة الماضية، – حسبما علمت به الشروق من أحد المديرين -، مضيفا أن هناك من فكر في نزع السبورات البيضاء، وإعادة تركيب السبورات الخشبية، لتوفر مادة الطباشير في المؤسسات. كما تعيش عدد من المؤسسات التربوية حالة من التسيب الأمني، سواء داخلها أو خارجها، مما يهدد سلامتها، حيث أن جل المدارس بالمنيعة لا تتوفر على حراس، ما يعرضها للسرقة والنهب، كما أن الكلاب الضالة ترتاد محيط ابتدائية بلخضر محمد بمتليلي الجديدة، إذ يطالب الأولياء بتوفير الأمن عبر الطرق المؤدية إليها، أو القضاء على تلك الكلاب، في ظل عدم إحاطة المؤسسة بسور خارجي. وتعكس هذه الصورة عجز ميزانية البلديات في التكفل بالمدارس الابتدائية، التي أوكلت لها مهمة التكفل بها، من طرف وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، والتي طالها الإهمال، وراح ضحيتها التلاميذ والطاقم التربوي، في وقت تُحمّل فيه بعض الأطراف المسؤولية لمديرية التربية، التي تلقي اللوم على البلديات. 5 وقفات احتجاجية للمطالبة بتسوية الوضع شهد قطاع التربية بولاية غرداية خلال الأسابيع الأولى بعد الدخول المدرسي، خمس وقفات احتجاجية، في مقدمتها احتجاج أولياء تلاميذ متوسطتي الشيخ عبد العزيز الثميني القديمة والجديدة ببني يزقن، تنديدا بتنحية المدير المكلف بتسييرها، وتعيين مديرتين على رأسهما، وفي هذا الصدد اتصلت المديرتان بالشروق ونفتا ما أورده أولياء التلاميذ من أن إحداهما معاقبة، والأخرى لها مشاكل في التسيير، مشيرتين إلى أحقيتهما في المنصب، بحكم أن مديرة المتوسطة القديمة نجحت في مسابقة التوظيف للسنة الجارية، أما مديرة المتوسطة الجديدة فجاءت على إثر حركة التحويل، مثلما أكده مدير التربية في وقت سابق، وتأكد منه الأولياء أنفسهم، ليتراجعوا عن احتجاجهم في الأيام الأولى من الدراسة. فيما قام أولياء تلاميذ متوسطة الشهيد غزيل أحمد بحي شعبة سيد الشيخ بمتليلي بوقفة احتجاجية، للمطالبة بتوفير نقص الطاقم المؤطر، ومشرفي التربية، ضمانا للجو الملائم لمزاولة أبنائهم الدراسة في أحسن الظروف، وسط تطمينات من المسؤولين بإيجاد حلول لهذه المطالب في أقرب وقت. بينما شنّ أولياء تلاميذ ابتدائية بلخضر محمد بن موسى بمتليلي الجديدة وقفتين احتجاجيتين، للمطالبة بجملة من الانشغالات أهمها تغيير أستاذة اللغة الفرنسية، بدعوى ضعف مستواها، وكثرة غياباتها، وكذا تخصيص مكان لممارسة حصة التربية البدنية، كما طالبوا البلدية بتزويد المؤسسة بالغاز الطبيعي، وتوفير النقل المدرسي لأبنائهم، وتعبيد الطرق المؤدية إليها، مع إزالة الردوم والأوساخ من حولها. كما تجمع أولياء تلاميذ ابتدائية بن خلدون بالمنيعة، أمام مفتشية التعليم الأساسي في وقفة احتجاجية ضد القرار القاضي بنظام المناوبة، بسبب النقص الفادح في الأقسام، وعدم إيجاد حل لأربعة أفواج، رغم أن هذا المشكل قائم منذ أكثر من سنتين، وأمام انطلاق الموسم الدراسي تجد السلطات المحلية صعوبة كبيرة في القيام بأشغال، إذ دعا أعضاء المجلس الولائي والي ولاية غرداية بتوفير الأقسام الجاهزة “الشاليهات” كحل استعجالي. وهذا ما يطالب به أيضا أولياء التلاميذ القاطنين بعدة أحياء سكنية الواقعة في محيط ابتدائية الشهيد أحمد سلامة ببلدية القرارة، نظرا لمشكل الاكتظاظ الذي تشهده المؤسسة منذ سنوات، وأوضح مصدر عليم أنّ الجهات الوصية على استعداد لإنشاء مجمع مدرسي مزوّد بأقسام الشاليهات كحل مؤقت ومستعجل، ريثما يتم بناء مؤسسة ابتدائية جديدة في ناحية امتداد حي الشهيد إبراهيم بوقرطاس. نفس المشكل أيضا تعاني منه بعض المؤسسات ببلدية غرداية، على غرار متوسطات الإمام جابر بن زيد، المجاهد رمضان إبراهيم، الإمام الربيع بين الحبيب. وجبات باردة.. ومدارس من دون مطاعم مدرسية يناشد أولياء تلاميذ ابتدائية بلخضر محمد بمتليلي الجديدة بإنشاء مطعم بالمؤسسة، طالما أنها تدخل موسمها الرابع، ولا تستطيع البلدية حتى إصلاح الثلاجة المعطلة، بحجة عدم التعاقد مع المؤسسة، لإصلاح الأجهزة الكهربائية، ما يصعب تخزين المواد الاستهلاكية الباردة. من جهتها تعرف بعض المطاعم المدرسية ببلدية زلفانة بعد اهتراء كبير، مثلما هو الحال في ابتدائية الأمير عبد القادر، حيث أن مطعمها يقع خارج المدرسة، يفصل بينهما طريق، يشكل خطرا على الأطفال، حيث أوضح مصدر من البلدية أن المطعم لا يصلح نهائيا لاستغلاله، بسبب قنوات الصرف الصحي المخربة، وحتى الممر الذي يدخل منه التلاميذ مشقق، الأمر الذي دعا البلدية لغلقه ورصد مشروع إعادته كليا، كما أنه يوجد مقترح تحويل بعض الأقسام المرمّمة داخل المدرسة إلى مطعم، خاصة وأنها فارغة بعد تحويل بعض الأسر سكناها إلى الأحياء الجديدة. إضافة إلى هذا توجد مدرستان جديدتان بزلفانة من دون مطعم؛ وقد سلمت البلدية مؤخرا دراسة المشروع لمكتبي دراسات من أجل بنائهما. فيما مطعم مدرسة لحرش مبارك يقدم وجبات باردة، بسبب اهترائه المتمثل في سقوط أجزاء من سقفه. وفي بلدية المنيعة تقدم المطاعم المدرسية هي الأخرى وجبات باردة منذ السنة الفارطة، لعدم توفر مادة الخبز، لمشكل يرجع إلى الممون، حسبما أوضحه مصدر مطلع. تلاعبات في المناصب المالية للموظفين كشف أحد النقابيين ل “الشروق” أن بعض مديري المؤسسات يتلاعبون بالمناصب المالية للموظفين، بتواطؤ مع مصلحة الموظفين لمديرية التربيو، خاصة مع الموظفين الذين يمارسون مهامهم النقابية، بحيث ينقلون إلى مؤسسات أخرى بطريقة غير قانونية، وهذا ما حدث لأستاذ الأدب العربي (ك.ي) بثانوية القرارة الجديدة، وكذلك لأستاذ العلوم الإسلامية (أ.أ) بمتقن رمضان حمود، مضيفا أنه لا زال هناك تراكم في ملفات الموظفين، الذين لم تسدد لهم مخلفاتهم المالية، منذ سنة 2014، فضلا عن التلاعب بالتعويضات المالية للحراسة، في امتحان بكالوريا 2018، مبينا أن من الأساتذة من حرس كل أيام الامتحان، ولكن لم يتلق إلا تعويض فترة واحدة، لذا، ينبغي على مديرية التربية استدراك الوضع قبل تفاقمه.