تعود المخرجة تونس آيت علي من المسرح الجهوي لبجاية في عمل جديد بعنوان “الساكتة”، تتطرق من خلاله إلى جملة من الطابوهات التي تثقل كاهل المجتمع الجزائري وخاصة بالنسبة للمرأة وينتظر أن تقدم آيت علي العرض الأول لعملها في 25 أكتوبر القادم. العمل الذي يعيد مخرجة “بوسعدية صاوند” إلى الخشبة يجعم كل من وسيلة عريج وتليلي صالحي وحورية بهلول. العمل يطرح الصعوبات التي تواجه النساء في سوق العمل وعواقب البطالة على الجامعيات وهذا من خلال قصة ثلاث شابات ينهين خادمات في البيوت بعد أن يفشلن في إيجاد منصب عمل. في خضم هذا العمل تكتشف إحدى الفتيات أن السيد الذي تعمل لديه يستغل منصبه في اغتصاب الأطفال ودفنهم في حديقة بيته لكن الخادمة تتحول إلى متهمة في ارتكاب تلك الجرائم بعد أن أقدمت على تقديم شكوى ضد الأب الذي يستغل نفوذه في تحويل الشاكية إلى جانية. نفس المصير تلقاه الشابتان الأخريان اللواتي تضطرهن الظروف للعمل لدى أثرياء لتجد الثانية نفسها متهمة بجريمة اغتصاب والثالثة بقتل رجل مهوس بأحذية النساء. المسرحية وإن كانت تكشف انحياز تونس آيت علي لقضايا النساء مثل عادتها دائما لكنها من جهة أخرى تكشف عن جملة من الأمراض الاجتماعية التي تنخر المجتمع الجزائري على غرار الرشوة واستغلال النفوذ والمحسوبية وغيرها. وتزداد هذه الأمراض انتشارا خاصة إذا مست النساء لأن المرأة وبحكم التقاليد الاجتماعية تخضع للصمت ولا تستنكر مثل هذه الأفعال. المسرحية التي ينتجها مسرح بجاية وقع نصها حليم رحموني، سينوغرافيا لشوقي خسير.