احتضن فضاء امحمد بن قطاف بالمسرح الوطني الجزائري أمس الإثنين ندوة صحفية نشطها كل من المخرجة تونس آيت علي، مدير الإنتاج خليل عون، والأكاديميتين ليلى بن عائشة وجميلة مصطفى الزقاي، حول عرض “بوسعدية صاوند” من إنتاج تعاونية عون الثقافية بسطيف. وكشفت تونس آيت علي عن مواعيد عرض هذا العمل، والتي سيكون أقربها الإثنين المقبل بسطيف. كما سيتم عرض “بوسعدية صاوند” خارج الجزائر، مع اهتمام اليونسكو بتقديمها للجمهور الباريسي. خلال تدخلها، ركزت مؤلفة العمل، د.ليلى بن عايشة، على التجربة التي عاشها فريق هذا العمل، وهي تجربة “قائمة على التعاون، والعمل لا يسند إلى شخص دون آخر بل هو متكامل.. لقد حاولنا تقديم نص ينبع من التاريخ، وركزنا على شخصيات لم تأخذ حقها أمثال علة والريميتي”، تقول بن عائشة. من جهتها، قالت د.جميلة مصطفى الزقاي، التي قامت بالصياغة الشعرية للعرض، إن “بوسعدية صاوند” ملحمة تراثية معصرنة، لأن “تونس آيت علي كانت جريئة في الطرح مع رموز لطالما تعاملنا معها بتقليدية”، واعتبرت بأن هذا العمل رحلة مزدوجة بين جيلين وعصرين وفكرين، أحدهما فكر بوسعدية الذي يقول إنه ملك لكل هذه البلدان والأماكن. أما المخرجة تونس آيت علي فعادت إلى أول عرض لت”بوسعدية صاوند”، والذي كان خلال حفل اختتام المهرجان الوطني للمسرح المحترف، قائلة إنه كان عرضا مختصرا ومقتطعا من العرض الكلي. وأضافت بأن وزير الثقافة حينها انتقد بعض الأشياء وفي كل عمل توجد نقائص، ولكن الفكرة ستبقى والعرض سيبقى، مؤكدة أن التعديلات ستطال الجانب التقني وليس المضمون لأنه لعمود الفقري للعمل. وفي هذا الصدد، قالت الزقاي: “ملاحظات الوزير نحترمها باعتباره مبدعا ولكن لكل مبدع رؤيته الخاصة.. وإن لم نسر في مسار الشخصيات المتعارف عليها فهذا من أجل إماطة اللثام عن الشخصيات المغمورة”. وكشفت آيت علي عن اعتلاء هذا العرض الركح بسطيف يوم 29 جانفي المقبل، قبل التوجه إلى بسكرة تكريما للمناعي، ثم العودة إلى العاصمة، مؤكدة وجود اتصالات مع مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام بن تركي، بُغية التكفل بالعرض وتقديمه في مختلف القاعات التابعة للديوان، خاصة وأن التعاونية لا تستطيع تحمل المصاريف كلها، إلى جانب الاتصال بوزارة الثقافة من أجل تقديم العرض في أوبرا الجزائر. كما سينشط هذا العرض افتتاح أيام عز الديم مجوبي بعنابة يوم 11 فيفري المقبل. وسيكون “بوسعدية صاوند” ممثلا للجزائر خارج الحدود أيضا، من خلال المشاركة في مهرجان قفصةبتونس في 24 مارس المقبل، ثم المشاركة في تظاهرة وجدة عاصمة الثقافة العربية بالمغرب، في انتظار تأكيد تاريخ العرض. كما تحدثت آيت علي عن اهتمام اليونسكو بهذا العمل وبعرضه في العاصمة الفرنسية باريس. وأشادت تونس آيت علي بكون هذا العمل جزائريا مائة بالمائة، وبكونه ترجمة لمجهودات المرأة في مجال المسرح، وسط غياب كبير للعنصر النسوي في مجال الإخراج المسرحي. سألت “الشعب” المخرجة عمّا إذا كان الدور المحوري الذي يلعبه الصوت في هذا العرض الموسيقي لن يؤثر على جودته وفقا لنوعية القاعات وعتادها الصوتي، فأجابت بأن الكثير من القاعات المبرمجة تمتلك عتادا ذا جودة، على غرار المسرح الوطني ودار الأوبرا ودار الثقافة بسطيف، كما أن تقنيي العرض سيعملون على التأقلم مع ظروف كل قاعة، وأضافت: “لن نقصي قاعات المدن الداخلية من أجل هذا السبب، وسنجد دائما الوسائل الكفيلة بتقديم عرض محترم مهما كانت الظروف”. وبخصوص سؤالنا حول أقلمة لغة العرض مع المواعيد الأجنبية، قالت تونس آيت علي إنه سيتم الاعتماد على السترجة (السطور النصية المترجمة) التي ستكون بمختلف اللغات. وعن ملاحظتنا حول عدد أعضاء فريق العرض البالغ 25 عضوا، وإمكانية أن يعرقل هذا العدد فرص توزيعه، اعتبرت آيت علي بأن الحلول ممكنة وموجودة، ومنها التعاون مع مختلف المؤسسات لتخفيف الأعباء: “سنتان ونحن نعمل على بوسعدية صاوند لإيجاد طريقة للتكفل بهؤلاء الأعضاء ال25، وخلال الإقامة الإبداعية اكتشفنا أن العلاقات الإنسانية هي الأهم”، تقول تونس. أما الكاستينغ فقد كان في مختلف المناطق، من سطيفوبسكرة إلى تيزي وزو وتيارت.. فيما تم اختيار الراقصين من غرب الجزائر إلى شرقها، من معسكر حتى عنابة. وخلصت المخرجة إلى أن “المسرح الجزائري بحاجة للإقامات الإبداعية حتى ينتصر الجانب الإنساني”.