«الساكتة» عرض مسرحي يكسر الطابوهات و ينخر جذع الفساد كشفت المخرجة المسرحية تونس آيت علي بأنها تحضر عرضا مسرحيا جديدا بعنوان « الساكتة» ، سيخوض في مواضيع تعتبر من الطابوهات في المجتمع الجزائري، معلنة بأن العرض الشرفي سيكون يوم 25 أكتوبر المقبل بمسرح بجاية. المخرجة قالت للنصر، بأن العرض تشارك فيه ثلاث ممثلات هن وسيلة عريج وتليلي صالحي و حورية بهلول ، و يروي حكاية ثلاث فتيات متحصلات على شهادة ليسانس في تخصصات مختلفة، يصطدمن بصعوبات سوق الشغل، و يواجهن عراقيل عديدة من أجل الظفر بمنصب عمل يتلاءم و تخصصهن، لينتهي بهن المطاف كخادمات في المنازل . القصة تبدأ بتحول إحداهن إلى خادمة لدى عائلة برجوازية ، و خلال فترة عملها بالبيت، تتقرب من الابن الذي يطلعها على ما يقوم به والده الذي يشغل منصبا رفيعا، حيث يغتصب الأطفال و يقتلهم و يدفنهم بحديقة البيت، ما يحرك ضميرها و يدفعها لتقديم شكوى، غير أن نفوذ الأب يجعل التهمة توجه إليها، لتصبح متابعة قضائيا بجناية الاغتصاب و القتل، و هو ما يزيد وضعها سوءا. أما الفتاة الثانية فتعمل كخادمة في بيت عجوز ثرية جدا في 80 من عمرها ، حيث تتكفل بكل شؤونها لأنها تعيش بمفردها ، لكن الفتاة تتعرض في ما بعد لمحاولة اغتصاب من قبل العجوز ، ثم تكتشف بأنها متعودة على ذلك مع كل من تشتغل ببيتها ، ما جعلها هي الأخرى تودع شكوى حول تعرضها لمحاولة اغتصاب من قبل العجوز، لتجد الأبواب موصدة و يتغير مجرى القضية لتصبح في صالح العجوز. ثالث شخصية في العمل تشتغل كخادمة عند رجل ثري مهووس ب»أحذية النساء» بحيث يطلب منها ترك حذائها في المساء بالبيت قبل مغادرتها، لتجده في صباح اليوم الموالي، و هو ما قامت به، لتتفاجأ عند عودتها في الصباح للبيت بوفاة الرجل و الحذاء بفمه، ما أدخلها في حالة من الفزع، دفعتها لإحضار مقص لإخراج الحذاء من فمه، غير أن قطعة منه تظل عالقة في فمه، لتصبح كل أصابع الاتهام موجهة إليها. المخرجة أوضحت أن عرض «الساكتة» في قالب الكوميديا السوداء ، و تهدف من خلاله إلى محاولة كسر الطابوهات و رفع الستار عن القضايا التي تنخر جذع مجتمعنا ، محاولة توجيه رسالة، مفادها أن التهم توجه بشكل عبثي و أصحاب النفوذ و المال يتمكنون من الإفلات من العقاب، مشيرة إلى أن العرض من إنتاج تعاونية الوردات و تليلي للإنتاج، و بدعم من وزارة الثقافة و الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة ، و من تأليف حليم رحموني و سينوغرافيا شوقي خسير و كوريغرافيا لونيس نايت علي، و سيعرض في 25 أكتوبر المقبل بمسرح بجاية الذي أرادت أن تقدم عبر النصر خالص شكرها له على المساعدة التي قدمها لها للتحضير للعمل. و تراهن المخرجة على نجاح هذا العرض، لكونها خاضت في مواضيع تعتبر من الطابوهات، لكن، حسبها، بطريقة محترمة ، و قد سيق و أن قدمت عروضا ناجحة من بينها «الراحلة» ، و آخرها « بوسعدية» الذي اعتبرته عرضا موسيقيا راقصا، فكرته مستوحاة من التراث الجزائري، و يتحدث عن حكاية «بوسعدية» الذي بدأت رحلته من مالي و النيجر، بعد فقدانه لابنه الوحيد، إبان الاستعمار الأمريكي لبلاده، ليقرر الشروع في رحلة بحث عنه في كل البلدان المجاورة، مستعملا في ذلك القرقابو، للتأثير على مسامع الأطفال و استمالتهم للتجمع حوله، و قد عرف نجاحا كبيرا و لا يزال عرضه متواصلا داخل و خارج الوطن.