يعيش الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) على وقع فضيحة جديدة تضاف إلى سلسلة طويلة – عريضة من المهازل التي تميز تسيير المكتب الفدرالي الحالي الذي يقوده خير الدين زطشي منذ نهاية مارس من العام الماضي. كشف مصدر عليم ل”الشروق” بأن المدير الفني الوطني رابح سعدان لم يتنقل إلى العاصمة البريطانية لندن رفقة مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي مثلما كان مرتقبا، قصد حضور مؤتمر صحفي وجلسات مناقشة خاصة بكأس العالم التي جرت في روسيا في الصيف المنقضي فضلا عن حفل الجوائز السنوية التي تقدمها الفيفا لأفضل المدربين واللاعبين في العالم، بعد أن وجه الاتحاد الدولي لكرة القدم الدعوة إلى الفاف قصد ايفاد المدير الفني الوطني ومدرب المنتخب الأول. وحسب مصدرنا فإن غياب سعدان عن سفرية لندن، يعود لخطأ إداري فادح تم ارتكابه على مستوى إدارة الاتحادية، والتي لم تستخرج تأشيرة دخول الأراضي البريطانية لرابح سعدان. والأدهى والأمرّ في هذه الفضيحة، هو أن الفاف تلقت الدعوة من الفيفا في شهر جويلية الماضي، وتم إشعار سعدان بذلك، حيث طلب منه الأمين العام للفاف وقتها تجهيز نفسه وتقديم الوثائق اللازمة، قصد استخراج التأشيرة، وقام المدير الفني بالفعل بإيداع الملف، قبل أن يتفاجأ قبيل سفره بساعات بأن إدارة الاتحادية لم تقم باستخراجها، ليتم إلغاء سفريته إلى عاصمة الضباب، واكتفت الفاف بذلك بإرسال بلماضي بمفرده لحضور مؤتمر الفيفا. سيناريو “فضيحة” ولد زميرلي يعود إلى الأذهان وتعيد هذه المهزلة إلى الأذهان تلك التي وقعت لرئيس الفاف خير الدين زطشي نفسه، عندما كان يتأهب للسفر إلى العاصمة البحرينية المنامة في شهر أفريل من العام الماضي لحضور المؤتمر السنوي للفيفا، حيث كاد يلغي تلك السفرية بسبب تفطنه متأخرا بأنه لا يملك تذكرة سفر!! قبل أن يقوم على عجل باقتناء تذكرة أخرى سافر بها لحضور المؤتمر، كما شهدت دهاليز الفاف أيضا مهزلة في نهاية العام الماضي، بعد أن تأخرت في ارسال ملف ترشيح النائب الثاني لزطشي، بشير ولد زميرلي لعضوية اللجنة التنفيذية للكاف، في فضيحة لم يتم الكشف عن خيوطها حتى الآن، وتسبب ذلك في ضياع فرصة ثمينة على الجزائر بالعودة إلى اللجنة التنفيذية بعد أن فقدت عضويتها إثر نهاية عهدة الرئيس السابق للفاف محمد روراوة فيها وعدم اعادة انتخابه في شهر مارس من العام الماضي. والمفارقة الغريبة، أن رابح سعدان سبق له وأن شارك في مؤتمر مماثل للفيفا في نهاية العام 2010، أقيم بالعاصمة المغربية الرباط لتقييم مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، رغم أنه لم يكن يشغل أي منصب في الفاف، إثر اقالته من تدريب المنتخب الوطني في سبتمبر من نفس العام، وتعويضه بالمدرب عبد الحق بن شيخة، وقد وجهت له الفيفا الدعوة وقتها لإثراء النقاش، كونه من بين المدربين المخضرمين والعارفين بشؤون الكرة المستديرة، ولكن وبالمقابل فإن الفاف “نسخة زطشي” قامت بإهانته وتسببت في غيابه عن مؤتمر لندن بسبب خطأ ساذج.