رد المدرب رابح سعدان، المستقيل يوم الأربعاء الماضي من منصبه على رأس المديرية الفنية الوطنية، على التصريحات التي أدلى بها رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) خير الدين زطشي خلال الندوة الصحفية التي عقدها الأحد بتلمسان، والتي وصف فيها سعدان ب”الكذب” و”الخيانة”، على خلفية إعلان “الشيخ” استقالته واتهامه عددا من مسؤولي الفاف بنسج “مؤامرة” ضده للتخلص منه، عبر حرمانه من المشاركة في مؤتمر الفيفا الخاص بمونديال روسيا 2018، والذي انعقد ما بين 22 و24 سبتمبر الماضيين. وقال سعدان في حديث مع “الشروق: “زطشي لا يملك حججا قوية ولم يقدمها لمواجهتي بالحقائق التي كشفت عنها، بل اكتفى بالحديث عن بعض التفاصيل البسيطة التي تم الترويج لها مسبقا عبر مقربيه، بدلا من التطرق إلى الأهم وهو حدوث فضيحة وأخطاء إدارية على مستوى الاتحادية”، مضيفا “مسؤولو الفاف بحثوا عن كل شيء كي ينقضوا ما صرحت به، ولكنهم لم يجدوا شيئا، وأعتقد بأن الأمور اختلطت عليهم، لأنني فاجأتهم ولم يكونوا ينتظرون أن يكون رد فعلي بمثل تلك الطريقة”، وتابع: “أنا أتساءل اليوم، والجميع يعرف بأن مشكلة ما حدثت بسبب قضية التأشيرة، لماذا لم يعلن رئيس الفاف عن فتح تحقيق للكشف عن المتسبب في الواقعة ومعاقبته؟ الأمر لا يتعلق بي أنا شخصيا وإنما بإطار جزائري تعرض للإهانة”، وأضاف محدثنا: “لقد اتصل بي رئيس الفاف واعتذر مني، وطلب مني عدم تهويل الأمور، وقلت له: يبدو أنك لم تفهم أصل المشكلة التي لا يجب أن تنحصر في التأشيرة والسفر وما شابه ذلك، وإنما في الإهانة التي تعرضت لها كممثل للجزائر، قلت له أن ما حصل خطير جدا ولا يمكن تجاوزه أو السكوت عنه حتى لا يتكرر مرة أخرى”، وواصل: “لقد قلت لرئيس الفاف بأن أصل المشكلة ليست التأشيرة وإنما ثمة أمورا كانت تدبّر ضدي في الخفاء، لقد حطمتموني نفسيا وفقدت الرغبة في الاستمرار، كان عليهم على الأقل ألا يكذبوا علي ويهينوني بتلك الطريقة، لو أعلموني بالحقيقة مسبقا لم أكن لأتصرف بتلك الطريقة، لكن الأمر يتعلق بكرامتي”. وعن حديث رئيس الفاف بشأن الغيابات المتكررة لسعدان عن اجتماعات المكتب الفدرالي، قال المتحدث: “أولا، أنا لست عضوا في المكتب الفدرالي حتى يتم إجباري على الحضور، وكان الأجدر محاسبة بعض الأعضاء الذين يغيبون عن مثل هذه الاجتماعات، ومع ذلك لم يسبق للمديرية الفنية أن غابت عن هذه اللقاءات، سواء عبر تمثيلي لها أنا شخصيا، أو عبر تفويضي لمساعديّ عامر شفيق وبن عودة، لم أرغب في احتكار هذه الأمور لنفسي وإنما منحت مساعديّ الفرصة قصد الظهور وإثبات قدراتهما، وكل هذه كانت تحدث بموافقة رئيس الفاف وبعلمه”. ورد سعدان على تصريحات زطشي بخصوص تشكيكه في قدرات سعدان وعمله وحصيلته في المديرية الفنية، قائلا: “حصيلة عملي موثّقة وهي متواجدة على مستوى المديرية الفنية وأمانتها العامة ولدي دلائل ومستعد للمواجهة، كل العمل الذي قمنا به على مستوى المصالح الأربع للمديرية والتقارير حاضرة وجاهزة، وهناك ما يثبت ذلك على غرار المراسلات والرسائل الإلكترونية التي كانت دائما تمر على الأمانة العامة للفاف، وعند مغادرتي لمنصبي قمت بأخذ أغراضي ووثائق شخصية فقط، وما يقال عكس ذلك فهو هراء”، مضيفا “كنا نعد تقريرا عن عمل المديرية بمصالحها الأربع كل شهر، كنا دائما نرسلها للأمانة العامة وللرئيس كي يطلع عليها، حتى أنني قمت بتدعيم مكتبة المديرية الفنية بالعديد من الكتب والوثائق المتعلقة بكرة القدم والتي حصلت عليها خلال مشاركتي في ملتقى للكاف بتونس”، وتابع: “كنا نلتقي أسبوعيا برئيس الفاف حتى نضبط مخطط عملنا، وهذه الاجتماعات لم تجر، لأننا كنا نصر على أن يرافقنا وإنما حتى نطلعه على كل المستجدات وهذا أمر طبيعي”، وختم سعدان قائلا: “ما حصل معي مؤخرا، جعلني أقتنع بأن الرئيس فقد مصداقيته، لقد استعملنا أنا وبوعلام شارف قصد إنقاذه خلال الفترة الصعبة التي عاشتها الاتحادية العام الماضي، وبعدها تخلى عنا بعد أن وجد منقذا آخر له وهو المدرب جمال بلماضي وهذه هي الحقيقة”. الخلاف بيني وبين الاتحادية وليس مع المنتخب واعتبر سعدان بأن قول رئيس الفاف بأن ما قام به مؤخرا سيؤثر على المنتخب الوطني المقبل على مواجهة هامة أمام البنين، تضليل للرأي العام وتهرب من حل المشكل القائم، وقال سعدان: “الخلاف بيني وبين الاتحادية وليس مع المنتخب الوطني، ولا يجب تضليل الرأي العام والجماهير عبر ترويج مثل هذا الكلام، المنتخب بعيد كل البعد عما يحدث بيني وبين الفاف، وكل ما قمت به مؤخرا لن يؤثر على المنتخب اطلاقا، لأنه شيء مقدس وأنا أعي ذلك جيدا من خلال تجاربي الكثيرة مع المنتخب والانتصارات التي حققناها معا، وبالتالي فإنني أتمنى له التوفيق في مشواره”.