بكثير من التحامل والتطاول الساذج، يزعم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في أول رواية له صدرت الصيف الماضي، أن الجزائر تحوّلت إلى مسرح لعمليات المخابرات العالمية، والمليشيات الانفصالية المسلحة، مدّعيا وجود تنظيم إرهابي عالمي جديد بها، يدعى “أولاد الجهاد”، أو ما يسمى ب (سوج) ينشط في مجال الإرهاب الإلكتروني والقرصنة، تحت قيادة أكبر مطلوب لدى أجهزة المخابرات العالمية”! في هذه الرواية التي كتبها بالتعاون مع روائي شهير، ومازالت تحصد أعلى المبيعات في أمريكا، يحكي كلينتون عن رئيس أمريكي يدعى جوناثان لينكولن دانكان، يواجه أزمة سياسية قد تعصف بمنصبه في البيت الأبيض، وبمستقبله السياسي، حيث يتعرض للتحقيق والاستماع من طرف لجنة مشكلة من أعضاء من الكونغرس، حول مزاعم اتصاله بتركي الجنسية يدعى سليمان سيندروك رئيس أخطر منظمة إرهابية جديدة تنشط في مجال الجريمة الإلكترونية والقرصنة، تدعى (سوج)، وإصداره أمرا بحمايته من القتل على أيدي قوات أوكرانية معادية لروسيا، في شمال الجزائر، وتقوم بإنقاذه، ويموت خلال هذه العملية عميل أمريكي. ويحدث ذلك حسب كلينتون ضجة وسط الرأي العام الأمريكي، ثم يختفي هذا الرئيس الأمريكي بعد ذلك متنكرا لمواجهة هجوم فيروسي إلكتروني أطلقه تنظيم “سوج” لشل مختلف أشكال الحياة في أمريكا، إلى جانب شل منظومة الدفاع والجيش الأمريكي، قبل أن يتمكن في الأخير من إحباط هذا الهجوم بمساعدة شاب هاكر، كان قد انفصل هو وحبيبته “نينا”، عن التنظيم الإرهابي المذكور، قبل ذلك، بمساعدة أحد أعضاء إدارة البيت الأبيض تتمكن نينا من التواصل مع الرئيس الأمريكي باستعمال كلمة البيت الأبيض السرية “العصور المظلمة”، من أجل عرض إحباط ذلك الفيروس، مقابل الحصول على عفو، لاحقا يكتشف الرئيس وجود خائن في إدارته، كما يكتشف أن الروس قاموا بدعم هذا الهجوم الإلكتروني، بالتعاون مع معارضين للملك السعودي الجديد، يسعون لتركيع أمريكا، فيطرد السفير الروسي، ويغلق السفارة الروسية، ويستعيد قوته السياسية ومكانته، التي كانت على وشك السقوط. في هذه الرواية لا يخبر قراءه كلينتون كيف أن الجزائر تحولت إلى أراض تتقاتل عليها مختلف المخابرات العالمية، والمليشيات المسلحة، لكنه يتنبأ بعقلية “الزمياطي” بظهور تنظيم إرهابي جديد، يتخذ من الجزائر مأوى له، كما يتنبأ باعتلاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للعرش، ويتعرض لمحاولة اغتيال، كما يظهر العلاقة الحميمة التي تجمع بين أمريكا وإسرائيل، ويردد مقولة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن من هو ليس مع أمريكا فهو ضدها، بينما يظهر عكس سياسة ترامب بفتح الأبواب في وجه كل من يساهم في تطوير اقتصاد أمريكا.