احتجزت السعودية 18 شخصاً وأقالت خمسة مسؤولين كبار بالحكومة في إطار تحقيق في مقتل الصحفي جمال خاشقجي. واختفى خاشقجي، كاتب المقالات في صحيفة واشنطن بوست والمنتقد لسياسات السعودية، بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول يوم الثاني من أكتوبر للحصول على وثائق من أجل زواجه. ونفت الرياض في بادئ الأمر علمها بمصيره. ثم قال النائب العام السعودي، السبت، إن خاشقجي قتل في شجار داخل القنصلية، وهو تفسير قوبل بتشكيك دولي. وتقول مصادر أمنية تركية، إنه عندما دخل خاشقجي القنصلية، أمسك به 15 من عناصر المخابرات السعودية كانوا قد وصلوا على متن طائرتين قبل بضع ساعات. وأكد مسؤول سعودي كبير لوكالة رويترز للأنباء، إنهم من بين الثمانية عشر سعودياً الذين احتجزوا والذين يشملون أيضاً ثلاثة مشتبه بهم محليين. وحسب مسؤولين سعوديين وأتراك وعدة مصادر على صلة بالديوان الملكي السعودي، فإن معظم الخمسة عشر عملوا بالجيش أو أجهزة الأمن والمخابرات بما يشمل الديوان الملكي. ونشرت صحيفة صباح التركية الموالية للحكومة صوراً قالت إنها لهؤلاء الرجال التقطتها كاميرات مراقبة في المطار وفندقين مكثوا فيهما لفترة قصيرة وعند القنصلية ومقر إقامة القنصل. وفيما يلي نبذة عن بعض هؤلاء المحتجزين أو المقالين بناء على هذه الصور وتقارير وسائل إعلام سعودية ومعلومات من مسؤولين ومصادر سعودية: سعود القحطاني أقيل سعود القحطاني (40 عاماً)، الذي يعتبر الذراع اليمنى لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من منصب مستشار بالديوان الملكي، وهو أكبر شخصية ضالعة في الواقعة. بدأ القحطاني العمل بالديوان الملكي في عهد الملك الراحل عبد الله، وترقى حتى أصبح كاتم أسرار في الدائرة المقربة للأمير محمد. وقالت المصادر التي تربطها صلات بالديوان الملكي، إنه كان يتحدث كثيراً نيابة عن ولي العهد وكان يصدر أوامر مباشرة لمسؤولين كبار بينهم مسؤولون في أجهزة الأمن. وبناء على تكليفه بمواجهة ما يوصف بالنفوذ القطري على وسائل التواصل الاجتماعي، استخدم القحطاني موقع تويتر لمهاجمة الانتقادات الموجهة للمملكة بشكل عام وللأمير محمد بشكل خاص. واستخدم تويتر أيضاً ليهاجم المنتقدين وأدار مجموعة على تطبيق واتساب مع رؤساء تحرير صحف محلية ليملي عليهم نهج الديوان الملكي. وحسب مصادر قريبة من خاشقجي والحكومة، حاول القحطاني استمالة الصحفي ليعود إلى المملكة بعدما انتقل إلى واشنطن قبل عام خشية التعرض لأعمال انتقامية بسبب آرائه. وفي سلسلة تغريدات على تويتر في أوت 2017 طالب فيها متابعيه الذين يبلغ عددهم 1.35 مليون بالإشارة إلى حسابات لضمها إلى قائمة سوداء لمراقبتها، كتب القحطاني "وتعتقد أني أقدح من رأسي دون توجيه؟ أنا موظف ومنفذ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو سيدي ولي العهد الأمين". وتعتقد اني اقدح من راسي دون توجيه؟ انا موظف ومنفذ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو سيدي ولي العهد الأمين. — سعود القحطاني (@saudq1978) August 17, 2017 وقال المسؤول السعودي الكبير، إن القحطاني خول لأحد مرؤوسيه، هو ماهر مطرب، تنفيذ ما قال إنه كان يفترض أن يكون تفاوضاً على عودة خاشقجي إلى المملكة. وأضاف المسؤول، أن القحطاني أمد مطرب أيضاً بمعلومات لم يحددها مبنية على محادثاته السابقة مع خاشقجي. ولم يرد القحطاني على أسئلة من رويترز. ولم يتسن لرويترز الاتصال بمطرب للحصول على تعليق. ماهر مطرب حسب المسؤول السعودي الكبير، كان العقيد ماهر مطرب، مساعد القحطاني لأمن المعلومات، المفاوض الرئيسي داخل القنصلية. وهو ضابط مخابرات كبير وأحد عناصر الفريق الأمني للأمير محمد. وقد ظهر مع الأمير في صور التقطت خلال زيارات رسمية للولايات المتحدة وأوروبا هذا العام. وذكر المسؤول السعودي، أن الاختيار وقع على مطرب من أجل عملية إسطنبول، لأنه كان يعرف خاشقجي بالفعل إذ عملا معاً بالسفارة السعودية في لندن. وقال المسؤول، إن مطرب كان يعرف خاشقجي جيداً وكان أفضل من يمكن أن يقنعه بالعودة. وأضاف أن مطرب استقبل خاشقجي في مكتب القنصل السعودي الساعة 01:25 ظهراً تقريباً، وبدأ يحثه على العودة إلى السعودية وزعم أنه مطلوب لدى الشرطة الدولية (الإنتربول). وتابع المسؤول قائلاً، إن خاشقجي قال لمطرب، إنه ينتهك الأعراف الدبلوماسية وسأله إن كان يعتزم خطفه. وأضاف المسؤول، أن مطرب رد بالإيجاب في محاولة على ما يبدو لتخويف خاشقجي. ونشرت صحيفة صباح لقطات من كاميرات المراقبة يبدو أنها لمطرب وهو يدخل إلى القنصلية قبل ثلاث ساعات من قدوم خاشقجي، وصوراً التقطت له لاحقاً خارج مقر إقامة القنصل. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية، أن مطرب عمل كسكرتير أول لفترة تشمل عام 2007. صلاح الطبيقي الطبيقي خبير في الطب الشرعي بقسم الأدلة الجنائية في وزارة الداخلية السعودية، وذلك وفقاً لسيرة ذاتية على الإنترنت من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. وفي عملية إسطنبول، قال المسؤول السعودي، إن دور الطبيقي كان إزالة الأدلة مثل البصمات أو ما يدل على استخدام القوة. وتذهب روايات إلى أبشع من ذلك؛ إذ تتهم طبيقي بأنه قام، على أنغام الموسيقى، بتقطيع أوصال الصحفي السعودي. وقال نويل ودفورد مدير المعهد الفيكتوري للطب الجنائي في أستراليا لرويترز، إن الطبيقي أمضى ثلاثة أشهر في المعهد في عام 2015 للاطلاع على إجراءات التحقيق في القتل وتعلم استخدام التصوير المقطعي بالكمبيوتر في وقائع الموت الجماعي. ويظهر الطبيقي في صور بالتقرير السنوي للمعهد لعام 2015، تشبه صور مشتبه به ورد في وسائل الإعلام التركية، وهو يرتدي زي العاملين في المجال الطبي ورداء واقياً وقفازين مطاطيين في مختبر، وفي صورة أخرى وهو يتحدث مع زملائه. ولم يرد الطبيقي على رسالة بالبريد الإلكتروني من رويترز. وتدرجه الجمعية السعودية للطب الشرعي لديها بصفته عضواً في مجلس إدارتها. وتظهر سيرته الذاتية أنه حاصل على درجة الماجستير في الطب الشرعي من جامعة غلاسكو عام 2004. وأحجمت متحدثة باسم الجامعة عن التعليق. ويبلغ الطبيقي من العمر 47 عاماً، حسب صورة من جواز سفر قدمه مسؤولون أتراك لوسائل إعلام أمريكية. وقالت وسائل إعلام تركية، إنه كان يحمل معه منشار عظام لدى دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول. وكشفت صور كاميرات المراقبة أن طبيقي أقام في أحد فنادق تركيا، ثم غادرها على طائرة خاصة كانت قد أقلته قبل تسع ساعات إلى إسطنبول. أحمد عسيري أحمد عسيري، النائب السابق لرئيس الاستخبارات العامة، أحد الذين أقالهم العاهل السعودي الملك سلمان. وتفيد تقارير بوسائل إعلام سعودية، بأنه انضم للجيش في 2002 وكان متحدثاً باسم التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب الأهلية في اليمن في عام 2015. وعُيّن عسيري نائباً لرئيس الاستخبارات بموجب مرسوم ملكي في أفريل 2017. مصطفى المدني قال المسؤول السعودي الكبير، إن مصطفى المدني قاد الجهود المخابراتية بالفريق المؤلف من 15 شخصاً في إسطنبول. وحسب المسؤول فقد ارتدى المدني ملابس خاشقجي ووضع نظارته وساعته الآبل وغادر من باب القنصلية الخلفي في محاولة لإظهار أن خاشقجي غادر المبنى. ووفقاً لحساب على موقع فيسبوك به صور تشبه صور مشتبه به حددته وسائل الإعلام التركية، فإن المدني موظف حكومي درس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المنطقة الشرقية السعودية. ولم تتمكن رويترز من التوصل للمدني للحصول على تعليق. كما لم تستطع التواصل مع مسؤولين بالجامعة للحصول على تعليق. مشعل سعد البستاني مشعل سعد البستاني ملازم في سلاح الجو السعودي من أبناء مدينة جدة، وذلك وفقاً لحساب على فيسبوك به عدة صور تشبه صور مشتبه به أوردتها وسائل الإعلام التركية. وقال المسؤول السعودي الكبير، إنه كان المسؤول عن الجانب اللوجيستي لفريق إسطنبول. ووفقاً للحساب على فيسبوك فقد درس البستاني في جامعة لويفيل بولاية كنتاكي الأمريكية. وقال مسؤولون بالجامعة اتصلت بهم رويترز إنهم لا يستطيعون تأكيد وجود خريج بهذا الاسم. ويفيد حساب على لينكد إن بنفس اسمه وصوره بأنه خدم في سلاح الجو منذ عام 2006. ويبلغ عمر البستاني 31 عاماً وفقاً لنسخة من جواز سفر قدمه مسؤولون أتراك لوسائل إعلام أمريكية. أعضاء آخرون بالفريق عبد العزيز محمد الحساوي، وهو عضو بالفريق الأمني الذي يرافق ولي العهد السعودي، وفقاً لتقرير بصحيفة نيويورك تايمز استند إلى ما ذكره خبير فرنسي عمل مع العائلة المالكة. وهو يبلغ من العمر 31 عاماً حسب نسخة من جواز سفر قدمه مسؤولون أتراك لوسائل إعلام أمريكية. ولم تتمكن رويترز من التواصل مع الحساوي للحصول على تعليق. اللواء رشاد بن حامد المحمادي، وأقيل من منصبه مديراً للإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة. اللواء عبد الله بن خليفة الشايع، وأقيل من منصب مساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية. اللواء طيار محمد بن صالح الرميح، وأقيل من منصب مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات. ولم يتسن الاتصال باللواءات الثلاثة للحصول على تعليق. Factbox – Who are the 15 Saudi visitors to Turkey who arrived ahead of Jamal Khashoggi's killing? https://t.co/QHqMiR6p9C pic.twitter.com/ru2xH7t8yP — Reuters Top News (@Reuters) October 24, 2018