يعتزم حزب "العدالة والتنمية" المغربي، قائد الائتلاف الحكومي، إجراء زيارة إلى الجزائر، للقاء بعض الأحزاب بالبلد الأخير؛ بهدف "بحث سبل المساهمة في تطبيع العلاقات بين البلدين". وقالت الأمانة العامة للحزب المنتمي لتيار الإخوان، ويتولى قيادته رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الثلاثاء، "قررت الأمانة العامة للحزب تنظيم زيارة لبعض الأحزاب الجزائرية، من أجل بحث سبل الإسهام في تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين". وأوضحت التشكيلة السياسية المغربية، أن الزيارة المرتقبة تهدف أيضا إلى ما أسمته "تجاوز كل الخلافات التي تحول دون تطوير مختلف مستويات التعاون بين البلدين"، في إشارة ضمنية إلى ملف الصحراء الذي يشكل أبرز أوجه الخلاف بين الجانبين، وكالعادة لم يفوت الحزب الثناء على الملك محمد السادس، حيث أشاد بدعوة محمد السادس إلى إحداث لجنة سياسية مشتركة للحوار والتشاور مع بالجزائر، وذلك ل"معالجة واقع التفرقة والانشقاق داخل الفضاء المغاربي (اتحاد المغرب العربي)"، ولم يوضح البيان موعدا دقيقا للزيارة، كما لم يقدم أي أسماء للأحزاب الجزائرية التي ينوي زيارتها. وكان العاهل المغربي الثلاثاء الماضي، دعا إلى فتح ما وصفه بحوار "صادق" و"صريح" مع الجزائر، في خطاب ألقاه، بمناسبة ذكرى احتلال الصحراء الغربية عام 1975، كما دعا إلى تأسيس لجنة مشتركة، ل"دراسة جميع القضايا المطروحة بكل صراحة وموضوعية ودون شروط أو استثناءات". وادعى الملك أن الرباط "مستعدة للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، لتجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين"، داعيا إلى إعادة فتح الحدود المغلقة. ولحد الساعة لم ترد الجزائر رسميا على دعوة محمد السادس، رغم أن الانطباع يشير إلى أنها "غير متحمسة بتاتا"، لعرض العاهل الغربي، وهو ما ذهبت إليه قراءات المهتمين بالعلاقات الجزائرية المغربية، حيث قال وزير الثقافة والإعلام الأسبق، محيي الدين عميمور، ل"الشروق" تعليقا على الخطاب الأخير للملك المغربي، محمد السادس، إنه للوهلة الأولى يبدو "خطابا ذكيا مشحونا بالنوايا الطيبة والإرادة الحسنة"، مضيفا "لكن القراءة الواعية تكشف عيبه الرئيسي، وهو أن كاتبه أو الموحي به يتصور أن الآخرين، جزائريين وغير جزائريين لا يعرفون القراءة وهم أقل ذكاء".