في سنة 2004 خلال مباريات كأس أمم إفريقيا في تونس، التي أعادت العلاقة بين الجزائريين ومنتخبهم الوطني، بعد قطيعة دامت أكثر من عشرين سنة، تألق جمال بلماضي الذي كان قائدا للفريق، وتألق معه لاعب في الثانية والعشرين من العمر يدعى كريم زياني، فأكمل الثاني إلى غاية كأس العالم 2010، مرورا بملحمة أم درمان التاريخية وأبعدت الإصابة الأول الذي علّق الحذاء ولم يكن قد وصل سن الاعتزال بعد. ولكن قد يكون شهر مارس 2019 بمناسبة المباراة الشكلية بين الخضر ومنتخب غامبيا الضعيف جدا في إطار الجولة الأخيرة من تصفيات "الكان" فرصة العمر للقاء الرجلين، ولكن سيكون حينها جمال بلماضي مدربا وكريم زياني لاعبا، وهذا هو حلم أنصار الخضر الذين احتفلوا منذ بضعة أيام بمرور الذكرى التاسعة عن ملحمة أم درمان التي لا تنسى، والتي كان أحد أبطالها كريم زياني صاحب تمريرة هدف الفرحة العظمى من قدمي صهره عنتر يحيى، الذي يقود حاليا حملة تكريم كريم زياني بجعله قطعة أساسية في مقابلة غامبيا، أو على الأقل إقحامه كاحتياطي في اللحظات الأخيرة عندما يكون رفقاء رياض محرز قد انهوا المباراة قبل وقتها، بالنتيجة والأداء. الفكرة بالرغم من أنها لا تلتقي مع اللعب الاحترافي البحت الذي يعطي لكل مقابلة ما تستحق من اهتمام وتركيز، إلا أنها ستكون رسالة لكل نجوم الخضر الحاليين على أن يعطوا كل ما بوسعهم لأن الجماهير لن تنساهم كما لم تنس كريم زياني الذي كان ظاهرة في خلقة العال وحبه للمنتخب الجزائري، إلى أن حقق حلم حياته في لعب المونديال مع منتخب القلب الجزائر. يبلغ كريم زياني حاليا من العمر 36 سنة وثلاثة أشهر، ومازال برغم ثقل السنوات يلعب لنادي أورليون في الدرجة الثانية الفرنسية ويحتل رفقته المركز السابع مع لوهافر الذي يلعب له زين الدين فرحات وفريقه مرشح للصعود للدرجة الثانية. أول عقد احترافي لزياني كان في سن ال 19 مع نادي تروا، لينتقل إلى لوريون ومنه إلى سوشو الذي فاز معه بكأس فرنسا وسجل له هدفا، وكان حينها في سن الرابعة والعشرين، فخطف الأضواء وتنقل في صفقة تاريخية إلى نادي مارسيليا الذي لعب له منذ خريف 2017 عندما بلغ الخامسة والعشرين. شارك مع نادي الجنوب في 68 مقابلة وكان محبوب الجماهير المغاربية وسجل ثلاثة أهداف فقط، لينتقل بعد ذلك إلى فولفسبورغ الألماني الفائز بالدوري الألماني، والذي شارك معه في منافسة رابطة أبطال أوربا وخرج من دور المجموعات، وهذا في سنوات تألق زياني وعودة الخضر للتألق في تصفيات مونديال 2010. ضّيعت الإصابات كريم زياني، وضاع مع النادي الألماني الذي وضعه على مقاعد الاحتياط، ولكنه حافظ على مستواه مع الخضر وشارك في المباريات الثلاث في مونديال 2010 الذي خرجت فيه الجزائر من دون أن تسجل أي هدف، وتلقت هدفين في مونديال كان أحسن ما فيه، المباراة الكبيرة التي لعبها رفقاء زياني أمام إنجلترا وانتهت من دون أهداف. يعتبر كريم زياني من أحب اللاعبين إلى قلب أنصار الخضر، فقد عاش معهم أحلى الأيام خلال مباراة أم درمان التي لعبها مصاب، وقال حينها بأنه كان مستعدا لأن يموت من أجل أن تتاهل الجزائر على حساب المنتخب الفرنسي، وحتى والد كريم لعب دورا كبيرا في إقناع الكثير من النجوم لأجل تقمص الألوان الوطنية، فترك كريم بصمته ضمن كبار لاعبي المهجر مثل مصطفى دحلب وسفيان فيغولي الذين عاشوا للخضر بإخلاص وتفاني، ومن دون انتظار أدنى تعويض. سيكون رائعا لو دخول زياني في مباراة تشاكر في البليدة الذي عاش فيه أحلى الذكريات، وهتف له الأنصار، وسيكون تكريم خاص لنجم سيمثل جيل أم درمان الذي لا ينسى من أمثال مجيد بوقرة وعنتر يحيى ونذير بلحاج وعبد القادر غزال وكريم مطمور وطبعا اللاعب الذي سكن قلوب الجزائريين أكثر من غيره كريم زياني. ب. ع