“ضربتها في الأرض حكمها، ضربتها في السما حكمها، ضربتها وين يسكن الشيطان مايجيبهاش”، هي الكلمات التي مزال صداها يرن في أذن كل متتبعي كرة القدم الجزائرية من هذا الجيل، هي الكلمات التي قلدت عنتر يحيى وسام ملك قلوب الجزائريين، في سهرة مجنونة كانت في الثامن عشر من شهر نوفمبر العظيم، الذي طالما ارتبط اسمه بالمفخرة عند الجزائريين من العام التاسع في الألفية الثالثة... هدف كان تاريخيا أرسل الخضر إلى مونديال جنوب إفريقيا، هي كلمات الفرحة للاعب أهدى الجزائر عودة إلى أكبر محفل كروي بعد غياب طويل. الانطلاقة كانت في 2004 كانت كأس إفريقيا 2004 بتونس انطلاقة للاعب الفرنكو جزائري آنذاك عنتر يحيى، والذي سمح له تغيير قوانين الفيفا بإمكانية اللاعب اختيار البلد الذي يمثله مادام لم يتعدى سن الواحد والعشرين، فكان عنتر أول المستفيدين في العالم من هذا القانون، ويحقق بذلك حلم والده بحمل القميص الأخضر، وكان ذلك في اللقاء الودي الذي جمع الخضر بالمنتخب المالي في ملعب 5 جويلية، ليأتي بعدها التألق في الملاعب التونسية ويحقق رفقة الخضر مشوارا طيبا بالوصول إلى الربع النهائي، والخروج على يد المنتخب المغربي بطريقة لم يستطع ابن سدراتة تجرعها، فكانت الدموع التي ذرفها مفتاح لدخوله قلوب الجزائريين، ناهيك عن تعبيره عن جم غضبه لما حدث للجماهير الجزائرية آنذاك في مدينة سوسة من طرف الشرطة التونسية، عنتر لم يتوقف عند هذا فبالرغم من كونه لاعب في الفريق الأول، إلا أنه طلب رفقة زميله كريم زياني المشاركة رفقة منتخب الآمال في التصفيات الأولمبية 2004. من 2005 إلى 2008 سنوات للنسيان قد تكون السنوات المذكورة الأسوأ لعنتر يحيى رفقة الخضر، فقد فشل في التأهل إلى كأس إفريقيا 2006، وذلك عقب الهزيمة بملعب عنابة أمام المنتخب الغابوني، ليتبعها فشل آخر في بلوغ كأس أمم إفريقيا 2008 بخسارة أمام المنتخب الغيني بملعب 5 جويلية، هذه الهزيمة التي كانت قاسية على عنتر، خاصة وأنها أتت أسبوعا بعد تألقه رفقة الخضر وتسجيله هدفا شرفيا، في اللقاء الودي ضد العملاق المنتخب الأرجنتيني على أحسن الملاعب العالمية ملعب الكامب نو بمدينة برشلونة. 2009 عام التألق الذي لا ينسى يعد موسم 2009 الأحسن في مشوار عنتر يحيى، حيث استطاع قيادة الخضر إلى تأهل مستحق إلى الدور الثاني من تصفيات كأس العالم، وقد ساهم فيه ابن سدراتة بقوة رغم كونه مدافعا، إلا أنه أحرز هدف الفوز في مباراة غامبيا بالبليدة، وهدفا آخر صنع به الفارق في لقاء السينغال بملعب تشاكر، هدفان رجحا بقوة حظوظ الخضر في بلوغ الدور الثاني، وساهما في ولادة حلم جديد وهو بلوغ المونديال، عداد عنتر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد حرمه التحكيم الإفريقي من هدف صحيح في لقاء رواندا، هذا الهدف ولولا التحكيم الإفريقي لكان سيكون مفتاح تأهل الخضر إلى المونديال بفارق الأهداف، لكن عنتر تحدى الإصابة وكان في الموعد في اللقاء التاريخي في أم درمان، بهدف صاروخي في مرمى الحضري، أطلقت به الحناجر العنان لفرحة هستيرية لا تنسى، عنتر واصل تألقه وبلغ رفقة الخضر نصف نهائي كأس إفريقيا، حيث خرج الخضر على يد الغريم المصري، كما دون في سجله مشاركة في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا كقائد للخضر. 2012 سنة الاعتزال بعد موسم ناجح بكل المقاييس، لم تأتي الرياح بما تشتهي نفس عنتر يحيى، فقد عرف الموسم الماضي نكسة الخضر بخروجهم من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، هذا الخروج يعد الثالث لعنتر رفقة الخضر، مستوى الخضر ككل ومستوى عنتر الذي قدمه في مراكش، فتح عليه أبواب جهنم بانتقادات لاذعة، وحرب إعلامية ضده كونه الحلقة الأضعف في دفاع الخضر، خاصة مع شده الرحال إلى بطولات المال والأعمال بالعربية السعودية، يحيى المعروف عنه شخصيته القوية، والذي كان دائما القائد الحقيقي على أرض الملعب، وعاد إلى البطولة الألمانية وإلى القسم الأول، كما أنه ساهم بقوة في فوز الخضر أمام المنتخب الغامبي، قبل أن يقرر اعتزال اللعب دوليا. “عنتر” يخرج من أوسع الأبواب استطاع عنتر تسيير مسيرته الدولية بحنكة، حيث أنه اختار بعناية الوقت الذي يترك فيه المنتخب، فخرج بعد تسجيله هدفا ساهم بقوة في فوز الخضر بغامبيا، وفتح أوسع الأبواب ليخرج منها دون أن يترك المجال مفتوحا ليلقى مصير لاعبين قدموا الكثير للخضر، لكنهم خرجوا من أضيق الأبواب، فجنب نفسه صافرات الاستهجان كما حدث لمنصوري والإشاعات كما حدث لصايفي، والإبعاد عن طريق الراديو كما حدث لرحو وزاوي، فرغم الانتقادات التي طالته منذ لقاء المغرب، إلا أنه قرر رمي المنشفة في وقت القوة بعد تسجيل هدف، فالتاريخ لا يتذكر سوى الأهداف ويخرج مرفوع الرأس ويترك مكانه نظيفا ولا يمس في شخصه.