اضطر صبيحة أمس، مترشحو حزب جبهة التحرير الوطني للإنتخابات التشريعية، ليوم 17 ماي المقبل، إلى إلغاء جميع التجمعات التي كان من المقرّر أن ينشطها السيد محمد النذير حميميد، متصدر قائمة الأفلان بتيزي وزو وهذا مباشرة، بعد سماعهم لخبر انتحار رئيس بلدية آيت عقواشة شنقا، والذي قرّر وضع حدّ لحياته لأسباب تبقى مجهولة إلى غاية كتابتنا لهذه الأسطر، وذلك داخل قبو المدرسة الإبتدائية "عمران مسعودة" الواقعة ببلدية الأربعاء نايث إيراثن. من جهة أخرى، شهدت المدرسة المذكورة والتي يديرها الضحية "لعماري مولود" والتي وقعت فيها الجريمة، حالة استنفار قصوى، خاصة وأن البراعم الصغار والذين انهمكوا في متابعة دروسهم كالعادة لم يفهموا سرّ ما حدث لمدير مؤسستهم واضطروا إلى مغادرة الأقسام مباشرة بعد تدخل عناصر الحماية المدنية لنقل الضحية، والذي اكتشفته زوجته مشنوقا، إلى مستشفى محمد نذير الجامعي. من جهتها، فتحت المصالح المختصة تحقيقا لكشف ملابسات وظروف هذه الجريمة الخطيرة، والتي تعتبر الأولى من نوعها بمنطقة القبائل، خاصة وأنه ولأول مرة يلجأ رئيس بلدية منتخب إلى وضع حدّ لحياته بطريقة إستعراضية. وفي انتظار كشف نتائج التحقيق الذي باشره رجال الأمن، كثرت التأويلات حول سبب اختيار "مير" آيت عقواشة المدرسة الإبتدائية ليضع فيها حدّا لحياته في يوم ربيعي مشمس، أفسد بسلوكه السلبي طعم الإنتخابات التشريعية وأحدث حالة طوارئ بين مترشحي الأفلان. ويعرف عن الضحية، والذي ترأس بلدية آيت عقواشة منذ أكثر من 10 سنوات، أنه من بين المناضلين البارزين الذين يعتمد عليهم بلخادم بولاية تيزي وزو، نظرا لانضباطه الحزبي ودرايته الكبيرة بمشاكل مواطني منطقته، لكنه للأسف رحل وترك وراءه الكثير من علامات الإستفهام وملفات كثيرة على طاولة مكتبه بمقر بلدية آيت عقواشة التابعة إداريا للأربعاء نايث إيراثن. ورغم تفاقم هذه الظاهرة الخطيرة، والتي مسّت حتى "الأميار" في انتظار سقوط ضحايا آخرين من مختلف المستويات، يظل إلى حدّ الساعة المسؤولون بتيزي وزو متمسكين بصمتهم وأصبحوا يتجاهلون خطورة الأمر بشكل يطرح العديد من علامات الإستفهام. صونية قرس