رافق ظهيرة أمس، السيد حسين معزوز والي الولاية و"أميار" معظم البلديات والمئات من المواطنين المرحوم لعماري مولود إلى مثواه الأخير بمقبرة قرية المصر بضواحي آيت عقواشة، تاركا وراءه العديد من علامات الإستفهام عن تسبب إقدامه على وضع حد لحياته بطريقة استعراضية إستنكرها الجميع، خاصة وأن سكان البلدية التي يترأسها منذ أزيد من 10 سنوات والأسرة التربوية بصفته مديرا للمدرسة الإبتدائية (عمران مسعودة) الواقعة بمدينة الأربعاء نايث ايراثن. هذه الأخيرة أغلقت أبوابها منذ اليومين الأخيرين كونها كانت مسرح الجريمة التي ارتكبها المدير في حق نفسه، وقد نقل إثر الحادثة عناصر الشرطة القضائية لأمن دائرة الأربعاء نايث ايراثن والحماية المدنية جثة الضحية، وعليها اثار الشنق إلى مستشفى محمد نذير الجامعي، فيما اضطر التلاميذ إلى مغادرة الأقسام، متسائلين عن المكروه الذي أصاب مديرهم والذي تعودوا على نصائحه الصباحية يوميا، وهو الذي كان يولي أهمية بالغة للأسرة التربوية، خاصة وأنه سبق له - ولعدة سنوات - أن امتهن مهنة التعليم في مادة اللغة الفرنسية بنفس المؤسسة قبل أن يعين مديرا لها، بالإضافة إلى ذلك، فقد كان السيد لعماري مولود مولعا بالسياسة، حيث انضم إلى صفوف حزب جبهة التحرير الوطني وكان رئيسا للبلدية منذ 1997 إلى غاية يوم انتحاره، وكان من قبل على رأس قائمة حرة قبل أن ينضم إلى الافالان وأعيد انتخابه سنة 2002 إلى غاية تاريخ حل المجالس البلدية المنتخبة، وأعيد انتخابه مجددا خلال الانتخابات الجزئية الأخيرة، لكن للأسف اليوم، تبقى ايت عقواشة دون "مير" والتي ودعت أمس في يوم شتوي بارد وممطر ابنها البار والذي فضل الانتحار تاركا العديد من علامات الإستفهام حول السبب الذي دفعه إلى وضع حد لحياته بتلك الطريقة، تاركا أبناءه الأربعة في حيرة لا مثيل لها. وحسب مصادر محلية، فإنه لا يستبعد أن يكون وراء انتحار "مير" ايت عقواشة الاضطرابات النفسية التي كان يعاني منها خلال الأشهر الفارطة، وهذا ربما راجع إلى ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه كونه مديرا للمدرسة ورئيسا للبلدية في نفس الوقت. ب.عيسى