على بعد سبعة أشهر من انطلاق منافسة كأس أمم إفريقيا التي صار يتابعها كل العالم، اتضح أن الكامرون البلد الصغير والفقير القابع في قلب القارة الإفريقية عاجز عن توفير الظروف الملائمة لاستقبال 24 منتخبا إفريقيا، بإعلامييهم وأنصارهم وتقديم دورة على الأقل في مستوى التنظيم الذي قدّمته الغابون في آخر دورة فازت بها الكامرون التي بقيت قوية بمنتخبها من دون الإمكانيات. وقدّم الاتحاد الإفريقي ما يشبه بيعا بالمزاد العلني أو مزايدة لمن يقدم عرضا أحسن لأجل تعويض الكامرون التي ساعدها رئيس الاتحاد الإفريقي السابق عيسى حياتو ابن الكامرون بمنحها التنظيم ولكنها بدت دون المستوى. ونتذكر جميعا كيف قذف الجزائريون عيسى حياتو، ومنهم من وصفه بعدو الجزائر لأنه منح التنظيم للغابون ثم لبلاده الكامرون، ورمى الملف الجزائري في سلة المهملات، وقال الجزائريون حينها إن بلادهم ستتوفر على الملاعب الكبرى في سنة 2016، ومرت السنوات ومازال ملعب البليدة الذي لا يليق بمباراة أحياء في أي دولة أوروبية هو جنة المنتخب الوطني الأولى والوحيدة، بينما يكتنف الغموض المشاريع التي عمرها عشر سنوات في براقي والدويرة ووهران وتيزي وزو. وسيكون الصراع شديدا بين جنوب إفريقيا والمغرب وربما مصر، لأجل تنظيم الكان القادمة، ولن تتحجج أي دولة من الدولتين بعدم الاستعداد فما تمتلكان من بنية تحتية قوية جدا من ملاعب وفنادق وأجواء عمل، تمكنهما كما فعلتها جنوب إفريقيا في تنظيم كأس العالم وليس كأس أمم إفريقيا فقط. حققت جنوب إفريقيا في زمن نيلسون مانديلا حلم القارة السمراء باحتضان مونديال 2010، ودخلت مصر صراع احتضان المونديال في سنة 2006 عندما نجحت في تنظيم كأس أمم إفريقيا وفازت بها، وباشرت محاولة الحصول على شرف تنظيم نسخة 2010، وأعلنت مصر التي تمتلك ملاعب رائعة استقبلت مونديال الشباب عن إنجاز 15 ملعبا في السنوات العشر القادمة، أما المغرب فبدأ التفكير في تنظيم المونديال عندما شاركت رفقة الجزائر في مونديال المكسيك سنة 1986 ونجحت في المرور إلى الدور الثاني، وأعلنها الملك الثاني /////////////////// مغامرة فشلت في عدة مناسبات ومازال المغاربة يراهنون على سنة 2030 ولو بالاشتراك مع دولتين أوروبيتين هما إسبانيا والبرتغال. كل هذه المنشآت والجرأة على المغامرة هي التي سمحت للجنوب إفريقيين والمغاربة بتنظيم الكان ب 24 منتخبا بسهولة ومن دون أي تحضير، بينما تبقى الجزائر عاجزة عن تنظيم مباراة واحدة في الدوري الجزائري فما بالك بمباريات كأس أمم إفريقيا. يعترف جيران الجزائر، بأن بلادنا في سنة 1975 كانت متفوقة عليهم بكثير في المنشآت الرياضية، فقد كانت تمتلك ملاعب جديدة ومنها ملعب 5 جويلية وملعبا 19 جوان بوهران و17 جوان بقسنطينة وملعبا سطيف وتيزي وزو ولم يكن عدد سكان الجزائر يزيد عن 12 مليون نسمة، كما كانت هذه الملاعب من العشب الاصطناعي الذي كان معترفا به كأرضية لممارسة الكرة، وكل ملاعب أوروبا الشرقية كانت من العشب الاصطناعي، واستقبلت الجزائر أندية عالمية لعبت على العشب الاصطناعي من دون أي إشكال ومنها مانشستر يونايتد ونوتنغهام فوريست وبايرن ميونيخ، كما لعب البرازيل بنجومه العالمين ومنهم ريفيلينو على العشب الاصطناعي لملعب 5 جويلية، وبدلا من أن تتطور هذه الإنجازات، ساءت أحوالها وتوقفت المشاريع بعد أن زاد عدد سكان الجزائر عن الأربعين مليون نسمة، بينما تطور الجيران وصار بمقدورهم استقبال أي دورة كروية وحققت جنوب إفريقيا التي لم تكن تنعم بالحرية في سنة 1975 تنظيم كأس العالم، بينما أنفقت الجزائر ملايير الدولارات في مشاريع فاشلة، وأيضا في ثراء رؤساء الأندية واللاعبين الفاشلين والمدربين الذين لا همّ لهم سوى المال، فضيّعت الجزائر الزمن وأهدرت المال العام والأعصاب وبقيت ثابتة في مكانها وأحيانا تتأخر إلى الخلف، وكل من يحيطون من حولها يتقدمون بسرعة فائقة ومنهم على وجه الخصوص مصر وتونس والمغرب وجنوب إفريقيا. ب. ع