كل المؤشرات توحي بأن دورة كان 2019 ستكون في مصر، بالرغم من المنافسة التي ستجدها من جنوب إفريقيا، فالكاف مجبرة هذه المرة على تغيير الوجهة لأن جنوب إفريقيا لم يمر على تنظيمها للمنافسة سوى ست سنوات، بالرغم من أن تواجد 24 منتخبا يصب في صالح جنوب إفريقيا التي احتضنت مونديال 2010 ب 32 منتخبا ونجحت في التنظيم، لكن مصر التي يبدو أنها عكس المغرب ألغت من مشاريعها الرياضية المنافسة على تنظيم كأس العالم سنة 2030، سيكون بالنسبة لها تنظيم الكان في نسخته الجديدة ب 24 منتخبا تحدي جديد وهي التي احتضنت الكان في سنة 2006. لعب المنافسة القارية في شهر جوان في مصر يعني أن المناخ لن يساعد الجزائريين لأنه لن ينزل في القاهرة عن 36 درجة، وسيكون الجو منعشا في الإسكندرية التي تمتلك تحفة رياضية رائعة هو برج العرب. وإذا كانت الجزائر قد غابت عن دورة 2006 التي توج بها رفقاء أبو تريكة، فإنها في دورة 1986 التي لُعبت في مصر أيضا، خرجت خائبة وكانت تمتلك في ذلك الوقت أحسن منتخب في القارة السمراء، الجزائريون لعبوا بكامل تعدادهم في تلك الدورة قبل ثلاثة أشهر فقط من مونديال المكسيك وتعادلوا في المقابلتين الأولين أمام زامبيا والمغرب، وكان لزاما عليهم الفوز على الكامرون في اللقاء الثالث للتأهل للنصف النهائي في مباراة لعبت في الإسكندرية ولكنهم خسروا بثلاثية مقابل هدفين سجل منها روجي ميلا هدفين وكان جمهور الإسكندرية بالكامل مشجعا للكامرون. الظروف هذه المرة ستكون مغايرة وحكاية مباراة أم درمان سيكون قد مرّ عليها عشر سنوات فقط، ولا أحد بإمكانه معرفة مسار هذه الدورة التي سيكون فيها رفقاء محمد صلاح أكبر المرشحين إن لعبت في مصر، ولكن للخضر مبرراتهم في التفاؤل أيضا بالعودة بالتاج من أرض الأهرامات إن لعبت طبعا في مصر لأن الفرصة سانحة لجمال بلماضي، لأن يحقق للجزائريين أملا كرويا بقي غائبا منذ أكثر من 28 سنة، الذي سيكون متميزا لو تحقق لأنه سيكون منتزعا من خارج الديار وب 24 منتخبا، وليس كما حدث في شتاء 1990 حيث فاز رفقاء ماجر باللقب في عقر الديار وبمشاركة ثمان منتخبات فقط. يكفي القول بأن أربعة عشرة لاعبا جزائريا شاركوا في دور المجموعات من المنافستين الكبيرتين في القارة العجوز وهما رابطة أبطال أوروبا وأوربا ليغ وتأهل منهم 12 لاعبا سيكونون في قمة التحضير للكان، وحتى بعض من الذين غير معنيين بهذه المنافسة يملكون مستوى عالمي في صورة رشيد غزال ويوسف عطال ورايس مبولحي، وللبعض الآخر خبرة في المونديال، وتأهل تاريخي إلى الدور الثاني فما بالك في الفوز في مصر. يمتلك المنتخب الجزائري مجموعة كبيرة من اللاعبين من المتعطشين للتألق بسبب صغر سنهم، وهم حاليا في أعلى مستوى مع أنديتهم، وسيكونون بالتأكيد مفاجأة الكان القادمة وعلى رأسهم الثلاثي يوسف عطال وآدم وناس وإسماعيل بن ناصر، وإذا تم تدعيم الخضر باللاعب المغترب حسام عوار صاحب العشرين ربيعا، فسيقدم الخضر منتخبا شابا مدعما بأصحاب الخبرة الكبيرة من الذين ينشطون مع أندية كبيرة مثل ماندي ومحرز وبراهيمي، ويصبح اللعب من أجل التتويج هدف أول وأخير في فترة إفريقية تتميز بتراجع الكثير من المنتخبات الإفريقية العريقة التي لم تعد تحتفظ سوى بالاسم، وسيكون الفوز في القاهرة بالتاج، ملحمة لن تقل عن ملحمة عاشها هؤلاء اللاعبين كمشجعين في سنة 2009. أجمل ما في أمم إفريقيا القادمة، هي أنها ستلعب في شهر جوان، وكل لاعب سيتوجه إليها سيكون جواز سفره في يده، من أجل تغيير الوجهة نحو ناد آخر، ولا يتأتّى ذلك إلا من خلال التألق وخاصة بالفوز باللقب القاري، بالرغم من أن الحرارة التي تصفع القاهرة في جوان لا تحتمل..طبعا إن عاد شرف تنظيم الكان إلى مصر على حساب جنوب إفريقيا. ب. ع