دعا مهندسون في الفلاحة ومفتشون في الصحة النباتية، إلى فرض الرقابة المشددة على المحاصيل الزراعية والخضر والفواكه التي تدخل أسواق الجملة، من خلال تنصيب مكاتب مراقبين في مداخل هذه الأسواق لمعاينة صلاحية المنتجات الفلاحية ومدى نسبة وجود كمية الملوثات الكيميائية فيها، حيث حذروا من مخاطر المبيدات والأسمدة التي أصبح الكثير من الفلاحين يستعملونها بشكل عشوائي وغير عقلاني، خوفا على إنتاجهم دون مراعاة صحة المستهلك الجزائري. وخلص اليوم الدراسي والإعلامي حول الملوثات الكميائية في شعبة الخضر والفواكه الذي نظمته الفدرالية الجزائرية للمستهلكين، بالغرفة الفلاحية بقصر المعارض "سافاكس"، إلى وجوب تكثيف الإرشاد الفلاحي حول مخاطر استعمال المبيدات والأسمدة في علاج أمراض الأشجار والممارسات الزراعية، مع تنصيب الوكالة الوطنية للسلامة الغذائية والتنسيق بين مختلف المخابر ومراكز البحث في قطاع الفلاحة. وأكد المهندس الفلاحي، أحمد مالحة، مستشار فلاحي حول القواعد الفلاحية الحسنة في مجال استعمال الأمثل للأسمدة والمبيدات الحشرية، أن خبرته الميدانية، كشفت له أن الفلاحين الجدد يفتقدون اليقظة الصحية النباتية، وأن 80 بالمائة من منتج الفراولة والخس "سلاطة"، غير صالح للاستهلاك ومضر بالصحة، لأن الفلاح يخاف على تلفها ما يدفعه إلى الإفراط في استعمال المبيدات والأسمدة.. البطاطا تعالج ببقايا الدجاج وهي خطيرة وأشار المتحدث إلى أن البطاطا التي ينتجها بعض المزارعين في الوادي، تحتوي على أسمدة ومواد كميائية، لأنها تعالج ببقايا الدجاج، وهي خطر على الصحة. ودق ناقوس الخطر حول الاستعمال المفرط للأسمدة والمبيدات، حيث طالب بتقليص استعمالها بنسبة 50 بالمائة، وبتوظيف 1500 بيطري على مستوى البلديات لمراقبة الثروة الحيوانية، ومهندسين في الوقاية النباتية لمتابعة زراعة الخضر والفواكه، مع فرض تحاليل مخبرية على المنتجات الفلاحية المحلية وإلزام الفلاح الكشف عن بطاقة التحاليل قبل دخول سلعته سوق الجملة للخضر والفواكه. وقال إن على السلطات فتح تحقيق واسع حول نشاط الكثير من الفلاحين في عين الدفلى، الذين أفرط بعضهم في استعمال الأسمدة حتى أدت إلى تسمم المياه الجوفية، والحشائش التي تتغذى منها الأبقار والأغنام. وأجمع المهندسون الزراعيون وممثلون عن وزارة الفلاحة، والمعهد الوطني لحماية النباتات، على تنفيذ مخطط العلاج البيولوجي للمنتج الفلاحي، من خلال تربية الحشرات النافعة التي تقضي على الحشرات الضارة، وتنصيب مصايد لهذه الأخيرة، مع تطوير البحوث البيولوجية للتخلي تدريجيا عن الاستعمال المفرط للمبيدات والأسمدة.