يقدم العديد من المزارعين ببعض بلديات مستغانم كغيرهم من باقي مناطق الجزائر إلى استعمال مختلف الأسمدة و المبيدات مع موسم الحرث و البذر من اجل الحصول على وفرة في الإنتاج دون علمهم بتأثيرها على صحة المستهلك و على البيئة. حيث أن الغالبية منهم سواء عن قصد أو جهل يضيفون جرعات كبيرة على مزروعاتهم من الخضر و الفواكه ما يجعلها عند نموها غير طبيعية من حيث المذاق و الرائحة و خطيرة على الصحة . و في هذا الصدد أكد فلاح بدوار بوحلة بمستغانم أن المزارعين يضطرون لاستعمال المبيدات من اجل القضاء على الحشرات و الأعشاب الضارة التي تصيب الفاكهة و بعض الخضر و بدون هذه المبيدات فان المزارع سيخسر ما حرثه طوال موسم كامل. مضيفا انه شخصيا لا يستعمل كميات كبيرة من المبيدات و أحيانا يتفادها كليا بالنظر إلى الخبرة التي يمتلكها و لو انه اعترف بان بعض الفلاحين لا يدركون خطورة استعمال نسب كبيرة من المبيدات بالمزروعات بسبب نقص الإرشاد الفلاحي المهم حسبه في مثل هذه الأمور . لان الفلاح حسبه يحتاج إلى التكوين و إلى المعلومة حتى نضمن استعمال جيد لهذه المبيدات. و في رده عن سؤال يتعلق بنوعية الخضر و الفواكه التي تعرف أكثر استعمالا للمبيدات ، فذكر بان هناك التفاح، الفراولة، العنب، السبانخ، الفلفل الحلو، الخيار و الطماطم ذات الحبة الصغيرة و البطاطا، الخس، الأجاص، والجزر. أما المرزوعات التي لا تحتاج إلى كميات كبيرة منها، فهي كل من الكروم، البصل، الباذنجان، الكوسة،البطيخ الأصفر، البطاطا الحلوة. الأطفال أكثر عرضة للأمراض و التسممات في حين يؤكد بن تواتي مختص في الصحة النباتية أن هناك أكثر من 40 نوع من المبيدات يتم استعماله في الحقول ، مشددا على احترام جرعات المبيدات الزراعية و التصرف بعقلانية أثناء رشها على النباتات. و ذكر أن الجزائر شرعت في الإنتاج الزراعي الطبيعي « البيو» و ذلك باستعمال الأسمدة الطبيعية و كذا نشر الحشرات النافعة كي تأكل الحشرات الضارة.و يرى أن استعمال الأسمدة الطبيعية أو ما يعرف بالعضوية هو الحل الوحيد لتحقيق الوفرة و النوعية، و الحفاظ على صحة الإنسان و البيئة. فيما يعتبر احد المختصين في التغذية أن استعمال المفرط للمبيدات يعرض صحة الأطفال بشكل خاص للإصابة بأعراض صحية خطيرة تتراوح ما بين المرض المزمن إلى التسمم. مشيرا أن منظمة الصحية العالمية عقب أبحاث ودراسات أجرتها حددت خطورة 5 أنواع من المبيدات وهي «مالاتيون»، «باراتيون»، « ديازينون»، «يتراكلورفنفوس»، زيادة على مبيدات «الغليفوسات» وهو من أكثر أنواع المبيدات الحشرية انتشارا في العالم ويسوق وطنيا بأسماء أخرى، وقد صنف التقرير هذه المبيدات ضمن العوامل المسببة للسرطان بسبب الغاز المنبعث منها وتأثيرها على الجهاز التنفسي عند استنشاقها، كما أن ملامستها للجلد تسبب التهابات، وتزداد خطورة هذه المبيدات – حسبه - لتمس المستهلك بعد وصولها للجهاز الهضمي عن طريق تناول الأطعمة غير المغسولة بشكل جيد، ولا تقتصر خطورتها على ذلك، فقد أوضحت الدراسات أنها تتسبب في عديد الأمراض المدمرة للجسم كالفشل الكلوي، التهابات الكبد. نقص مخابر التحليل الدقيق زاد الطين بلة في حين أكد زكي حريز رئيس الفيدرالية الوطنية لحماية المستهلك في آخر تصريحاته لنا ،أن إرجاع المنتوجات الوطنية المصدرة إلى بعض الدول ككندا في الفترة الأخيرة دليل على أنها تفتقد للجودة نتيجة الاستعمال العشوائي واللاعقلاني للمبيدات الكيماوية بالنسبة للخضر والفواكه، مضيفا أن استعمالها والتسويق لها غير مراقبين. و أشار إلى أن هناك أضرارا كبيرة تحدث لصحة المستهلك جراء الاستعمال الممنوع والعشوائي لهذه المبيدات. كما أن هناك خطر أيضا جراء استعمال المضادات الحيوية بالنسبة للدواجن. و ما زاد الطين بلة - يقول حريز- هو نقص المخابر الخاصة بالتحاليل الدقيقة حتى لا نقول انعدامها.