نتطرق في ملف هذا الأسبوع إلى استعمال الأسمدة الكيميائية لتحسين المردود الفلاحي من حيث الكمية و النوعية و قد انتشرت هذه التقنية بشكل كبير جدّا و أصبح الفلاح لا يستغني عن هذه الأسمدة لمعالجة النباتات و حمايتها من الأمراض و الحشرات و لتفادى الخسائر كذلك. إلا أن مختصين أكدوا أن الاستعمال المفرط لهذه المبيدات يشكّل خطرا على صحة الإنسان و الحيوان و يتلف النبات و قد يتسبب في إضعاف الجهاز المناعي للجسم حيث تتمركز هذه المواد في الأمعاء و تصبح مسرطنة و قاتلة على المدى البعيد كما قدمت منظمات لحماية المستهلك تقارير تحذر من الاستعمال المكثّف للنترات التي تتحوّل إلى مادة مسببة للسرطان و ذكر مختصون بمستغانم أن الفلاح لا يملك الخبرة في المعالجة الكميائية و هو أكثر عرضة لمرض التهاب الجهاز التنفسي بسبب الاستنشاق المباشر للمبيدات . و بالرغم من تضاعف اقتناء الفلاحين للأسمدة من التعاونيات بسعيدة إلا أنهم يجهلون تماما كيفية استعمال الأدوية . و بتيارت أكدت باحثات بجامعة ابن خلدون على خطورة الآزوت و تبعيات الأدوية الحشرية التي تتسبب في تراجع الثروة الحيوانية و توسع الأراضي البور و طالبن بمراقبة المنتجات الفلاحية المعدلة جينيا . و منظمة حماية المستهلك بمعسكر حذرت من البيع العشوائي للأدوية و دعت لتفعيل أجهزة الرقابة للحد من الظاهرة . أما ببلعباس فذكر مختصون أن عدم احترام الفلاح لفترة *الأمان* يضر الفلاح و المستهلك معا خاصة و أن فلاحين يقومون بجني المحصول و بيعه قبل انتهاء فعالية الدواء .و بعين تموشنت حذرالمكتب الولائي لحماية المستهلك من بعض أنواع المبيدات المحظورة في أوروبا و تسوّق عبر ولايات الوطن . و مهندسون من المعهد التكنولوجي الفلاحي بأدرار كشفوا أن الاستعمال المكثف للأسمدة النيتروجينية و الآزوتية يلوّث المياه الجوفية . في حين تم بالشلف إجراء تجارب على حشرة حفارة الحمضيات و الطماطم عن طريق الانتقال إلى الإبادة البيولوجية الطبيعية . إلا أن الفلاح يعمد إلى مضاعفة الإنتاج و الأرباح بالاستعمال لا عقلاني للمبيدات عن جهل أو قصد ما تسبب في تراجع القيمة الغذائية للمنتوجات الزراعية بل و تعدت ذلك فهي أحيانا تهدد الصحة العمومية .