يسير المنتخب الفلسطيني تحت قيادة المدرب الجزائري نورالدين ولد علي نحو رفع التحدي في كأس أمم آسيا التي تحتضنها الإمارات العربية المتحدة بداية من هذا السبت إلى غاية الفاتح فيفري المقبل، ويرى متابعون أن منتخب "الفدائي" ليس غريبا عن المونديال الآسيوي، لأنه حسب الكاتب فايز نصار يشارك للمرة الثانية، كما أنه كان السباق للمشاركة في بناء المحفل الآسيوي الكبير، كونها ثالث دولة آسيوية تأسس اتحادها سنة 1928، بعد اتحادي اليابانوإيران. يطمح القائمون على الاتحاد الفلسطيني في استعادة المجد الكروي من خلال التألق في كأس أمم آسيا المقبلة، مراهنين على النضج الذي اكتسبه "الفدائي" بعد استفادته من الدرس الاسترالي، وهذا على الرغم من تداول عدة مدربين في وقت وجيز، من خلال تشكيل طاقم فني بقيادة الفلسطيني عبد الناصر بركات، ثم أولت الأمور للمدرب البوليفي خوليو، الذي أبعد بعد أشهر، لتوكل المهام للمدرب الجزائري ولد علي، الذي أصبح طرفا فاعلا في المشروع الكروي الفلسطيني، والذي رسم خارطته في وقت سابق مواطنه موسى بزاز منذ نحو 10 سنوات. رهان ولد علي وخبرته في خدمة "الفدائي" تعوّل أسرة المنتخب الفلسطيني كثيرا على خدمات المدرب الجزائري، الذي عرف كيف يعيد الفدائي إلى الواجهة، من خلال تحقيق تأهل تاريخي إلى كأس أمم آسيا، متفوقا على منتخبات تفوق "الفدائي" خبرة، آخرها المنتخب الصيني الذي أرغمه على التعادل في بكين رغم أن المشرف عليه هو الايطالي المعروف مارسيلو ليبي، ويطمح ولد علي في تسخير خبرته وشهاداته في صنع الفارق، وهذا من خلال عمله في عدة أندية جزائرية وأجنبية معروفة، مثل شباب قسنطينة ومولودية الجزائر واتحاد الجزائر، ناهيك عن عمله مع منتخب البحرين لأقل من 19 سنة، والمنتخب الفلسطيني في عدة مناسبات، وتجارب مهنية مع أندية فرنسية، وسبق للتقني الجزائري نور الدين ولد علي أن أكد في حوار خص به "الشروق" أنه سعيد بثقة رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب، واعدا بأنه سيكون عند ثقة الجماهير الفلسطينية. اختبارات ودية هامة ضد إيرانوقطر وقرغيزستان يعمل المدرب نور الدين ولد علي على وضع آخر اللمسات، حيث منح الفرصة لجميع النجوم الناشطة في الدوري الفلسطيني وفي بطولات أخرى مجاورة، ما أعطى انطباعا طيبا في اختتام مرحلة التصفيات أمام منتخب الصين الذي يقوده الايطالي مارسيلو ليبي، وتوج ذلك بتحقيق تعادل هام في بكين، وكان المنتخب الفلسطيني دخل خلال الشهر المنقضي في تربص مغلق في قطر، حيث أجرى عدة لقاءات ودية، كانت نتائجها مقبولة، خاصة التعادل ضد منتخب إيران الذي يتصدر ترتيب آسيا، وخسارة أمام العراق بهدف لصفر، وأخرى أمام قرغيزستان، وحسب الأصداء، فقد شهد تربص قطر تسطير برنامج مكثف من طرف التقني الجزائري ولد علي الذي ركز على الجوانب البدنية والتكتيكية والنفسية، مع محاولة إدخال اللاعبين في أجواء المنافسة، منذ مباراة باكستان التي سبقت التربص المذكور. ملامح التعداد تتضح وإجماع على صعوبة المجموعة ضبط التقني الجزائري التعداد النهائي لمنتخب "الفدائي"، وهذا من خلال تقليص العدد إلى 23 لاعبا، حيث أصبحت الصورة في نظرة واضحة، بعد اختبار كل لاعب في مباراتين على الأقل، في انتظار ضبط الأمور تحسبا لموعد سوريا، وأكد ولد علي في تصريحاته أن منتخب فلسطين يضم لاعبين قادرين على المشاركة تحت الصمود أمام الضغط والتعامل مع كل الحالات، مضيفا أن ملامح تشكيلته أصبحت واضحة، مع إمكانية توظيف بعض اللاعبين في غير مراكزهم، وفق ما يخدم التشكيلة مع التركيز على العناصر الأكثر جاهزية وتنافسية، واعترف ولد علي أن مجموعة "الفدائي" هي الأصعب، حيث تضم ثلاثة منتخبات من بلاد الشام، إضافة إلى منتخب استراليا القوي، مشيرا أنه سيركز عل جاهزية لاعبيه فنيا ونفسيا، مؤكدا أهمية الجاهزية النفسية في مثل هذه المباريات الحاسمة، كما أوضح ولد علي أنه يملك معلومات كافية عن منتخبات المجموعة، خاصة منتخب سوريا الذي سيفتتح به المنافسة. ولد علي: "فلسطين سيحقق الاستثناء في كأس أمم آسيا" لم يخف ولد علي وفاءه للمنتخب الفلسطيني، وعزمه على منح الإضافة اللازمة تحسبا للتحديات المقبلة، مؤكدا أنه يخجل حين يتحدث عما أضافه لفلسطين من فلسفة الكرة الجزائرية، معتبرا فلسطينوالجزائر جسد واحد، وقال في تصريحاته الأخيرة أنه تتلمذ على نضج "الخضر" في مونديالي اسبانيا والمكسيك، وتعلم كثيرا من شخصية المنتخب الجزائري، وغريمتنا الكرة الايطالية، معتبرا أن هناك تشابه بين الجزائر وايطاليا، كما يؤكد ولد علي على أهمية النضج الدفاعي من اجل الصمود وتحقيق المطلوب، مشيرا أن لاعبي فلسطين يتفاعلون مع هذه الفلسفة، من أجل رفع رايتهم وإسعاد أبناء شعبهم، مؤكدا أنه يحترم جميع المنتخبات المشاركة، لكن بدا عازما في أن يكون لمنتخب فلسطين بصمة، حيث قال في هذا الجانب: "سنلعب وفق إمكاناتنا، وسنتعامل بجدية مع خصوصية المنافسين، نحن منتخب استثنائي، ولدينا ظروف استثنائية، وكل شيء بالنسبة لنا استثنائي، وأداؤنا يجب أن يكون استثنائيا حتى نحقق الاستثناء في بطولة آسيا للأمم".