أيام تفصلنا عن انطلاق فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي سيأخذ صبغة عربية وسيعرف -حسب المعلومات التي تحصلنا عليها- مشاركة عربية معتبرة... محافظ المهرجان ورئيس قسم المسرح في عاصمة الجزائر للثقافة العربية، أمحمد بن قطاف، كشف عن هفوات الطبعة الماضية "التأسيسية" وأكد على انتعاش الحركة المسرحية بالجزائر، متفائلا بطبعة 24 ماي الجاري في هذا اللقاء مع الشروق. لو نعود بالذاكرة إلى مهرجان ماي 2006، ما هي النقائص التي يعترف بها بن قطاف؟ في الحقيقة، المهرجان الوطني للمسرح المحترف للعام الماضي كان طبعة تأسيسية بعد توقف طويل لهذا التقليد.. وقد أكدت يومها على نجاحه في العودة، في لمّ الشمل، وفي التأكيد على أن الجزائر لا تزال قادرة على العطاء رغم مرورها بأزمة أمنية خانقة.. وفي نفس الوقت اعترفت كذلك لجنة التحكيم بضعف المستوى الفني الذي لم يرق إلى المستوى الذي كنا نرجوه. ولكن اعتبرناه مقبولا بالنظر إلى اكتشافنا لطاقات شبانية جديدة في التمثيل والإخراج والسينوغرافيا والاقتباسات، والتي اعتبرناها مكسبا جديدا للفن الرابع. في الجانب التنظيمي بذلنا كل المجهودات حتى نتفادى أي هفوة قد تحط من قيمة المهرجان الذي أرجع وأؤكد بأنه كان تأسيسيا، نقصتنا الخبرة ربما ولكن الجانب التقني كان مميزا. ومشاركة الفرق الهاوية خارج المنافسة أعطى دفعا آخر للحركة المسرحية بعروض مميزة. ظروف 2007 مميزة واحتضان الجزائر للثقافة العربية فرصة للذهاب بعيدا. كيف تعامل بن قطاف مع المعطيات الجديدة؟ أكيد، سطرنا البرنامج وفق هذه المعطيات الجديدة وحاولنا استغلال الفرصة جيدا بتوجيه دعوات لأهم الأسماء التي صنعت تاريخ المسرح العربي، وكذلك استضفنا عروضا عربية خارج المنافسة، لأن المؤسس هو المهرجان الوطني، وستدخل عشر فرق جزائرية المنافسة تتمثل في المسارح الثمانية وفرقتين حرتين اللتين تحصلتا على الجائزة الأولى في المسرح المحلي لسيدي بلعباس والمهرجان المحلي لولاية عنابة. هذه كبداية ونحن سنتبنى الغربلة والانتقاء في السنوات القادمة. ستكون السعودية ضيفة شرف إلى جانب الدول العربية المبرمجة ليكون المهرجان نافذة يطل من خلالها الجمهور على تجاربهم ومدارسهم. إذن ستكون هذه السنة قاعدة الانطلاق المتينة مستقبلا. وأؤكد أن هذا الاحتكاك هو دفع لكل الفنون على غرار المسرح، هو دفع أيضا للكتاب والسينما والفن التشكيلي والشعر. 2007 ليست نهاية الثقافة العربية، فعلى الأقل من موقعي أؤكد أن نهاية 2007 هي بداية حركة مسرحية سريعة ومستمرة. ما هو الجديد في هذه الحركة خارج برنامج المهرجان؟ أهم جديد أشير إليه هو تفعيل الإنتاج المسرحي بولايات الجنوب، حيث خصصنا زيارة ميدانية لولاية تندوف، عرضت أدرار مسرحية "الدراويش تبحث عن الحقيقة" منذ أيام وسيكون الموعد قريبا مع بشار" هذه الالتفاتة هي مؤشر إيجابي لمستقبل واعد، لأن هذا ما كان ينقص ولايات الوطن "الاحتكاك وتبادل الخبرات" قد تعتبرون تفاؤلي جنونيا ومبالغا فيه، ولكن لا مكان لليأس مع ما أراه يوميا من طموح شباب يعشق الخشبة ويسعى إلى تطوير مستواه من عمل لآخر. إلى أي حد أثرت المشاكل الداخلية التي عاشتها قلعة بشطارزي على وتيرة التحضير؟ هي مشاكل تافهة، ولو كان الوضع يستدعي التدخل لتحدثت عنها وحاولت تبريرها. التزمت الصمت حيال ما أثير من فوضى، لأنها مشاكل ثانوية، وما يهم حقيقة هو وضع المسرح، والحمد لله الأبواب مفتحة والجمهور يتوافد على العروض. وعلينا التفريق بين الخلافات الشخصية والمشاكل الإدارية. ندد المسرح الجهوي لقسنطينة العام الماضي بما أسماه سياسة الإقصاء، وستكون مشاركة الولاية من خلال المسرح وفرقة البليري. هل هو الدين؟ كل ما حدث العام المنصرم هو أن مسرح قسنطينة لم يحترم مواعيد والقانون الداخلي للمهرجان. كان المشكل مختلقا. لماذا غاب "الحكواتي الأخير" عن الافتتاح؟ "الحكواتي الأخير" عرض يرمز للكثير من الأشياء فضلت عدم إشراكه في الافتتاح. لا يوجد عرض افتتاحي خارج المسابقة. وسيكون الموعد مع حفل تكريمي للفنانين العرب و الجزائريين. حاورته: آسيا شلابي