أقرّت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، نقل عملية رصد هلال شوّال- أول أيام عيد الفطر المبارك- إلى دار الإمام بالمحمدية في العاصمة بدل الاجتماع بمقر الدائرة الوزارية، وذلك لأوّل مرة، حسب مستشار الوزير، "لما تمثله هذه المؤسسة من رمزية ودلالة". وتجتمع لجنة الأهلة، يوم غد الجمعة قبيل صلاة المغرب، وتتكون اللجنة من شخصيات ذات مرجعية دينية ووطنية ومشايخ وعلماء مثل الشيخ الطاهر أيت علجت، ممثل المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ شريف قاهر، وممثل عن الإخوة الإباضيين الشيخ محمد بكير، ويمثل الأساتذة الجامعيين بوزيدي كمال، وعن الوزارة الدكتور يوسف بومهدي ومحمد الشيخ، وممثلا عن مركز البحث في علم الفلك والجيوفيزياء ببوزريعة، لتمثيل الجانب العلمي لرصد الهلال. وأفاد المستشار الإعلامي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف عدّة فلاحي، في تصريح ل "الشروق"، أنه قبل الإعلان عن ثبوت هلال شوال أو عدمه، تكون أحاديث تتناول شهر رمضان كضيف عزيز على الأمة الإسلامية، والاستعداد للعيد بكل ما يحمل من معاني التضامن "، وحث المواطنين والمسلمين على دفع زكاة الفطر حتى يكتمل أجر الصائم، وتدور الأحاديث حول ضرورة الاستغفار من الذنوب والمعاصي، والدعوة إلى المحبة والتسامح وإصلاح ما بين المسلمين وخاصة يوم العيد". وعن فرضية وجود قرار سياسي لدفع اللجنة لموافقة السعودية باعتبارها أرض البقاع المقدسة، أو لاعتبارات اقتصادية لتفادي خسائر لطول فترة عطلة العيد، قال فلاحي "كمسؤول يتابع لمدة سنوات إجراء العملية، نؤكد للرأي العام أن رئيس الجمهورية نفسه لا يبلغ بالأمر إلا بعدما تبلغ لجنة الأهلة، ويعلم مثل أي مواطن عادي يتلقى الخبر، وبالتالي لا يمكن فتح الباب للتأويلات السياسية التي ليس لها مكان في ذات الموضوع". وأوضح المتحدث " لجنة الأهلة أغلبهم على مشارف القرن، فمثل الشيخ قاهر أوآيت علجت لا يرضيان لنفسيهما الخضوع لقرار سياسي أو عدم تبليغ ما تم إخبارهما به عبر اللجان الولائية، إذا ثبت رؤية الهلال، وحتى الوزير على مقربة من جانب المكتب لكنه يبلغ من طرف اللجنة، وإلا اعتبرت شهادة زور"، وأضاف "على مستوى الولاية فإن الجهات الرسمية تؤطر العملية فقط، ومنذ سنوات اعتمدنا على المزاوجة بين الرؤية البصرية والرؤية الفلكية بالمنظار، وأي إنسان عادي- ليس موظفا رسميا- يبلغهم وفق شرطين سلامة البصر والبصيرة، أي لا مرض وعلى خلق واستقامة ومشهود له بالصدق، ويكون معه أناس آخرون أبصروا الهلال من مكان مرتفع لتعزيز كلامه". ويبلّغ من ثبتت رؤيته للهلال الهيئة الرسمية في الولاية لتبليغ الهيئة المركزية، وقال فلاحي "إذا ثبت الهلال، فالهلال الجزائري هو المعمول به ولا إيحاءات من جهات أخرى خاصة، في فصل الصيف الرؤية متاحة عكس الشتاء، وللرأي العام رئيس الجمهورية والوزير لا يعلمان بثبوت شوال إلا كمواطنين عاديين، والعلماء لا يشهدون شهادة زور استجابة لقرار سياسي". وأكدت جمعية الشعري لعلم الفلك، أن رؤية هلال شوال مستحيلة يوم الجمعة المقبل في الجزائر، سواء بالعين المجردة أو حتى بالوسائل البصرية، وعليه سيصادف حلول عيد الفطر يوم الأحد المقبل، "على أساس حسابات فلكية تتعلّق باقتران هلال شوال 1433، الذي يحدد نهاية شهر الصيام وبالتالي عيد الفطر". وأفادت الجمعية، في بيان لها، "مع ذلك فإن الجهة الوحيدة التي لها شرعية إصدار فتوى بشأن تاريخ عيد الفطر هي لجنة الأهلة التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف". وأكدت الجمعية أن شهر رمضان سيكتمل 30 يوما في حالة تحري محلّي "اختلاف المطالع" أو معمّم "توحيد المطالع"، وعلميا تكون رؤية هلال شوال يوم الجمعة 17 أوت مستحيلة، حسب الجمعية، لكون "القمر سيغيب ذلك اليوم قبل غروب الشمس، بالنسبة لكل ولايات الوطن وحتى بالنسبة لجميع البلدان العربية والإفريقية". ومن جهته، أعلن المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيائية في مصر، أن الأحد 19 أوت القادم، هو غرة شهر شوال 1433 فلكيا، ليكون بذلك هو أول أيام عيد الفطر المبارك.