صنع المدرب نور الدين زكري الجدل مجددا، وهذا في أعقاب الحرب الكلامية التي دخل فيها مع إدارة وفاق سطيف بقيادة حمار، معركة كانت نهايتها طلاق صنف في خانة "تحصيل حاصل"، وهذا وفق توقعات الكثير من المحللين والمتتبعين، بعد تلقيه عرضا جادا من نادي الفيحاء السعودي الذي أقنعه مسيروه بتولي المهمة بغية إنقاذه من شبح السقوط. وقد تباينت آراء الشارع الكروي بخصوص خرجة زكري، ففي الوقت الذي اعتبروا التحاقه بالفريق السعودي أمرا طبيعيا، بحكم تأزم علاقته مع رئس الوفاق حسان حمار، فيما اعتبر آخرون بان الحرب الإعلامية عجلت برحيله، وهو الأمر الذي تجسد ميدانيا بعد أيام قليلة من نشوب الأزمة بين التقني الباتنية وإدارة الوفاق،رغم أن المدرب زكري أعاد للوفاق حلاوة الانتصارات،خاصة الفوز بالطريقة و الأداء على اتحاد العاصمة في الكأس و الرباعية امام عين مليلة. زعيم أقال مواسة عبر الفايسبوك.. وآيت جودي ترك البوبية واختار وجدة ويبدو أن نور الدين زكري ليس المدرب الجزائري الوحيد الذي اختار مثل هذه الطريقة، حيث يتذكر أنصار مولودية باتنة كيف غادر المدرب عزالدين آيت جودي فريقهم منتصف موسم 2007-2008، وهذا مباشرة بعد مباراة مولودية بجاية التي انتهت بفوز البوبية بهدفين مقابل هدف واحد، حيث غاب عن حصة الاستئناف التي أعقبت المباراة، لتفاجأ إدارة زيداني حينها بتواجد آيت جودي في المغرب، موازاة مع تعاقده مع نادي مولودية وجدة، خرجة صدمت محيط مولودية باتنة، خاصة وان الفريق كان يلعب على ورقة الصعود.. كما عرف ذات الفريق سيناريوهات مماثلة، من ذلك ما قام به كمال مواسة منتصف موسم 2008-2009 حين بحث عن عدة حجج للمغادرة بغية اللحاق باتحاد الجزائر الذي منح له عرضا مغريا، لكن ابن قالمة بدل أن يكون واضحا في كلامه فقد فضل انتقاد إدارة البوبية على شاكلة نور الدين زكري، كما لم يتقبل أنصار أمل بوسعادة خرجة المدرب عزيز عباس موسم 2011-2012، حين غادر بشكل مفاجئ لفريقهم مفضلا اللحاق بأهلي البرج. على صعيد آخر، عرف شباب باتنة سيناريو شبيه منذ حوالي 10 سنوات، حين قرر المدرب حسين زكري (ليس نور الدين زكري) مغادرة الفريق في منتصف المشوار، وهو الأمر الذي احدث خلخلة في بيت الفريق الذي كان يلعب على ورقة الصعود، ما جعل إدارة "الكاب" حينها تصدر قرار يقضي بعدم إشراف حسين زكري على الفريق مستقبلا، قرار تم ترسيمه خلال عقد الجمعية العامة للنادي خلال نهاية الموسم. من جانب آخر، من اللازم الإشارة إلى بعض حالات الطلاق بالتراضي رغم حاجة الأندية لمدربيهم، على غرار مولودية سعيدة التي وافقت منذ 3 مواسم على مغادرة الثنائي رحموني وموسوني نحو شبيبة القبائل، وكذاك مغادرة نبيل نغيز إلى المنتخب الوطني تاركا فريقه أولمبي المدية. وإذا كان الكثير يجمع بان المدرب يكون الحلقة الأضعف في الكرة الجزائرية، بحكم أنه هو الأقرب إلى شبح الإقالة، وبطرق كثيرا ما تصل إلى مستويات كبيرة من الإهانة، بدليل ما حدث مؤخرا لكمال مواسة الذي تمت إقالته من اتحاد عنابة، بموجب منشور وضعه رئيس النادي زعيم عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، أو توقيف مدربين عن طريق رسالة شفوية أو نصية، فإن المدربين أيضا كثيرا ما يفضلون الرحيل والترحال بحث عن الموال، من خلال التخلي عن الفرق التي يشرفون عليها، محولين الوجهة نحو أندية أخرى منحت لهم عروضا مالية مغرية. وبين إقالة واستقالة المدربين هناك مسافة من النقاش والجدل بخصوص العلاقة السائدة بين المدربين ورؤساء الأندية في الجزائر.