تنقّل أوّل أمس الخميس المدرّب الجزائري نور الدين زكري إلى البقاع المقدّسة لأداء مناسك العمرة، وسيلتقي خلال تواجده بمكّة المكرّمة بأحد مسيّري الأندية السعودية للتفاوض لتدريب إحدى الأندية هناك، كما سيلتقي مسيّري فريق التعاون السعودي الذي سبق وأن درّبه الموسم الماضي قبل أن يتركه قبل نهاية الموسم لسوء تفاهم بينه وبين الإدارة المسيّرة للنادي. ترى ما هو جديد نور الدين زكري؟ وهل حقّا رفض العودة للعمل في الجزائر؟ تلكم من بين الأسئلة التي طرحناها على (زكرينيو الجزائر) لحظات قبل امتطائه الطائرة باتجاه مدينة جدّة السعودية. * بداية أين هو نور الدين زكري؟ ** حاليا أنا متواجد في مسقط رأسي مدينة باتنة منذ عودتي من المملكة العربية السعودية خلال فصل الربيع الماضي، حيث كنت أشرف هناك على تدريب نادي التعاون السعودي، فلسوء تفاهم بيني وبين إدارة النادي حدث الطلاق بيني وبين الفريق، لكن الحمد للّه الكلّ كان راضيا بالعمل الذي قمت به خلال المدّة التي تولّيت فيها تدريب النادي بدليل أنني تركت الفريق في مرتبة مريحة خارج دائرة الخطر، وعلاقتي بمسيّري الفريق جدّ متينة بدليل أنني خلال أدائي مناسك العمرة سألتقي هؤلاء. * إذن تنقّلك إلى السعودية هوم من أجل أداء مناسك العمرة... ** نعم تنقّلي إلى السعودية هو من أجل مناسك العمرة، وكما سبق وأن قلت لك من قبل سألتقي خلال فترة تواجدي بمكة المكرّمة مسيّري فريقي السابق نادي التعاون. * هل توصّلت بعرض جديد من إحدى الأندية السعودية؟ ** كانت لي اتّصالات غير مباشرة مع إدارة نادي الوحدة السعودي، لكن فجأة انقطعت هذه الاتّصالات بجلب مدرّب آخر، وقد برّر رئيس النادي ذلك لإحدى الصحف السعودية بمطالبي المالية، لكن لو عرض عليّ تدريب الفريق بشكل مباشر لقبلت العرض كون هذا النادي يتواجد بمدينة مكة المكرّمة، ويسعدني الإشراف على فريق تابع لمدينة مكّة. * باستثناء نادي الوحدة السعودي هل كانت لديك اتّصالات أخرى؟ ** نعم تلقّيت عرضا رسميا من إحدى الأندية العمانية ورفضته جملة وتفصيلا كوني أريد العمل في فريق يلبّي طموحاتي وينافس على الألقاب، فأنا مدرّب طموح. * ماذا عن الأندية الجزائرية؟ ** توصّلت بثلاثة عروض، منها عرض رسمي من نادي وفاق سطيف، حيث اتّصل بي رئيس النادي حسان حمّار قبل نهاية الموسم المنقضي وقدّمت له وِجهة نظري وبرنامجي، لكن فجأة توقّف كلّ شيء. * لماذا؟ ** من الأحسن أن يطرح هذا السؤال على المعني بالأمر السيّد حسان حمّار فهو أدرى منّي للردّ عليه، لا أريد الدخول في متاهات عن شخص للأسف ما يزال يقف دوما في وجهي لسدّ الطريق أمامي حتى لا أعود إلى أرض الوطن ليقول إنني أرفض العودة من جديد للعمل في بلدي الجزائر. * تقصد رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة... ** يا أخي لا داعي لذكر الأسماء، الكلّ أدرى بمن يعترض سبيلي للعودة للتدريب من جديد في الجزائر. * يقال إنك كنت على اتّصال مع رئيس شبيبة القبائل لتولّي مهمّة تدريب الشبيبة بعد إقالة المدرّب عزّ الدين آيت جودي خلال هذه الصائفة... ** نعم اسمي طرح بقوة في مكتب رئيس شبيبة القبائل لخلافة المدرّب عزّ الدين آيت جودي، لكن وبعد أن وافق حنّاشي مبدئيا على استقدامي فجأة تراجع عن ذلك. * لماذا؟ ** السبب يعرفه الجميع، لا يستطيع أيّ رئيس نادٍ جزائري استقدامي لتدريب فريقه مادامت جميع الأندية الجزائرية تعمل تحت وصاية رجل أقول وأكرّر لا داعي لذكر اسمه. * لماذا تتحاشى ذكر هوية هذا الرجل رغم أنه ما يزال يقف في وجهك للعودة من جديد للعمل في الجزائر، خاصّة وقد أثبتت مرارا وتكرارا مكانتك في عالم التدريب؟ ** الخوف لا يكون إلاّ من اللّه عزّ وجلّ، فكما يعرفني الجميع لا أخشى لومة لائم والكلّ يعرفني بصراحتي وعدم نفاقي، وهذه الصراحة وقول كلمة الحقّ وعدم النفاق هي سبب متاعبي في الجزائر. * هل لا زلت تأمل في العودة للعمل في الجزائر؟ ** أنا جزائري ومن منطقة الأوراس الأشم وحبّي للجزائر يفوق حبّ الكثير ممّن يدّعون حبّهم للجزائر وغيرتي على هذا الوطن لا تقدّر بثمن، وبإذن اللّه تعالى سأشرف قريبا على تدريب فريق جزائري وسأحدث فيه ثورة كما أحدثتها في كلّ من وفاق سطيف حين نلت معه في زمن قصير جدّا أكثر من لقب، وكذلك مع مولودية الجزائر حين قدته بامتياز إلى دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا دون لاعبين إن صحّ التعبير وبأقلّ الإمكانيات. فالحمد للّه احتكاكي بكبار المدرّبين في العالم وفي مقدّمتهم الإيطاليان أريغو ساكي ومانشيني سمح لي بتنمية قدراتي التدريبية، وقد أثبتت ذلك في جميع النوادي التي درّبتها، سواء في الجزائر أو في الخارج، الجزائر بحاجة إلى مدرّبين لا ينافقون. * هل من كلمة نختم بها جلستنا هذه قبل تنقّلك إلى البقاع المقدّسة؟ ** أشكركم على هذه الفرصة التي منحتموها لي، كما أنحني تضرّعا لشهداء غزّة البواسل، فرغم الدماء التي تسيل فوق تلك الأرض الطاهرة إلاّ أن أبناء غزّة أثبتوا شجاعة قوية في وجه الصهاينة وأعطوا مثالا حيّا لجميع الشعوب المستضعفة، لكن بودي أن أسأل أين هو الضمير الإنساني في أولئك الذين يدّعون الديمقراطية؟