أعلن رئيس وزراء فرنسا الجديد "فرانسوا فيون" أمس الجمعة تشكيلة حكومته وتتكون من 15 وزيرا يتساوى فيها الرجال والنساء من حيث العدد للمرة الأولى في فرنسا. واللافت في التشكيلة الحكومية الأولى في عهد الرئيس الجديد نيكولا ساركوزي ،هو تعيين سيدة تنحدر من أصل مغاربي ضمن الطاقم الحكومي .ويتعلق الآمر ب "رشيدة داتي" البالغة من العمر 41 و التي عينت وزيرة للعدل .ورشيدة تنحدر من آب مغربي وآم جزائرية وكانت تشغل منصب المتحدثة باسم حملة ساركوزي الانتخابية. ويرى المراقبون أن ساركوزي كان جريئا جدا بتعيينه إسناد وزارة مهمة جدا إلى هذه امرأة من أصول عربية ،حيث يعين الوزراء المنحدرون من أصول مغاربية وعربية في الغالب في وزارات ملحقة أو في مناصب وزراء دولة أو سكرتير دولة. ومن مفاجآت ساركوزي المنحدر هو أيضا من أصول مجرية هو استحداثه في التشكيلة الحكومية "وزارة للهجرة والهوية الوطنية" . وقد أسند مهمة هذه الوزارة الحساسة الى " بريس اورتوفو " الصديق الشخصي لساركوزي .. و من جهة أخرى ، أسندت وزارة الخارجية والشؤون الأوروبية للاشتراكي "برنار كوشنير" البالغ من العمر 67 . وشارك كوشنير في الماضي في عدد من الحكومات الاشتراكية. وهو من مؤسسي منظمة "أطباء بلا حدود" في السبعينات ومن دعاة "حق التدخل الإنساني" ويعد مثل الرئيس نيكولا ساركوزي أكثر ميلا الى التقارب مع الولاياتالمتحدة من معظم أسلافه .. وفور إعلانه وزيرا للخارجية قرر الحزب الاشتراكي برئاسة فرانسوا هولاند تطليقه من عضوية الحزب .ومن جهة أخرى أسندت وزارة الداخلية في سابقة فرنسية الى سيدة هي وزيرة العدل السابقة ميشال آليو ماري (60 سنة) . و تعتبر ماري (60 سنة) امرأة صارمة تفخر بانتماءها الى "الديغولية" والتحقت بنيكولا ساركوزي بعد أن كانت تنوي الترشح شخصيا الى الانتخابات الرئاسية. أما وزارة الدفاع فقد أسندت ل ايرفيه موران "45 سنة" . وهذا الأخير هو من "اقرب المقربين" لزعيم الوسط فرنسوا بايرو قبل الانضمام الى نيكولا ساركوزي بين جولتي الانتخابات الرئاسية. كما تتضمن الحكومة الجديدة وزارة موسعة تشمل البيئة والتنمية المستدامة وقد عين على رأسها آلان جوبيه رئيس الوزراء السابق في عهد جاك شيراك، وهو العضو الوحيد في الحكومة الذي يحظى بصفة وزير الدولة ما يجعل منه المسؤول الثاني في الحكومة. وتسلم الوزير السابق للعمل واللحمة الاجتماعية جان لوي بورلو وزارة الاقتصاد والمالية، وسيلعب بصفته تلك دورا أساسيا الى جانب فيون في تطبيق الاصلاحات الليبرالية التي وعد بها ساركوزي .. ويذكر أن الحكومة الجديدة عقدت الجمعة أولى اجتماعها بحضور الرئيس ساركوزي ..وستخوض هذه الحكومة معركة الانتخابات التشريعية المقررة في جوان حيث يأمل الاتحاد من اجل حركة شعبية اليميني في الفوز بغالبية كبيرة تدعم ساركوزي. رشيدة : من عاملة تنظيف ..الى وزيرة للعدل أصبحت رشيدة الداتي (41 سنة) التي عينت وزيرة العدل، أول شخصية متحدرة من الهجرة المغاربية تتولى وزارة كبيرة بعدما تعرف عليها الفرنسيون عبر وسائل الإعلام خلال حملة الانتخابات الرئاسية الى جانب نيكولا ساركوزي. وكانت رشيدة الداتي القاضية العزباء وهي ابنة عامل مغربي وآم جزائرية، تتولى منصب الناطقة باسم ساركوزي خلال المعركة الانتخابية الرئاسية. وسرعان ما فرضت شخصيتها بفضل حضورها وابتسامتها العريضة. وفي غضون بضعة أشهر شكلت ثقلا دفعها اليوم الى الواجهة بعدما عملت في الخفاء في المكاتب الوزارية في خدمة ساركوزي المتمسك "بالتمييز الايجابي" بشدة. وعرفت هذه المرأة السمراء الأنيقة قبل وصولها الى الأوساط السياسة العليا، حياة أخرى أصعب بكثير. ولدت رشيدة الداتي في 27 نوفمبر 1965 في فرنسا ونشأت في حي فقير وعملت في تنظيف المنازل مع آمها قبل أن تعمل مساعدة ممرضة من حين لأخر لتمويل دراستها. وكانت تهتم باشقائها وشقيقاتها وهي الثانية من بين ثماني بنات وأربعة فتيان وتثابر على دراستها في الوقت نفسه.وأوضحت أنها لا تريد أن تشكو من ذلك او ان تفتخر به وقالت "يجب التوقف عن اعتبار المواطنين من أصل اجنبي مصدر مشاكل". ورشيدة الداتي التي عينت قاضية عام 1997، حاصلة على العديد من الشهادات (في الحقوق والعلوم الاقتصادية والمعهد العالي للأعمال)، أبدت تصميما قويا للاقتراب من ساركوزي والالتحاق بفريقه. وكلفت رشيدة الداتي في وزارة الداخلية التي كان يتولاها ساركوزي بإعداد قانون حول الحد من الجنح بين 2005-2006. وأكدت "انه لا ينظر إلي على أنني خادمة عربية". ويتعين على القاضية التي أصبحت وزيرة أن تنفذ مشاريع الإصلاح التي وعد بها "مديرها" الذي يريد خصوصا "معاقبة صارمة" لأبناء الضواحي من أبناء جلدتها .. القسم الدولي / و.أ.ف