سبق أن تحدثنا في الحوار الذي أجريناه مع عزوز بقاق الوزير السابق جزائري الأصل عن يزيد صباغ محافظ التنوع العرقي ومساواة الحظوظ جزائري الأصل أيضا، الأول حظي بتزكية دومنيك دوفلبان والثاني بتزكية عدوه اللدود الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الأول اشتهر بتنديده بواقع التهميش الذي تعيشه ضواحي الجالية المغاربية والثاني برفضه ما أسماه بنقاش الهوية الوطنية الذي حول الإسلام إلى رهينة في أيدي السياسيين• يزيد صباغ رجل الأعمال صحراوي البشرة وصاحب الجسم الضخم اللافت للانتباه، صنع الحدث قبل أمس بخروجه عن خطاب الحكومة التي ينتمي إليها، بتنديده بما أسماه انحراف النقاش حول الهوية الوطنية بالشكل الذي يكشف عن أحقاد دفينة، تزيد من الأفكار المسبقة والخطيرة التي تحيط بالجالية المهاجرة بوجه عام وبالمسلمين بوجه خاص• يزيد صباغ، الذي سبق وأن طالب الكثير من الساركوزيين برأسه بعد تصريحه بشأن البرقع، يثير استياءهم من جديد، إثر تأكيده أن النقاش الدائر حول الهوية الوطنية يستهدف الإسلام وذلك بقوله للقناة البرلمانية على هامش ندوة عالجت الموضوع، ''هل يمكن أن نكون مسلمين في فرنسا؟''• وأصر صباغ على أقواله في حديث جديد أجرته معه صحيفة ''لوجورنال دوديمانش'' وعمّق طرحه باستطراد أهم بقوله إن ''النقاش الدائر حول الوطنية سيشعر المسلمين أكثر من أي وقت مضى بالتهميش الذي راحوا ضحيته في الماضي، والذي يكرس هذه المرة بطريقة مرضية سمحت بنشر السموم والضغينة في أوساط فرنسيين حقيقيين وليس مسلمين غير جمهوريين كما يريد البعض إيهامنا''• وأضاف ''التحدي الذي يجب أن تقبل به فرنسا هو أن تعتبر نفسها بلدا مسلما أيضا يتساوى فيه الفرنسيون المسلمون مع الفرنسيين الآخرين غير المسلمين، من منطلق جمهوري يقوم أساسا على تكافؤ الفرص في الحياة المهنية والاجتماعية والسياسية• صباغ الذي يدين التوجه الذي عرفه النقاش حول الهوية الوطنية بجرأة هو نفسه الذي يرفض آراء الذين يؤكدون أن الرئيس يتناقض في طروحاته عند ربطه بين الهجرة والإسلام ويدافع عن ساركوزي باعتباره الرجل الذي أخرج الإسلام من الخزانة على حد قوله• وردا على سؤال احتمال سن قانون لمنع ارتداء البرقع، جدد صباغ موقفه الأول وألح على أن مجرد التفكير فيه يساهم في تشويه صورة الفرنسيين المسلمين، ذلك أن البرقع ليس تقليدا إسلاميا، وعوض سن قانون أضاف قائلا ''من الأفضل دعوة الجمعية الوطنية إلى توجيه نداء مدني تتم المصادقة عليه استنادا للمادة 34 / 1 التي ينص عليها الدستور، أما قانون يجبر رجال الشرطة على ملاحقة النساء اللواتي يرتدين البرقع في الشوارع فهو أقرب إلى روح العبث والغباء''•