شرعت السلطات الفرنسية في تنفيذ تهديداتها ضد المهاجرين، التي كان قد أفصح عنها الرئيس الفرنسي المنتخب نيكولا ساركوزي في حملته الإنتخابية للرئاسيات الأخيرة، حيث كشف بريس هورتوفو، وزير الهجرة والتكامل والهوية الوطنية والتنمية المشتركة أن الحكومة الفرنسية قررت إبعاد 25 ألف مهاجر غير شرعي السنة الجارية من فرنسا، في إطار ما وصفته ب"مخطط جديد لوضع ضوابط للهجرة". وقال الوزير الفرنسي إن "المهاجرين الذين لا يحملون أوراقا.. ليس لهم مكان في فرنسا، ويجب عليهم أن يعودوا لبلادهم، شاءوا أم أبوا، بإرادتهم، أم قسرا". ودافع هورتوفو عن قرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخاص بإنشاء وزارة للهجرة، التي عين على رأسها، في الحكومة الجديدة، وقال إن الهدف منها هو السيطرة على تدفق تيار الهجرة، وإنجاح خطط التكامل وصيانة الهوية الفرنسية وتحفيز التنمية المشتركة، مؤكدا على ضرورة تبني لهجرة انتقائية تسمح باختيار أفضل المهاجرين من العاملين المهرة المحترفين، حيث يوضح، كاشفا عن اعتزام فرنسا منح 7 بالمائة فقط من تصاريح الإقامة لغرض العمل، في خطوة تتنافى مع أبسط المبادئ الأخلاقية. وفي هذا السياق، صرح رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فييون أن مشروع قانون ضبط الهجرة الجديد سيطرح على البرلمان في جويلية القادم، مشيرا إلى أن هذا المشروع سوف يتضمن الأفكار والمبادرات التي كان ساركوزي قد أطلقها خلال حملته الانتخابية، والتي كان قاسمها المشترك، الجمع بين الهجرة والهوية الفرنسية بهدف غلق الطريق أمام تزايد نفوذ اليمين المتطرف ممثلا في شخص جان ماري لوبان. ويأتي قرار الحكومة الفرنسية بطرد المهاجرين غير الشرعيين، في وقت أسندت فيه حكومة فرانسوا فييون حقيبة وزارة العدل لإبنة عائلة مهاجرة من أصل مغربي هي السيدة رشيدة داتي، في محاولة من قبل السلطات الفرنسية لإبعاد تهمة العنصرية عنها، على اعتبار أن عملية طرد أي مهاجر ينبغي أن يبت فيها القضاء، مما يعني أن رشيدة داتي، ستكون المشجب الذي تعلق عليه انتقادات الوافد الجديد إلى قصر الإيليزي. من جهة أخرى، تعيش وزيرة العدل الفرنسية هذه الأيام على وقع مضاربات إعلامية صنعتها جمعية الصحافيين العاملين في مجلة "باري ماتش" الفرنسية، على خلفية ما تردد عن ضغوط تمارسها وزيرة العدل على الجريدة بهدف منعها من نشر صور للوزيرة رشيدة داتي في مرحلة صباها، بالرغم من أن مصدر هذه الصور هو والد الوزيرة. وقال مدير الجريدة أوليفييه روايال، أن داتي أشعرته بأنها لا ترغب هي واشقاؤها وشقيقاتها في نشر صورهم العائلية، في سياق تحقيق صحفي قامت به الجريدة. وأضاف روايال بما أن لهذه الصور طابعا شخصيا، ورغم أنها صور عادية من صور الطفولة، فقد قررت الجريدة احترام القانون. وليست المرة الأولى التي يتدخل مسؤولون كبار في الدولة الفرنسية لمنع نشر صور خاصة بهم، بحيث سبق لنيكولا ساركوزي عندما كان وزيرا للداخلية أن تدخل لمنع نشر صور لزوجته سيسيليا رفقة صديق لها بجريدة "باري ماتش"، غير أن رئيس التحرير لم يتراجع، الأمر الذي أدى إلى فصله من عمله. محمد مسلم:[email protected]