طلبت تركيا رسميًا من الأممالمتحدة إنشاء منطقة عازلة داخل سوريا لإيواء اللاجئين، وهو مقترح أقرت بريطانيا وفرنسا بصعوبته، كون الحظر الجوي اللازم لنجاحه يتطلب تدخلا عسكريًا، في وقت انفض فيه اجتماع وزاري لمجلس الأمن بشأن اللاجئين دون قرار أو حتى بيان رئاسي. وقال وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، مخاطبًا مجلس الأمن - الذي عقد اجتماعًا وزاريًا بدعوة فرنسية بريطانية - إن على الأممالمتحدة أن تنشئ "دون إبطاء" مناطق آمنة داخل سوريا، لأن بلاده باتت تنوء بعبء اللاجئين، بعد أن بلغ عددهم على أراضيها ثمانين ألفا، وتساءل "إلى متى نقف دون أن نحرك ساكنًا، بينما يمحى جيل كامل بالقصف العشوائي والاستهداف الجماعي المتعمد"، محذرًا من أن تأخر المجموعة الدولية في التدخل سيعني تواطؤها في ما يجري. لكن اجتماع المجلس لم يتوج لا بقرار ولا حتى ببيان رئاسي، كما أظهر انقسام المجلس العميق بشأن سوريا، فضلا عن غياب كثير من وزراء الخارجية عن اللقاء بمن فيهم وزراء الولاياتالمتحدة والصين وروسيا، وانتقد المندوب السوري بشار الجعفري بشدة مواقف تركيا، ووصف حكومتها بأنها "جلادة" سوريا، واتهم دولا بتحويل مخيماتها لمراكز ل"الإرهابيين" واصفًا هذه الأماكن بمراكز اعتقال. من جهته أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن هجوما وقع على مبنى أمني في حلب، ثاني أكبر المدن السورية التي تشهد منذ أسابيع حرب استنزاف للسيطرة عليها، وأوضح المرصد في بيان له "هاجم مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة مبنى فرع أمنى في حي الزهراء بمدينة حلب، واشتبكوا مع عناصر الفرع"، وأضاف "شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من محيط الفرع وبعض نوافذه إثر استهدافه بقذائف الهاون، ووردت معلومات أولية عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن خسائر في صفوف المهاجمين". كما تعرضت أحياء أخرى من حلب للقصف من قبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات عديدة في أحياء أخرى، وتحدث المرصد عن "اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب المقاتلة الثائرة في منطقة السيدة زينب قامت على أثرها الكتائب المقاتلة بأسر عدد من القوات النظامية"، فيما قامت القوات النظامية باقتحام بلدة كفربطنا وقصف رنكوس في ريف العاصمة، كما دارت "اشتباكات عنيفة" بين القوات النظامية ومقاتلين مناهضين للنظام قرب كتيبة الدفاع الجوى في مدينة البوكمال المحاذية للحدود العراقية شرق البلاد، رافقها قصف من قبل القوات النظامية على عدة أحياء من المدينة وفقًا للمرصد.