رحبت جامعة الدول العربية أمس، بدعوة وجهتها فرنسا لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التطورات في سوريا، وقالت الجامعة في بيان لها إن الأمين العام نبيل العربي أعلن ترحيبه بالدعوة الفرنسية لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية لبحث مستجدات الوضع الخطير في سوريا واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف العمليات العسكرية الدائرة حاليا، وأضاف العربي أنه سوف يكون هناك مواجهة صريحة للموقف الحالي للعرض على مجلس الأمن فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية من حكم الرئيس السوري بشار الأسد إلى حكومة ديمقراطية. قال مكتب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إن الأخير ناقش رفقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كيفية العمل معا للإسراع بالانتقال السياسي في سوريا خلال مكالمة هاتفية، وأصبح أردوغان الذي كان يتمتع يوما بعلاقات وثيقة بالرئيس السوري بشار الأسد أحد أشد منتقديه وطالب بتنحيه في مواجهة انتفاضة شعبية مستمرة منذ أكثر من 16 شهرا قتل فيها آلاف المدنيين. وقال بيان صادر عن مكتب أردوغان، إن المحادثات تناولت تنسيق جهود الإسراع بعملية الانتقال السياسي في سوريا بما في ذلك ترك بشار الأسد السلطة وتنفيذ المطالب المشروعة للشعب السوري، علما أن المكالمة الهاتفية جرت يوم الاثنين وذكرت تقارير إعلامية تركية أن اردوغان وأوباما تحدثا لمدة 36 دقيقة، حيث أضاف البيان أن الزعيمان أبديا قلقهما المتزايد إزاء الأوضاع الإنسانية التي تزداد سوءا في سوريا بسبب هجمات النظام السوري الذي يستهدف شعبه ووحشية النظام وفي الآونة الأخيرة في حلب، وناقش أردوغان وأوباما أيضا الحاجة للعمل معا لمساعدة المدنيين الذين يحاولون الفرار من العنف في سوريا. أمّا بخصوص وجود أكثر من 44 ألف لاجيء سوري بتركيا والمخاوف من أن الهجوم الذي يشنه جيش الأسد في مدينة حلب الشمالية قد يؤدي إلى زيادة عدد اللاجئين، فقد أوضح البيان في هذا الشأن أن رئيس الوزراء أردوغان والرئيس أوباما، اتفقا على تنسيق الجهود لمساعدة السوريين الذين يضطرون إلى الفرار إلى تركيا ودول مجاورة. من جهتهّ، قال وزير الدفاع الأمريكي جون بانيتا، إنه يجب الإبقاء على القوات الحكومية في سوريا متماسكة عندما يطاح بالرئيس بشار الأسد من السلطة محذرا من تكرار أخطاء حرب العراق، وأضاف بانيتا في مقابلة صحفية أثناء زيارة إلي تونس ليل الاثنين إن الحفاظ على الاستقرار في سوريا سيكون مهما وفق أي خطة تتضمن رحيل الأسد عن السلطة، وقال إنه يعتقد أن المهم هو عندما يرحل الأسد، السعي إلى صيانة الاستقرار في سوريا، والحفاظ على أكبر قدر ممكن من الجيش والشرطة متماسكا إلى جانب قوات الأمن مع الأمل بان يستمر ذلك أثناء الانتقال إلى حكومة ديمقراطية. ميدانيا، شن مسلحون هجوما على قسمين أمنيين في باب النيرب والصالحين في مدينة حلب أمس، وأوضحت مصادر آن 40 شخصا قتلوا جراء هذا الهجوم، بينهم ضابط برتبة عميد، كما تم خطف ضابط برتبة مقدم. في حين تمكنت الجهات المختصة من إنقاذ حياة 9 من العناصر، كما هاجم مسلحون بصواريخ »آر بي جي« مقر المحكمة العسكرية في حلب بالقرب من مقر المخابرات الجوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد، أن اشتباكات عنيفة دارت أمس في حي باب النيرب بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة ومسلحين من آل بري الموالين للنظام، كما دارت اشتباكات في أطراف حي صلاح الدين حيث سمعت أصوات انفجارات، بينما أشار المصدر إلى أن القوات النظامية تكبدت خسائر بشرية خلال الاشتباكات عند قسم الشرطة في حي الصالحين في وقت تعرض عدد من الأحياء كالميسر والإذاعة والمرجة والفردوس لقصف من القوات السورية. في سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء السورية »سانا« بأن 133 شخصاً تورطوا بأحداث في محافظات دمشق وحمص وإدلب لم تتلطخ أيديهم بالدماء سلموا أنفسهم للجهات المختصة. وأوضحت الوكالة أنه تمت تسوية أوضاع هؤلاء بعد تعهدهم بعدم العودة إلى حمل السلاح أو ما يمس أمن سوريا.