"الجزائر جمهورية"… "لا للعهدة الخامسة.. الجيش الشعب خاوة خاوة… ارحل يا أويحيى… جزائر حرة ديمقراطية".. هي عبارات رددتها حناجر مئات الآلاف من الجزائريين من مختلف الأعمار بمجرد خروجهم من مختلف المساجد "في جمعة الحسم"، كما أطلق عليها متظاهرون، بل وحتى شعارات الحقبة القديمة طفت إلى السطح من جديد من طرف البعض "عليها نحيا وعليها نموت وفي سبيل الجزائر نجاهد وعليها نلقى الله"، كما انضمت النساء والعجائز إلى المسيرات بين المزغردة والمهللة. صنعت أغلب شوارع العاصمة، بعد زوال أمس، الحدث وهي التي لم تستوعب كل تلك الحشود من المواطنين من مختلف الأعمار الذين استجابوا بقوة لنداء "جمعة الحسم" للتعبير عن رغبتهم في التغيير والإصلاح وعدول الرئيس بوتفليقة عن الترشح للرئاسيات وحتى مصالح الأمن لم تتمكن من صد أمواج الغاضبين. …وغضب من الأفلان والحكومة الساعة كانت تشير إلى الساعة الواحدة إلا الربع من زوال من يوم الجمعة، الوضع يشير إلى غير العادي، حركة كثيفة للمواطنين الذين تجمعوا بالعشرات بالقرب من مساجد ساحة الشهداء، باب الوادي، ساحة أول ماي، وغيرها من أحياء الجزائر العاصمة… تواجد أمني مكثف لمصالح الأمن بالزي الرسمي والمدني، فيما اصطفت عشرات السيارات رباعية الدفع بالإضافة إلى جانب عدة جرافات وعشرات الشاحنات التي تحمل عناصر مكافحة الشغب، فكل الطرق المؤدية إلى العاصمة كانت شبه موصدة في وجه حركة المرور، بعد أن أحدثت مسيرة الجمعة الثانية حالة استنفار وسط مصالح الأمن، التي رغم التعزيزات الأمنية التي سخرت في الساعات الأولى من الصباح، والمدعمة بطائرات الهليكوبتر التي كانت تتابع الوضع بدقة، فإنها لم تستطع منع المتظاهرين من السير. جميلة بوحيرد.. ربراب وصويلح في المسيرات فمباشرة عقب أدائهم صلاة الجمعة، هب مئات الآلاف من الجزائريين بالعاصمة، مشكلين حشودا بشرية غير منقطعة وكلهم يرددون شعارات: "الجيش، الشعب خاوة خاوة.."، "يا للعار يا للعار.. فكوا علينا الحصار"… كما لم تخل الهتافات أيضا من غضب شعبي واضح على حزب الأفلان ليرددوا وبصوت واحد "FLN Dégage"، كما خص المتظاهرون الحكومة بوابل من الشتائم، وسارت كل هذه الحشود عبر العديد من الشوارع والأزقة من ساحة أول ماي مرورا بشارع حسيبة بن بوعلي وساحة الشهداء وهي الشوارع الأكثر استقطابا للمتظاهرين الناقمين من الأوضاع الاجتماعية والسياسية، حيث ضمت المسيرة كل الفئات والأعمار بحضور العديد من الشخصيات السياسية والفنية على غرار جميلة بوحيرد، الممثل الفكاهي "صويلح" ورجل الأعمال ربراب، ورئيس حزب العدالة والتنمية جاب الله، وعلي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات. سلاسل بشرية.. وصور التلاحم والتضامن تصنع الحدث وفي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر أن يتفرق المتظاهرون، فاجأ عدد من الشباب قوات مكافحة الشغب وفتحوا الطريق لعشرات الآلاف القادمين من كل جهات العاصمة، خاصة من حسين داي، بلوزداد، القصبة، باب الوادي من الجهة الشرقية ليلتقي الجمعان أمام ساحة البريد المركزي فوجدت مصالح الأمن نفسها محاصرة رغم أعدادها، وكان فعلا من الصعب التحكم في الوضع أمام تعالي الهتافات وتحمس المتظاهرين للسير أمام الزغاريد التي كانت تعم المكان، والواقع أن أعوان الأمن حوصروا ولم يكن لهم خيار آخر سوى فسح الطريق، بل الأكثر من ذلك وبالضبط في ساحة موريتانيا وعلى مرمى حجر من مقر أمن ولاية الجزائر، فإن عددا من المواطنين شكلوا سلسلة بشرية من خلال تشابك الأيدي لمنع أي احتكاك بقوات مكافحة الشغب، كما تطوعوا في تسيير حركة المرور في صورة التحام وتضامن المواطنين يعجز فيها اللسان عن التعبير. تأطير محكم بالمسيلة وساحة الولاية تجمع الآلاف بالمدية متظاهرون يحاولون السير من البليدة إلى العاصمة حاول الجمعة مئات المتظاهرين الخروج في مسيرة سلمية، من بوفاريك شرق ولاية البليدة نحو العاصمة، فبعد ما جاب المتظاهرون شوارع المدينة قرروا السير باتجاه العاصمة واكتسحوا الطريق السريع حاملين الأعلام الوطنية، ومرددين شعارات مناهضة للعهدة الخامسة، وتسببت المسيرة في عرقلة حركة السير بالطريق، وحال الحاجز الأمني المشكل من قوات الدرك الوطني دون إتمام المسيرة التي كانت مقررة باتجاه العاصمة، وتم تفرقة المحتجين. كما التقى مئات المواطنين قبالة مقر ولاية البليدة، لينطلقوا في مسيرة جابت الشوارع الرئيسية. وفي غرب الولاية احتشد مئات من مناوئي "الخامسة" في العفرون. وفي موزاية المجاورة سار مئات المتظاهرين على خلفية المطلب ذاته. وتجدر الإشارة إلى أن مدينة بوقرة شرق الولاية، شهدت احتجاجات فريدة من نوعها مساء الخميس، حيث شارك فيها العشرات من تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي، الذين أعربوا بدورهم عن موقفهم المناهض للعهدة الخامسة. أما في المدية، فلوحظ تزايد عدد المشاركين في المسيرات، مقارنة بمسيرات 22 فيفري. وكان المشاركون من مختلف الفئات العمرية. وأهم مسيرة، هي تلك التي شهدتها عاصمة الولاية، حين تجمهر الآلاف أمام ساحة حمو، قبل بدء مسيرتهم السلمية. وبالمسيلة، نظم الآلاف من المواطنين وقفة احتجاجية سلمية بعد صلاة الجمعة مباشرة بالقرب من مسجد النصر، رفضا لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، كما هتف هؤلاء مطولا بشعارات تطالب بالتغيير ورحيل الكثير من الوجوه في أعلى هرم السلطة. وسرعان ما تحولت الوقفة إلى مسيرة حاشدة، إلى غاية مقر الولاية على بعد حوالي 1 كلم، ومن ثم العودة إلى ساحة النصر، بمشاركة مختلف فئات المجتمع، الذين طالبوا الرئيس بالعدول عن قرار الترشح. كما كان الاحتجاج، مناسبة لطرح انشغالات معيشية أخرى لاسيما الشغل والسكن. وكان المتظاهرون قد ساروا إلى غاية مقر الولاية، التي كانت مطوقة بعناصر الشرطة، وحرص منظمو المسيرة، على منع المشاركين من بلوغ الطوق الأمني تفاديا للاحتكاكات بين الجانبين. ولوحظ أن المسيرة جرت في هدوء تام، ودون مواكبة أمنية بالزي الرسمي، بفضل التأطير المحكم سيول بشرية بشوارع عين الدفلى رفضا ل"الخامسة" توقيفات وسط المحتجين بتيبازة شهدت الجمعة اغلب مدن ولاية تيبازة تجمعات ومسيرات شعبية حاشدة مناهضة لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة. وعقب صلاة الجمعة، خرجت مسيرات شعبية سلمية على مستوى عديد المدن بالولايات، ولم تختلف صورة المسيرات التي شهدتها مدن فوكة، القليعة، بواسماعيل، حجوط، بورقيقة، مراد، سيدي اعمر، شرشال ، سيدي غيلاس، عاصمة الولاية، حيث رفع المتظاهرون الذين تجمعوا في الساحة وجابوا شوارع المدن شعارات مناهضة للعهدة الخامسة، وتميزت بالهدوء والطابع السلمي باستثناء عاصمة الولاية التي عرفت توقيف بعض المتظاهرين. كما انطلقت بعد صلاة الجمعة مسيرة سلمية من وسط مدينة الجلفة باتجاه مقر الولاية والتي يقودها مئات من المواطنين، حيث تجمع المواطنون، وكان لافتا وجود العنصر النسوي بينهم، في العديد من الأماكن، ونظموا مسيرات جابت الأحياء ليجتمعوا أمام مقر الولاية، داعين الرئيس إلى عدم الترشح. وعلى غرار ولايات الوطن، خرج آلاف المواطنين بعدة مدن في ولاية عين الدفلى، منددين بالعهدة الخامسة. وشهدت مدينة مليانة التاريخية تدفق أمواج من أبناء المدينة في الشوارع الرئيسية للتعبير عن رأيهم في ضرورة التغيير، مثلهم مثل سكان مدينة خميس مليانة المجاورة التي انتفض أبناؤها للمشاركة الفعالة في التعبير عن موقفهم المساند لمطلب التغيير، ونفس مظاهر الرفض للوضع القائم، عاشتها أيضا مدينة العامرة، حيث التزم جميع المتظاهرين بضرورة الحفاظ على سلميتها دون عنف ودون تخريب لأية ممتلكات عمومية كانت أو خاصة، بينما شهدت عاصمة الولاية مسيرة حاشدة مماثلة جابت شوارع رئيسية شاركت فيها كل الفئات الاجتماعية. الحراك يوحد مواطني البويرة ودروس في التحضر من بجاية لا مكان ل"الماك" في "جمعة الورود" بتيزي وزو خرج ظهيرة الجمعة، الآلاف من سكان ولاية تيزي وزو، في مسيرة غابت فيها الجهوية والحسابات السياسية الضيقة، جابت الشوارع الرئيسية للمدينة وصولا إلى مقري المتحف البلدي والولاية، مطالبين برحيل النظام والعدول عن العهدة الخامسة. المحتجون الذين أصروا على إبقاء المسيرات المناهضة للعهدة الخامسة، سلمية شعبية محكمة التسيير دون الانتساب لأي حركة أو حزب سياسي في المنطقة، وغابت شعارات التشكيلات المنادية باستقلال المنطقة، وحضرت الأعلام الوطنية والأمازيغية جنبا لجنب في جمعة "الورود" كما فضل هؤلاء تسميتها، ردا على أويحيى الذي أراد تخويف الشعب بالاستدلال بمسيرات سوريا الآيلة للدماء بعدما انطلقت بالورود. في حين حاولت الأحزاب السياسية بالمنطقة، تسجيل حضورها بالحراك، الذي وصف بغير المسبوق في تيزي وزو، ومن بينها "الأرسيدي"، "الأفافاس" و"حمس". كما خرج الجمعة، آلاف المواطنين إلى شوارع بجاية في مسيرة سلمية منددة بالعهدة الخامسة، انطلقت من دار الثقافة "الطاوس عمروش" وصولا إلى محيط مقر الولاية، حيث طالب المشاركون في هذه المسيرة الحاشدة، طلبة وصحفيين وعمال وأساتذة ومواطنين، نساء ورجالا، شيوخ وأطفال.. بالتغيير السلمي، حيث رفع المحتجون العشرات من اللافتات المنددة بالعهدة الخامسة. وقد عرفت المسيرة تنظيما محكما وحسا حضاريا عاليا لدى المشاركين، جابوا من خلالها شوارع مدينة بجاية بطريقة حضارية ومنظمة. ولم تنتظر مسيرات الحراك الشعبي بولاية البويرة صلاة الجمعة كموعد لانطلاقها، حيث خرج المئات من المشاركين منذ الصباح الباكر في 4 مسيرات في كل من أحنيف، أهل القصر، الرافور ومشدالة قاصدين مقر دائرة الأخيرة ومرددين هتافات تنادي كلها برفض ترشح رئيس الجمهورية. وهو ما تواصل أمام مقر الدائرة قبل أن ينطلق المشاركون مجددا باتجاه عاصمة الولاية أين التقوا مع نهاية صلاة الجمعة بجموع المتظاهرين هناك ليصل العدد، حسب بعض التقديرات، إلى ما يفوق 150 ألف مشارك باختلاف أعمارهم وانتماءاتهم جاؤوا من مختلف المناطق، حيث ساروا عبر عدة شوارع بعاصمة البويرة فضلا عن مسيرات أخرى في الأخضرية عين بسام وسور الغزلان. لتكون نقطة الوصول الساحة المحاذية لمقر الولاية والتجمع هناك لفترة قبل الانصراف بسلاسة دون تسجيل أي تجاوزات أو مناوشات خاصة مع غياب المصالح الأمنية بالزي الرسمي ماعدا بعض العناصر المدنية التي بقت تراقب الوضع من بعيد. نائب "مير" البويرة يتبرأ من قيادة "الأفلان" أعلن مساء الجمعة، نائب رئيس بلدية البويرة المنتخب عن الأفلان أحسن قطاف تبرؤه من قيادة الحزب وانضمامه إلى الحراك الشعبي، حيث شارك في المسيرة التي جابت أحياء البويرة، وأعلن موقفه صراحة في صفحته الرسمية قائلا "أنا أحسن قطاف، متصدر قائمة حزب جبهة التحرير الوطني في المحليات الأخيرة ونائب رئيس المجلس الشعبي البلدي بالبويرة. من "منطلق إيماني بأن فلسفة جبهة التحرير الوطني تنص على أنه لا زعامة إلا للشعب.. وهو المبدأ الذي تخلى عنه من يقودون الحزب اليوم .. وأمام الحراك الشعبي العظيم أعلن أن من يقودون الحزب لا يمثلونني وأني لا أنتمي إليهم، وأنني كنت منذ البداية مع الحراك الشعبي وأنني أقف مع الشعب ضد العهدة الخامسة". مدن الجنوب لم تتخلف عن الحراك السلمي وقفات على وقع "الإلياذة" بغرداية و"قسما" تدوي في إليزي خرج سكان ولاية غرداية في وقفات سلمية حضارية قبل وبعد صلاة الجمعة، بمختلف الساحات والأماكن العمومية على مستوى البلديات على غرار سوق قصر غرداية، أين صدح صوت شاعر الثورة التحريرية مفدي زكرياء بإلياذته، كما تجمع متظاهرون في ساحة الشيخ حمو والحاج، وساحة أول ماي، كما نظم شباب سيدي اعباز ببلدية بنورة مسيرة إلى وسط المدينة، إلى جانب الوقفة الشعبية التي نظمها سكان بلدية القرارة في ساحة السوق السفلي، حاملين الرايات الوطنية، تعبيرا عن رفضهم لترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، ومطالبته بالعدول عنها، وقد حملوا شعارات توحي بوعي المواطنين وقد حرص المحتجون على عدم السقوط في أي انزلاق أمني، محافظين على سلمية الاحتجاجات، خاصة بعد أن استعادت المنطقة عافيتها واستقرارها. كما خرج المئات من المواطنين بمدينة ايليزي، في مسيرات سلمية بعد صلاة الجمعة، تطالب بعدم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، المتظاهرون من كافة الأعمار انطلقوا في المسيرة من حي الوسط جابوا خلالها مختلف الأحياء والشوارع، رافعين العشرات من الرايات الوطنية، ولافتات ترفض الترشح للعهدة الخامسة وأخرى تؤكد الأخوة بين الشعب ومؤسسة الجيش، وطافت المسيرة وصولا إلى ساحة تمثال المقاوم "آمود" أين قاموا بترديد النشيد الوطني وهتفوا بعدة شعارات وهتافات مناهضة للعهدة الخامسة. المسيرة التي جرت في ظروف ممتازة ومنظمة تنظيما محكما، ولم تعرف أي انزلاقات تذكر، وهذا ما يفسره عدم تواجد أي شرطي بالزي الرسمي منذ بداية المسيرة إلى غاية نهايتها. حرائر "توات" يتوشحن العلم الوطني وخرجت عقب صلاة الجمعة مظاهرات سلمية بكل من عاصمة الأهقار تمنراست وحاضرة التديكلت عين صالح، شارك فيها العشرات من المواطنين، ومن كل الأعمار رافعين شعارات ضد ترشح الرئيس للعهدة الخامسة. وانطلقت مسيرة تمنراست من أمام مقر الولاية مرور بالشوارع الرئيسية، أما الثانية فكانت انطلاقتها من أمام ساحة الصمود أمام مقر الولاية المنتدبة لعين صالح، وجابت الشارع الرئيسي للمدينة. ولم تتخلف ورقلة عن الموعد؛ إذ خرج الجمعة المئات من المواطنين، عقب الصلاة للمشاركة فيما عرف بوقفة الحرية الرافضة للعهدة الخامسة. وتدفق المئات من مختلف الفئات العمرية بينهم شيوخ وعجزة وشباب، في شكل مسيرات سلمية فرعية من مختلف العروش المخادمة، سعيد عتبة، بني ثور، الرويسات، عين البيضاء، القصر، المنديل وغيرها صوب مفترق الطرق المؤدي إلى ساحة حجرة وردة الرمال. بينما ظلت الأجهزة الأمنية ورجال مكافحة الشغب تحاصر مفاصل المكان من كل الجوانب خوفا من انزلاق الوضع. وعلى غرار باقي سكان ولايات الوطن، خرج سكان ولاية بشار، مباشرة بعد صلاة الجمعة في مسيرة سلمية حضارية، فبعد تجمعهم بساحة الجمهورية انطلقوا في مسيرة سلمية جاب من خلالها الآلاف من المواطنين شوارع وسط المدينة رافعين شعارات منددة بالعهدة الخامسة. وانطلقت المظاهرات السلمية والمسيرات الحاشدة عقب صلاة الجمعة، بعاصمة ولاية الوادي، التي احتضنت توافد المواطنين من البلديات والقرى التابعة لمنطقة سوف، بأعداد فاقت مسيرة ال22 فيفري الماضي، ونفس المشهد عرفته مدن وقرى وادي ريغ والمقاطعة الإدارية المغير، للتعبير عن رفض ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة. وخرج العشرات من سكان مدينة المغير لأول مرة في مسيرات سلمية جابت الطرقات والشوارع، للتعبير عن رفضها للعهدة الخامسة، كما التحق سكان القرى المجاورة لمدينة المغير بالحراك السلمي، وفي ذات الأثناء خرج العشرات من المواطنين في مدينة جامعة وقرية الشوشة التابعة لبلدية سيدي عمران، ورافعين نفس المطالب الوطنية. وفي أدرار خرج الآلاف من المواطنين بعاصمة توات، بعد صلاة الجمعة مباشرة، في مظاهرات سلمية ضد ولاية خامسة لرئيس الجمهورية. وانطلقت المسيرة من مكتبة المطالعة العمومية، ولم تشهد انحرافات، كما كان لافتا مشاركة النساء في المسيرة، رافعات الرايات الوطنية. والتقت السيول البشرية في ساحة الشهداء، أين نصبت منصة تعاقب عليها خطباء، دعوا عبر مكبرات الصوت رئيس الجمهورية إلى عدم التقدم للانتخابات. كما شهدت مدينة تيميمون هي الأخرى، مسيرة مماثلة على خلفية المطلب ذاته. أما في بسكرة فقد خرجت مسيرات في مناطق عدة من بينها عاصمة الولاية، ومدينة أولاد جلال. ففي حارة الوادي على سبيل المثال، انطلقت أولى المسيرات عقب صلاة الجمعة لتتبعها مسيرات حاشدة في أغلب وأكبر الشوارع. ولوحظ أن مسيرات الجمعة، استقطبت عددا أكبر من المشاركين قياسا بمسيرات الجمعة الفارطة. عائلات تنزل إلى شوارع قسنطينة رفضا للخامسة توزيع ألف راية وطنية على المتظاهرين بأم البواقي بادرت الجمعة، مجموعة من الشباب بتوزيع أزيد من ألف راية وطنية عبر ولاية أم البواقي، أغلبها وزّعت بمدينة عين مليلة، وذلك لأجل حملها خلال المسيرات السلمية. وردد المشاركون فيها شعارات مأثورة عن الشهيد العربي بن مهيدي ابن المنطقة، الذي تحل ذكرى استشهاده يوم غد الأحد. وخرجت بعد صلاة الجمعة، في مدينة الطارف مسيرة سلمية حاشدة رافضة للعهدة الخامسة ومطالبة بالتغيير الشامل. المتظاهرون خرجوا من مسجدي الفرقان والفتح، وصولا إلى ساحة الاستقلال قبالة مقر الولاية، وهناك ردد المشاركون النشيد الوطني. وقد عرفت المسيرة تنظيما محكما شأنها شأن مسيرتين أخريين نظمتا بالبسباس والذرعان. وللأسبوع الثاني على التوالي تواجد الآلاف في قسنطينة في أهم الشوارع للتعبير عن رفضهم لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، والجديد هو التواجد القوي للعائلات من أطفال ونساء، وهو ما أعطى المسيرة سلمية تامة خاصة بتوفر ماء الشرب الذي وفّره بعض المتظاهرين. وما لفت الانتباه هو أن المشاركين في المسيرة كانوا ينقلون أحداثها على المباشر على صفحاتهم في الفايسبوك. وبولاية ميلة خرج آلاف المواطنين في مسيرات حاشدة تندد بالعهدة الخامسة، أين تجمع الآلاف بساحة عين الصياح بوسط عاصمة الولاية ميلة عقب صلاة الجمعة وجابوا مختلف الشوارع إلى أن وصلوا إلى مقر الولاية. كما خرجت مسيرات في التلاغمة، زغاية وادي العثمانية، القرارم قوقة، فرجيوة، شلغوم العيد وغيرها من البلديات. كما انطلقت ظهر الجمعة، مسيرات حاشدة عبر بلديات الولاية الواحدة والعشرين، بتراب ولاية خنشلة، خرج خلالها ما يزيد عن 15 ألف متظاهر، جلهم توافدوا لمقر عاصمة الولاية، بالقرب من ساحة عباس لغرور بوسط المدينة، ليجوبوا أغلب الشوارع رافضين العهدة الخامسة، في الوقت الذي حاصرت، قوات مكافحة الشغب، كل المباني الرسمية، والساحات العمومية، تجنبا لأي انزلاق، فيما أغلقت المحلات أبوابها وخلت الشوارع من كل المتسوقين. وخرج، ظهر الجمعة آلاف من سكان ولاية قالمة، في مسيرة سلمية باتجاه الشارع الرئيسي سويداني بوجمعة بقلب مدينة قالمة، رافعين الراية الوطنية، ومرددين الشعارات الرافضة للعهدة الخامسة. المسيرة التي جابت عديد الشوارع، وتنقل خلالها المتظاهرون نحو النصب التذكاري المخلد للرئيس الراحل هواري بومدين، قبل التنقل إلى أمام مقر الولاية. وعلى الرغم من آلاف المتظاهرين ضد العهدة الخامسة، إلاّ أنه لم تسجل أي حادثة أو انزلاق. وفي أجواء مماثلة خرج الآلاف من السكيكديين، فرادى وعائلات، للمشاركة في مسيرة حاشدة. وفي تبسة ودوائرها الكبرى، خاصة الشريعة، الونزة، وبئر العاتر، خرج المواطنون في مسيرات سلمية، بحضور كبير لمختلف شرائح المجتمع، وفي عاصمة الولاية لوحظ تأطير المسيرة من عشرات الأشخاص، الذين ارتدوا سترات خضراء ومنعوا الأطفال من الانحراف عن خط السير، كما حاول بغض المندسين في المسيرة منع بعض القنوات من أداء مهامها. إغماءات بسبب التدافع في باتنة شهدت عقب صلاة الجمعة، مختلف شوارع عاصمة القاعدة الشرقية بولاية سوق أهراس، وعلى غرار باقي مناطق الوطن مسيرات حاشدة شارك فيها مختلف شرائح المجتمع، يعبرون فيها عن رفضهم لعهدة خامسة، مطالبين الرئيس بوتفليقة بالعدول عن قرار ترشحه، أين رفع المتظاهرون شعارات تعبر عن رفضهم ولاية خامسة، ومن الشعارات التي رفعها المتظاهرون: "لا للعهدة الخامسة"، "الجيش.. الشعب.. خاوة خاوة". كما لوحظ انتشار قوي للقوات الأمنية، منذ الساعات الأولى للصباح، لمراقبة الأوضاع والتحكم في الوضع الأمني، في حال حدوث أي انزلاق خلال هذه المسيرات التي جابت مختلف الشوارع الرئيسية للولاية، والشيء الذي ميز المشهد هو الراية الوطنية التي رفرفت عاليا خلال المسيرة الشعبية، بالإضافة إلى حرص المتظاهرين على أن تكون هذه المظاهرات سلمية، معبرين عن رفضهم لأي أعمال تخريبية. كما احتضنت أمس، شوارع ولاية جيجل مسيرة ضخمة جابت كبرى الشوارع بمدينة جيجل، إذ انطلقت المسيرة في حدود الواحدة والنصف عبر أكبر شارع بجيجل، لتصل جموع المتظاهرين أولا أمام مقر الولاية أين تم رفع العلم الوطني وترديد النشيد الوطني، ليكمل المواطنون السير على الأقدام مرورا بحي الوزيز إلى غاية مقر بلدية جيجل، لتلحق بهم جموع أخرى من مختلف الشوارع الرئيسية بمدينة جيجل، حيث التحق مواطنون من مختلف مناطق الولاية على بالمسيرة، ورفع المتظاهرون شعارات تدعو الرئيس لعدم الترشح لعهدة أخرى، وشعارات أخرى على غرار سلمية وحضارية، إضافة إلى رفع العلم الوطني من قبل من شاركوا في هذه المسيرة وهم من مختلف الفئات العمرية. وخرج الجمعة، بعد صلاة الجمعة، عشرات الآلاف من المواطنين بولاية باتنة في مظاهرة شعبية سلمية مناهضة للعهدة الخامسة، وجابوا عدة نقاط، وصولا إلى حي بوزوران الذي يقع فيه منزل الرئيس السابق اليمين زروال. وفي الوقت الذي سجلنا حدوث بعض حالات الإغماء وسط المتظاهرين بسبب التدافع الكبير، إلا أن السير العام للمظاهرة السلمية كان بصفة هادئة، خاصة في ظل التنظيم المحكم والمرونة التي اتصف بها أعوان الشرطة، علما أن البعض حرصوا على تكريس تقاليد النظافة في الأحياء والممرات والشوارع الرئيسية، من خلال حمل أكياس وآليات كتب فيها "لأنك أصيل.. كن متحضرا.. قمامتك ارمها هنا". متظاهرون يلتزمون الهدوء احتراما لنزلاء المستشفى تسونامي بشري بوهران: سلمية، حضارية.. لا للخامسة! خرج الوهرانيون بالآلاف، من كل حدب وصوب، ومباشرة بعد صلاة الجمعة، أمس، شيبا وشبابا نساء ورجالا وأطفالا عن بكرة آبائهم، رافعين الرايات الوطنية، وصادحين بالمطالب الشعبية، في مسيرة سدت كل المنافذ في شوارع وهران من نقطة انطلاقها من ساحة السلاح وعلى طول شارع الأمير عبد القادر إلى العربي بن مهيدي، قبل أن يحطوا أمام مقر الولاية في تجمهر حول فيه متظاهرون جدران الشارع المطل على مبنى الولاية إلى ما يشبه مدرجات الملاعب، فيما راح آخرون يعبرون عن مطالبهم ب"البندير" والتصفيق والأغاني الوطنية، وكذلك شلت الطرقات، وامتلأ جسر احمد زبانة عن آخره، والطريق المؤدي إلى واجهة البحر من سيدي امحمد إلى نقطة الانطلاق بساحة السلاح، مرورا بمستشفى طب العيون، أين خفتت هتافاتهم، في مشهد حضاري آخر. فيما وقفت قوات الأمن التي طولت كافة المقرات الحكومية والمنشآت الحساسة، بمختلف فصائلها، تشاهد وتتابع مجريات المسيرة عن كثب، حيث لم يكن لها ما تتدخل لأجله، في غياب أي حالة عنف أو شغب. وكانت، ظهر الجمعة، ساحة أول نوفمبر بوسط مدينة سيدي بلعباس، نقطة تجمع الحشود المتوافدة من مختلف أحياء المدينة، للانطلاق في مسيرة سلمية حاشدة مناهضة للعهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، و جاب المشاركون في المسيرة من نساء ورجال في مختلف الأعمار، حي العربي التبسي مرورا بحي المقطع ووصولا إلى مقر الولاية، قبل العودة إلى ساحة الفاتح نوفمبر. كما خرج الجمعة، آلاف المواطنين بغليزان، في مسيرة انطلقت مباشرة بعد صلاة الجمعة من أمام مسجد النور في تجاه مقر الولاية، مرورا بشارع خميستي وسط المدينة وقد رصدت الشروق شعارات مختلفة رفعت من قبل المتظاهرين بمختلف أعمارهم شباب وشيوخ وأطفال منها "لا لعهدة خامسة". وقد تجاوب العديد من قاطني الأحياء التي مرت بها المسيرة منها حي الانتصار و"الطلاين". أين سمعت زغاريد النسوة اللواتي تابعن المسيرة من شرفات بيوتهن، وعلقت عجوز على المشهد: "ذكرتمونا بعيد استقلال الجزائر سنة 1962". وبعد انتهاء المسيرة تفرق المتظاهرون في هدوء. وغصت شوارع كبرى بلديات ولاية تلمسان، عشية الجمعة بالمتظاهرين الذي خرجوا بأعداد غفيرة، تجاوزت أعدادهم عشرات الآلاف، فمن عاصمة الولاية، أين خرج الآلاف من المسجد الكبير، وسط المدينة، ليسيروا عبر شوارع المدينة الرئيسية حاملين الراية الوطنية، ومرددين شعارات رافضة للعهدة الخامسة، قبل أن تلتقي الجموع بآلاف آخرين قادمين من منصورة وشتوان ومختلف أحياء المدينة، ليتوجهوا نحو مقر ولاية تلمسان، بينما جاب المتظاهرون شوارع مدينة مغنية كبرى مدن المدينة الحدودية، وسط تأطير أمني وترديد الشباب المتظاهر لشعارات "خاوة خاوة"، في إشارة إلى الاتحاد بين الأمن والشعب، وعرفت البلديات الكبرى في ولاية تلمسان كمغنية وسبدو هي الأخرى حراكا شعبيا وخروج المواطنين بأعداد كبيرة، حاملين نفس الشعارات التي تندد بالعهدة الخامسة، وعزم رئيس الجمهورية على الترشح لولاية جديدة، وهو ما جعل المتظاهرين يطالبونه بالعدول عن هذا القرار. وتجدر الإشارة إلى أن المسيرات التي جابت مختلف شوارع الولاية، كانت السلمية طابعها المشترك، مع حمل المتظاهرين الأعلام الوطنية. فنانون ومثقفون يتصدّرون حراك مستغانم "الشلفاوة" يطلقون حمامات بيضاء خلال مسيرة حاشدة خرج، الجمعة، عقب صلاة الجمعة بالشلف، آلاف المتظاهرين في مسيرة سلمية محكمة التنظيم، يتوسطهم رجال الأمن جابوا خلالها الشوارع الرئيسية لعاصمة الولاية وحاملين لشعارات منافية للعهدة الخامسة وداعية إلى تحويل الأفلان إلى الأرشيف، ومرددين هتافات "الشعب والجيش خاوة خاوة" الشعب يريد إسقاط النظام"، وحتى بعد صلاة العصر، تزايدت حشود المعارضين من مختلف الأطياف يتدفقون ويلتحقون بركب المسيرة، حيث تجمعوا أمام مقر المجلس الشعبي الولائي ثم أطلقوا أمام مقر الولاية سربا من "حمامات السلام". كما خرج مئات الشباب ظهر أمس، بولاية البيض في مسيرتين سلميتين بكل من بلدية البيض عاصمة الولاية ودائرة الأبيض سيد الشيخ ثاني أكبر بلدية بالولاية، في انسجام وتنظيم تلقائي منقطع النظير، حيث شكل الشباب من سن 20 إلى 30 سنة، النسبة الأكبر في صفوف المشاركين، هتفوا بصوت واحد رفضهم للعهدة الخامسة. في حين لم تشهد باقي البلديات سوى بعض الوقفات الرمزية كون أن عددا كبيرا من الشباب قد توافدوا قبيل صلاة الجمعة للمشاركة في مسيرة مقر الولاية، كما انطلقت مسيرة مماثلة انطلقت من شوارع بلدية بريزينة. ووقف، ظهيرة الجمعة، مئات المواطنين يتقدم أغلبيتهم الشباب، بعد صلاة الجمعة، بساحة الأمير عبد القادر بعاصمة ولاية سعيدة، رافضين العهدة الخامسة. كما ساروا عبر الطريق الرئيسي، وصولا إلى مقر الولاية، ليعودوا بعدها إلى ساحة الأمير عبد القادر، أين التحق مئات الشباب بالوقفة التي لم تلاحظ خلالها "الشروق" أي تجاوزات. وشارك، الجمعة، مباشرة بعد صلاة الجمعة بوسط مدينة مستغانم، آلاف المتظاهرين في المسيرة السلمية المناهضة، لترشح الرئيس بوتفليقة مجددا. وانطلقت المسيرة من أمام مقر البلدية وسط المدينة، حيث جاب المتظاهرون أهم الشوارع الرئيسية. وعرفت المسيرة مشاركة وجوه من الوسط الفني والثقافي، وأستاذة الجامعة وأعضاء من المجتمع المدني والحركة الجمعوية، فضلا عن وجود العنصر النسوي وقطاع واسع من الشباب. وخرج سكان عاصمة ولاية النعامة ومشرية وعين الصفراء، في مسيرات ضد العهدة الخامسة. وتضمنت المسيرات شعارات تدعو لسلمية الحراك الشعبي، مع المحافظة على النظام العام واحترام رجال الأمن وأخذ الحيطة من المندسين. ولوحظ وجود العنصر النسوي في المسيرات التي خلت من الحوادث. كما انطلقت زوال الجمعة، مسيرة حاشدة من ساحة الأمير عبد القادر بقلب مدينة معسكر، داعية الرئيس بوتفليقة للعدول عن الترشح لعهدة خامسة، وقد حمل المتظاهرون شعارات تؤكد سلمية مبادرتهم العفوية التي لم تكن تحت أي غطاء أو لون سياسي أو جمعوي. المظاهرات كانت تحت تأطير أمني كبير، حيث رافقت مجموعة كبيرة من عناصر الشرطة المتظاهرين في جميع حركاتهم وكثيرة هي الحالات التي كان فيها رجال الشرطة يسيرون المسيرة من نقطة لأخرى تجنبا لسلكها مسلك بعض المقرات العمومية.. وفي وقت كانت فيه المظاهرات قد بلغت المنطقة التاسعة انطلقت مجموعة أخرى من ساحة الأمير عبد القادر، وهم جماعات كبيرة وصلت متأخرة عن المجموعة الأولى وسط انسجام كبير بين المتظاهرين وأعوان الشرطة.