الأحد الثالث مارس 2019.. يوم غير عادي.. فكل الأنظار تتجه صوب مبنى المجلس الدستوري ببن عكنون بالعاصمة.. إنه آخر يوم لإيداع طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في 18 أفريل الداخل.. حركة لافتة بمحاذاة مقر المجلس الدستوري.. كل الطرق المؤدية إليه مغلقة.. طائرات الهيلكوبتر تحوم في السماء وتراقب الوضع بدقة.. .. تعزيزات أمنية مع منع السيارات والراجلين من المرور عبر الشارع المؤدي إلى جامعة بن عكنون عند المحور المؤدي إلى جامعة بن عكنون عند المحور الدوراني، حيث تتواجد شاحنات وسيارات الشرطة على طول الطريق… انتشار كثيف لقوات مكافحة الشغب بمحيط كلية الطب وكذا بالقرب من المجلس الإسلامي الأعلى وإدارة السجون وسط حضور كبير للصحافيين ووسائل الإعلام الجزائرية والأجنبية.. الكل يترقب بشكل أكبر وصول الرئيس المترشح أو ممثل عنه. لغديري.. أول من يصل في حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا تعالت أصوات رافضة للعهدة الخامسة.. فإذ هي لطلبة كلية الحقوق غير البعيدة عن المجلس الدستوري إلا بخطوات.. وفي هذا الوقت وبالضبط في تمام الساعة العاشرة و42 دقيقة تصل سيارة فخمة سوداء اللون على متنها المترشح اللواء علي غديري ورئيس حملته المحامي مقران أيت العربي ومرافقوه.. ليدخل الباب الرئيسي للمجلس الدستوري، ليمكث هناك نحو 30 دقيقة ليلتقي برئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز حسب ما أكده المترشح نفسه لاحقا. .. قبل أن يلتحق بالقاعة المخصصة لوسائل الإعلام، أين أدلى بتصريحاته قائلا "خرجت من مكتب الرئيس بعدما قمت بكل الإجراءات اللازمة طبقا لما يتضمنه الدستور والقانون الجاري المتعلق بالانتخابات.. وهذه المرحلة الأخيرة كانت نوعا ما شاقة لأننا وجدنا صعوبات كبيرة في إمضاء الاستمارات، رغم هذا أصرح أمام الجميع أننا تحصلنا على ضعف ما يتطلبه القانون عدديا، حيث تمكنا من الوصول إلى 35 ولاية وتجاوز فيها النصاب القانوني 1500 توقيع في كل ولاية، بل وصلنا إلى جمع 3 آلاف توقيع. وحيى لغديري الشعب الجزائري "من هذا المقام أقول للجزائريين إنكم شعب عظيم ومتحضر وسلمي.. وإنني رجل غير متحزب وليس ورائي أي جهاز.. بل خرجت إيمانا بأن الشعب هو السيد"، وأضاف "هذا اليوم بداية فجر لعهد جديد وأعطيت أيها الشعب الجزائري الدرس لمن راهنوا على وفاتك سياسيا فابق حيا وحافظ على بيان أول نوفمبر". مترشحون أخلفوا الميعاد.. بعد رحيل لغديري مباشرة قدم المجلس الدستوري قائمة المواعيد للمترشحين الذين سيقدمون ملفاتهم في آخر يوم، حيث ضمت القائمة 11 مترشحا بينهم عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، رغم أن هذا الأخير أعلن انسحابه، واللواء غديري، رشيد خوذير، عمار محسن كمترشحين أحرار، وكذا عمر بوعشة رئيس حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة، وغيرهم إلا أن اسم المترشح عبد العزيز بوتفليقة غاب عن قائمة المواعيد لتقديم ملف الترشح لدى المجلس الدستوري، ونفس الشيء لعلي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات وكذا غاني مهدي، فيما تداولت الأنباء باكرا تقديم مدير الحملة الانتخابية للمترشح بوتفليقة ملف الترشح لدى المجلس الدستوري. وفي الوقت الذي أكد فيه 11 مترشحا حضورهم في الأوقات المحددة التي تم ضبطها إلى مبنى المجلس الدستوري، إلا أن القليل منهم حضر في موعده، فيما أكد المكلف بالإعلام لدى المجلس الدستوري إبراهيم روماري ل"الشروق"، أن المترشح رشيد نكاز أرسل استمارته دون أن يؤكد الموعد مع عدم وجود رقم الاتصال به. مهدي خارج السباق.. وبوعشة يراهن في حدود الساعة 14 و18 دقيقة وردت معلومات عن رصد تواجد رشيد نكاز بساحة البريد المركزي، حيث كان على متن "داسيا دستر" رمادية اللون متجهة نحو الطريق المؤدي إلى بن عكنون، حيث سبق أن أعلن على صفحته في الفايسبوك أنه سيقوم بإيداع ملف ترشحه في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال. عقارب الساعة كانت تشير إلى الثالثة و11 دقيقة بعد الزوال.. عندما دخل المترشح غاني مهدي إلى مقر المجلس الدستوري، إلا أن هذا الأخير خرج منه في لمح بصر، ليتبين بعد ذلك أن رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز رفض استقباله.. ويدلي بعدما خرج من المبنى بتصريحاته قائلا "ملفي غير كامل وعلى هذا الأساس أتيت حتى أبلغ رئيس المجلس أن التجاوزات البيروقراطية التي تعرضت إليها كانت رهيبة"، وأكد أن الإدارة رفضت منحه بطاقة الانتخاب وشهادة الجنسية بحجة أن والده غير مسجل في دفاتر الحالة المدنية على حد قوله. في هذه الأثناء يدخل المترشح عمر بوعشة، رئيس حزب جمعية الشباب الديمقراطي للمواطنة إلى مقر المجلس الدستوري ومباشرة بعد إيداع ملف ترشحه فضل أن يدلي بتصريحاته لوسائل الإعلام، أين شدد على ضرورة منح المشعل للشباب قبل أن ينفجر بالبكاء أمام مرأى الجميع، ويقول "فكروا جيدا يا صناع القرار فلسنا مؤهلين لكي نعيش سنوات الدمار والخراب.. نحن نريد فقط التداول على السلطة". 8 شاحنات معبأة باستمارات المترشح بوتفليقة في الوقت الذي كنا ننتظر خروج رشيد نكاز الذي مكث لأكثر من 3 ساعات داخل المجلس الدستوري.. والكل يتساءل ماذا حدث، فإذا بثماني شاحنات رمادية اللون تدخل ساحة المبنى لتفرض عليها حراسة أمنية مشددة، ويتبين بعد ذلك أنها تحمل استمارات المترشح عبد العزيز بوتفليقة، فيما تداولت أخبار عن تقديم مدير الحملة الانتخابية عبد الغني زعلان وزير النقل والأشغال العمومية ل5 ملايين استمارة موقعة. "اختفاء" رشيد نكاز وظهور "بديله"! صدمة واستغراب وذهول، لدى الصحافيين الذين كانوا ينتظرون خروج المترشح رشيد نكاز الذي دخل إلى مقر المجلس الدستوري لكنه لم يخرج(..)… ليخرج شخص آخر بعد 3 ساعات كاملة، ويدلي بتصريحاته ويقول للصحافيين إنه هو من ترشح للانتخابات الرئاسية وإن هناك اثنين من رشيد نكاز الأول ميكانيكي والثاني رشيد نكاز الناشط السياسي الذي تعرفونه. وقال رشيد نكاز "الميكانيكي" إنه هو من ترشح للرئسيات، فيما لم يستوف رشيد نكاز السياسي وهو ابن عمه على حد قوله، جميع الشروط اللازمة لترشحه لرئاسيات 18 أفريل الداخل.