رفضت كل من السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عرضاً من جانب الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بنقل ملف المصالحة بين أكبر فصيلين فلسطينيين إلى الجمهورية الإسلامية، بدلاً من القاهرة، في خطوة اعتبرها البعض تعكس التراجع في العلاقات بين نظام طهران وحركة حماس. ورغم أن رفض رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لعرض الرئيس الإيراني، خلال لقاء جمعهما على هامش قمة حركة عدم الانحياز، التي استضافتها طهران أواخر الأسبوع الماضي، يعزوه بعض المراقبون إلى التقارب بين إيران وحماس، فإن رفض الحركة الإسلامية، التي تسيطر على قطاع غزة، ربما جاء "مفاجئاً" للمسؤولين في طهران. ورد القيادي في حماس، صلاح البردويل، على العرض الإيراني بقوله إن "مصر قطعت شوطاً طويلاً في ملف المصالحة الفلسطينية، ولا يعقل أن يتم نقله إلى إيران، أو أي دولة أخرى"، مشدداً على أن "مصر تمثل العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية"، وفق ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط. وفيما لفت البردويل إلى أنه "حتى في ظل النظام السابق (نظام مبارك)، كانت مصر ترعى ملف المصالحة، فلا ينبغي بعد ثورة 25 يناير أن يتحول هذا الملف إلى أي دولة أخرى"، مؤكداً في الوقت نفسه أن الحركة "لا تطعن في وساطة طهران، وغيرها من الدول لإنجاز ملف المصالحة، والشكر لكل من يسعى لمساهمة إيجابية، به لكن مصر بذلت جهداً كبيراً فيه." من جانبه، أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، بحسب ما نقل موقع التلفزيون المصري، أن الرئيس الإيراني عرض على رئيس السلطة الفلسطينية نقل ملف المصالحة إلى طهران، بقوله: "نريد منكم إتمام المصالحة، لذلك نعرض استضافتكم في طهران، لاستكمال ملف المصالحة"، إلا أن عباس رد بأن "القاهرة هي التي ترعى المصالحة، مع الشكر لإيران." وفي نفس الصدد، نقلت وكالة "سما" الإخبارية، وكالة فلسطينية مستقلة، عن عريقات، أن عباس رد على نجاد بقوله إن "المصالحة الفلسطينية بوابتها القاهرة، وإذا أردتم المساهمة في هذا الملف، عليكم طرق باب القاهرة".