مصادفات غريبة سجلتها نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، أدخلت الجزائريين في جو من التنكيت والتندر، حول سر وصدفية تشابه الأرقام الإضافية في عدد المقاعد التي تحصلت عليها أحزاب بعينها في الانتخابات التشريعية الحالية، مقارنة بتلك التي تحصلت عليها في الانتخابات التشريعية لسنة 2002. والغريب في هذه المصادفات -المفارقات أن عدد الزيادات في المقاعد النيابية التي حصدها كل من الحزبين المنضويين تحت عباءة التحالف الرئاسي، التجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم، وحزبان آخران من خارج هذا التكتل الرئاسي هما حزب العمال والجبهة الوطنية الجزائرية، جاءت متساوية مثنى مثنى، كل حسب موقعه في السلطة والمعارضة. والأغرب في كل ذلك هو أن عدد الزيادات في المقاعد جاءت متساوية بين حزبين يعتبران من حاشية السلطة، هما الأرندي الذي سجل قفزة نوعية بتحقيقه 14 مقعد اإضافيا مقارنة بما تحصل عليه في العهدة البرلمانية المنتهية، وكذلك الأمر بالنسبة لحركة مجتمع السلم التي يبدو أنها لم ترض بأقل مما تحصل عليه غريمها وشريكها في التحالف الرئاسي. فبالعودة إلى نتائج تشريعيات 2002 نجد أن التجمع الوطني الديمقراطي انتقل من 47 مقعدا في تشريعيات 2002 إلى 51 مقعدا في الاستحقاق الانتخابي الأخير، مسجلا فارقا ب 14 مقعدا، وهو الفارق ذاته الذي حققته حركة مجتمع السلم التي انتقلت بدورها من 38 مقعدا في سنة 2002 إلى 52 مقعدا في 2007، ولكم أن تحسبوا الفارق. هذه المفارقة سجلت أيضا بالنسبة لحزبي العمال والجبهة الوطنية الجزائرية، التي يتزعمها موسى تواتي، حيث حقق الاثنان قفزة بخمسة مقاعد لكليهما مقارنة بالتشريعيات التي جرت في سنة 2002، فحزب لويزة حنون ارتفعت حصيلته من 21 في سنة 2002 إلى 26 مقعدا، وكذلك الشأن بالنسبة ل "الأفانا. التي قفزت بدورها من ثمانية مقاعد في سنة 2002 إلى 13 مقعدا في انتخابات الخميس الماضي. أما الملاحظة الثالثة، الأقل غرابة، فقد سجلها التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بتحصيله 19 مقعدا، بعد غيابه لعهدة كاملة عن مبنى زيغود يوسف. والغرابة هنا لا تكمن في تحقيق حزب سعيد سعدي لهذه الحصيلة، بالنظر إلى غياب غريمه ومنافسه القوي في منطقة القبائل، جبهة القوى الاشتراكية، ولكن في تساويها مع ما حققه في الانتخابات التشريعية لسنة 1997. محمد مسلم:[email protected]