عودة الدوريات الأوروبية القوية، إلى نشاطها بعد مرحلة التوقف تزامنا مع توقيت الفيفا، وانشغال اللاعبين مع منتخبات بلادهم، لم تكن موفقة في مجملها بالنسبة للاعبي الخضر، بين من قبع طوال فترات المباراة على مقاعد الاحتياط وبين من تم استبعاده نهائيا من التشكيلة وبين مصاب، ويكاد يكون إسحاق بلفوضيل الاستثناء الوحيد هذا الأسبوع، بعد أن بلغ الهدف العاشر له هذا الموسم وهو يسير لتحطيم أرقامه القياسية من التهديف بعد أن سجل مرة 11 هدفا في الدوري الإماراتي عندما تقمص ألوان بني ياس، وسجل مرة 11 هدفا عندما لعب في الدوري البلجيكي مع ستاندار دولياج، وهو الآن على بعد هدف لمعادلة رقمه، وكان من المفروض أن يحقق هذا الرقم في المباراة الأخيرة أمام بيارن ليفركوزن، لو لم يُحرم في الجولة الماضية من هدف حقيقي سجله هو من مجهود فردي ولكنه احتسب لزميله الذي لمس الكرة بظل حذائه فقط. إسحاق بلفوضيل الذي بدأ الدوري مع ثالث الدوري الألماني في الموسم قبل الماضي، كاحتياطي، ولكن بمجرد أن منحت له الفرصة صار لاعبا أساسيا، لا يمكن الاستغناء عنه، وصار يحتل المركز الثاني عشرة في هدافي الدوري الألماني، بالرغم من أنه ليس مهاجم صريح وهو في الغالب جناح أيسر مع ناديه. فباستثناء إسحاق بلفوضيل الذي يعتبر حاليا نقطة الضوء الجزائرية في الدوريات الكبرى في أوربا، لم ينعم البقية بمساحة لعب ومنهم الأساسيين والمعوّل عليهم للتألق ولم لا العودة باللقب القاري من بلاد الفراعنة، وعلى رأسهم رياض محرز، الذي تمّ إقحامه في مباراة لندن الأخيرة أمام فولهام في الدقيقتين الأخيرتين في مكان الإنجليزي ستيرلينغ من أجل تضييع الوقت فقط لأن الفريق كان متفوقا بهدفين مقابل صفر، وكان بصدد محاولة الحفاظ على تقدمه في النتيجة، وواضح بأن رياض محرز سيبقى على مقاعد الاحتياط وسيكون في قمة سعادته لو حصل بين مباراة وأخرى على بضع دقائق لعب مع فريق فاز بلقب ومازال يصارع من أجل ثلاثة ألقاب قوية لا يريد غواديولا التفريط فيها، وهو الذي ترك الألماني الموهوب ساني على مقاعد الاحتياط. المشكلة الثانية بالنسبة للمدرب جمال بلماضي، هي فقدان ياسين براهيمي لمكانته الأساسية مع ناديه بورتو حيث لعب بداية الأسبوع مباراته الخامسة على التوالي كاحتياطي، وهو ما جعل براهيمي ينزعج ويتذبذب أداءه في الفترة الأخيرة، بالرغم من تواضع الدوري البرتغالي الذي يضم أندية لا يختلف مستواها عن الأندية الجزائرية المتوسطة المستوى، ويزداد الخوف على النجمين ياسين براهيمي ورياض محرز، وهما من أحسن ما امتلك المنتخب الوطني في تاريخه، عندما نعلم بأن الثلاثاء القادم والأربعاء القادم سيكونان مخصصين لمباريات الربع النهائي من أقوى منافسة في العالم وهي رابطة أبطال أوربا، واللاعبان معنيان بالمشاركة فيها، حيث سيواجه رفقاء محرز فريق توتنهام في مباراة محلية وسبق للفريقين أن التقيا هذا الموسم وكانت الغلبة بهدف واحد من محرز لصالح مانشستر سيتي، كما سيواجه بورتو فريق ليفربول في مباراة متجددة حيث سبق وأن التقيا الموسم الماضي وكانت الغلبة بنتيجة ثقيلة جدا لصالح رفقاء محمد صلاح، وبقاء ياسين براهيمي على مقاعد الاحتياط، في آخر مباراة بالتأكيد له في هذه المنافسة الأوروبية القوية مع بورتو ستكون طعنة للاعب الموهوب ياسين براهيمي. وحتى آدم وناس الذي تمّ إقحامه في الدقيقة 58 في موقعة روما لا يمكنه الحلم بمكانة أساسية مع أنشيلوتي في المباريات الكبيرة كما حدث مساء الأحد أمام روما، حيث فاز رفقاء وناس برباعية كاملة ولكن من دون بصمة للنجم الموهوب آدم وناس الذي ظهر على غير العادة، وكأن المدرب قد طلب منه عدم الاحتفاظ بالكرة أبدا، هذا الثلاثي الناري الذي بإمكان الجزائريين التعويل عليه فقد مكانته الأساسية، وهو معرض لإكمال الموسم بمعنويات في الأرض، بسبب هشاشة معنويات ياسين براهيمي الذي فاق سنه التاسعة والعشرين، وهو حاليا لا يمتلك عروضا قوية من أندية معنية برابطة أبطال أوربا، وفي حالة الإقصاء أمام ليفربول وهو احتمال وارد جدا، فإن براهيمي سيُكمل موسمه وكأنه عامل في شركة عمومية جزائرية، ويخشى آدم وناس من أن يكون خارج المشاركة في أوربا ليغ التي ستجري مبارياتها يوم الخميس بعد القادم، في مواجهة كبيرة جدا أشبه بنهائي قبل الموعد أمام الفريق اللندني أرسنال، ولأن آدم وناس مازال غير معروف في إنجلترا فإنه يحلم بالمشاركة في هذه المباراة الكبيرة جدا، أما رياض محرز الذي لم يتم إشراكه في نهائي الكأس الاحترافية أمام تشيلسي فإنه لن يتحمل مزيدا من وضعه على الهامش وسيكون أحزن اللاعبين لو فاز فريقه مانشستر سيتي بلقب رابطة أبطال أوربا لأول مرة في تاريخه، وهو على مقاعد الاحتياط دون مشاركة. وضع عام قد يؤثر على معنويات لاعبين ثلاثة هم مفتاح التتويج بلقب إفريقيا إن كانوا في قمة عطائهم المعنوي الذي يوجد حاليا في الحضيض بسبب التهميش والبقاء بعيدا عن الأضواء مع ثلاثة أندية مشهورة وتقدم عروضا قوية. ب. ع