نقلت وكالة "رويترز"، الجمعة، عن مصادر مطلعة قولها إن تحقيقات تجري في شركة "آرامكو" النفطية في السعودية حول عملية اختراق تعرضت لها أنظمة التشغيل لحواسيب الشركة، ويشتبه في أن موظفين اثنين لهما علاقة بالشركة وذوي صلاحية في الدخول إلى الأنظمة ساعدا في عملية الاختراق. يذكر إن الاختراق الذي تعرضت له "آرامكو" في شهر أوت، الماضي عن طريق فيروس يطلق عليه "شامون" (Shamoon) يعد من أكبر الهجمات الفيروسية التي تعرضت لها شركة ما. ويرجح أن مصدر الفيروس هو ذاته الذي هاجم البرنامج النووي الإيراني في عام 2010، تحت مسمى "ستكسنت"، والذي أصاب أيضا أجهزة 6 منظمات إيرانية في حينها. وقد رجح خبراء أنظمة الأمان الإيرانية في حينها أن إسرائيل والولايات المتحدة متورطتان في هذا الهجوم. وقال مصدر مطلع ل "رويترز"، إن هناك شخصا أو اثنين من داخل الشركة لهما صلاحية الدخول إلى الأنظمة ساعدا على الاختراق، لكنه لم يتضح إلى الآن هل هما موظفان في الشركة أم يعملان في شركات متعاقدة مع" آرامكو". وكان الرئيس التنفيذي ل "آرامكو" خالد الفالح قال إن هذا الهجوم لم يؤثر على الإطلاق على العمليات الإنتاجية وإن عمليات الشركة الأساسية تجري بكل انتظام. وذكرت مصادر مطلعة في شركة "آرامكو" أن الشركة عمدت إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة حول بياناتها، التي تعرض جزء منها للتدمير، إذ جرى استبدال نحو 30 ألف جهاز كمبيوتر بأجهزة جديدة تحمل نظام التشغيل "WINDOWS 7" وضع عليها ملصق باللون الأصفر تدل على استبدال الجهاز بجهاز آخر. كما ألغت خاصية الإنترنت عن عدد من الموظفين، الذين لا يتطلب عملهم ذلك. ومنعت إرسال أو تلقي أي بريد إلكتروني من خارج الشركة، فيما تم الإبقاء على الشبكة الداخلية فقط لإنجاز الأعمال بين إدارات الشركة. وأكدت المصادر أن الشركة منعت أيضاً استخدام أي وصلات اتصال بأجهزة الموظفين كوصلات "USB" لضمان حماية معلوماتها من تجدد نشاط الفيروس الذي دمر كميات كبيرة من البيانات والمعلومات. وأشارت المصادر إلى أن التحقيقات مازالت جارية مع عدد من الموظفين، فيما لم توجه اتهامات رسمية إلى أي من الموظفين حتى الآن. واقتربت الشركة من تحديد نوع الفيروس الذي ضرب شبكاتها داخل السعودية وخارجها. كما تعرضت أنظمة تشغيل الكمبيوتر لشركة "راس غاز" القطرية إلى هجوم إلكتروني بداية سبتمبر، بعد أيام قليلة من تعرض "آرامكو" للهجوم. وجاءت الهجمات بعد أن حذر خبراء من احتمال استهداف قراصنة قطاع الطاقة والبترول في المنطقة عموما. من جانبها رفعت مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة لها، درجة الطوارئ لحماية أنظمتها وأجهزتها الإلكترونية، بعدما هاجم فيروسان شركتي "آرامكو" و"راس غاز" القطرية. وبعدما تسرّب خبر الهجوم الإلكتروني على شركات خليجية قامت شركات نفطية محلية بتجارب وهمية ناجحة لصد أي عملية اختراق، مع تحديث لبعض أنظمة الحماية. ويتألف الفيروس من مجلد بحجم 900 كيلوبايت، يحتوي على عدد من "المصادر المشفرة"، بحسب مصادر في شركة "كاسبرسكي" التي سارعت بدورها إلى تحليل الفيروس. وقالت شركة "سيمانتيك" إنها قامت بتحديث مضاد الفيروسات الخاص بها للحماية ضد الفيروس المكتشف. وقالت الشركة المذكورة إن "شامون" ثيشن هجومه على مرحلتين، أولاً، يصيب جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت، ومن ثم تحويله إلى وكيل للاتصال من خلاله بالمخدم المسؤول عن الإدارة والتحكم بالفيروس. بعد ذلك، يقوم بالانتشار إلى أجهزة كمبيوتر أخرى على شبكة الشركة المُراد مهاجمتها، ثم سرقة المعلومات، وتنفيذ أوامر حذف جميع البيانات المخزنة على الأجهزة. ووفقا للمصادر، فإن الجهة التي تقف وراء هذه الهجمة ما زالت مجهولة. وعلى غير العادة، لا يسرق هذان الفيروسان البيانات بل يمحيانها نهائيا و"بلا رجعة"، وينتقلان بين الأجهزة التي ترتبط بشبكات داخلية، بحسب الخبراء.