احتفل قراصنة الكمبيوتر ببداية العام الجديد على طريقتهم الخاصة، فاستهلوه بتوجيه ضربة قاضية لأكثر من خمسة آلاف جهاز كمبيوتر، وقعوا ضحية لفيروس جديد يستغل بعض العيوب التي يسهل مهاجمتها في نظام التشغيل "ويندوز" الذي تنتجه شركة "مايكروسوفت". أحصت شركة "آى ديفنس" لمعالجة الفيروسات إصابة أكثر من 5 آلاف جهاز كمبيوتر بهذا الجيل الجديد من الفيروسات الذي يُطلق عليه "ميبروت"، وما أن يدخل إلى جهاز الكمبيوتر حتى يصبح بإمكانه إنزال برامج أخرى مثل "المتسلل" الذي يتيح سرقة المعلومات الحيوية لصاحب الجهاز بما فيها أرقام الحسابات المصرفية الإلكترونية وكلمات السر والدخول إليها. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، "بى بى سي"، أن مجموعة روسية يعتقد أنها تقف خلف هذا الفيروس والذي يهاجم جهاز إعادة التشغيل الرئيسي للكمبيوتر ويحاول تسجيل بعض المعلومات الخاصة عليه مكان المعلومات الأصلية. وأشار أليا فلوريا الخبير في شركة "سيمانتيك" لمعالجة الفيروسات إلى أنه إذا كان بإمكان المستخدم السيطرة على جهاز إعادة التشغيل الرئيسي، فمن السهل بعد ذلك السيطرة على جهاز الكمبيوتر. وهو ما يعطي مؤشراً لامتداد سلسلة جديدة من هجمات القراصنة استكمالاً لما حدث عام 2007 الذي أطلق عليه "عام القرصنة الرقمية"، وهو ما أظهرته تقارير علمية حينما أكّدت أن هذا العام شهد أعلى نسبة لسرقة البيانات الشخصية والحسابات المالية وبطاقات الاعتماد في تاريخ الاتصالات الحديثة، وذلك بفضل النشاط المتزايد لقراصنة المعلوماتية، الذين رجّح التقرير أن يستمروا في نشاطهم، متخطين أنظمة الأمن الحديثة. وأشارت مؤسسة مركز "الهوية المسروقة"، وهي جمعية أمريكية متخصصة في متابعة ضحايا القرصنة إلى أنها سجلت خلال العام الجاري أكثر من 79 شكوى من حالات اختراق أو سرقة معلومات أو بيانات شخصية في الولاياتالمتحدة، وهي نسبة تفوق بقرابة أربع مرات ما تمّ تسجيله في العام 2006. وتأكيدًا على ذلك، قالت جمعية "أتريتون" التي تهتم أيضًا برصد حالات الاختراق الإلكتروني، أن العام 2007 شهد على المستوى الدولي 162 مليون شكوى من حالات اختراق أو سرقة معلومات أو بيانات شخصية، وذلك مقابل 49 مليون حالة للعام 2006. واعتبرت الجمعية أن هذه الأرقام مبررة، وذلك بفعل تقدم الأعمال السريع والذي يرتب على الشركات زيادة المعلومات التي تحتفظ بها مما يرفع من فرص الاختراق. وتظهر التقارير المقدمة ازديادًا في حالة فقدان الموظفين لمعلومات حساسة، خلال تعرض مواقع شركاتهم لضربات قراصنة الكمبيوتر "هاكرز"، إلى جانب ارتكاب الموظفين لأخطاء ناجمة عن الإهمال، تفتح الباب أمام تعرض شركاتهم لخطر الضربات الإلكترونية، كما حدث عندما فقدت إحدى المحلات الكبرى في الولاياتالمتحدة جهاز كمبيوتر محمول يحتوي بيانات عملائها. يأتي ذلك تزامناً مع اختبار أجري على 17 برنامجاً مضاداً للفيروسات أظهر أن هذه البرامج تفقد فاعليتها تدريجياً في حماية أجهزة الكمبيوتر من الهجمات الرقمية. وأوضحت مجلة "سي تي" للكمبيوتر التي تصدر من هانوفر الألمانية أن كل برنامج تم اختباره للتعرف على أكثر من مليون نوع من الفيروسات، بما فيها الفيروسات المعروفة باسم حصان طروادة والديدان. وأشارت المجلة إلى أن مثل هذه الفيروسات تحتاج لأساليب خاصة في البحث عن طريق شفرة البرامج، وقد تمكن برنامجان من التعرف على أكثر من 99% من الفيروسات بأنواعها، في حين تمكنت أربعة برامج أخرى من الإمساك بنحو 95%، ولكن كثيراً من البرامج التي اختبرت عانت من ضعف واضح فيما يتعلق بالفيروسات التي لم تكن معروفة من قبل. كما أن الكثير من برامج مكافحة الفيروسات تعمل بنظام يسمى نظام وقف سلوكيات معينة، ويعني ذلك أن برامج وقف الفيروسات تتعرف عليها من سلوكها على الجهاز، وكانت النتائج المتعلقة بذلك مخيبة للآمال أيضا. الشروق أون لاين. الوكالات