يواصل آلاف المتظاهرين المناهضين للرئيس السوداني عمر البشير الاعتصام لليوم الرابع على التوالي خارج مقر القيادة العامة للجيش، رغم ليلة شهدت إطلاق الغاز المسيل للدموع من قوات الأمن وتدخل عناصر الجيش الذين أطلقوا الرصاص في الهواء. وتجمع آلاف المتظاهرين أمام المجمع المحصن في الخرطوم منذ السبت حيث دعوا المؤسسة العسكرية لدعم مطالبهم باستقالة الرئيس عمر البشير وتشكيل حكومة انتقالية. ويعد التجمع الأكبر منذ اندلعت التظاهرات في ديسمبر على خلفية قرار الحكومة رفع أسعار الخبز بثلاثة أضعاف، قبل أن تتحول إلى حراك شعبي واسع النطاق ضد حكم البشير المستمر منذ 30 عاماً. وفي وقت مبكر الثلاثاء، أطلق عناصر من جهاز الأمن والمخابرات الوطني وشرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع في محاولة فاشلة لتفريق المتظاهرين، وفق ما أفاد منظمو الحركة الاحتجاجية. وقال شاهد لوكالة فرانس برس: “كان هناك إطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع، فتح الجنود بوابات المجمع بعده للسماح للمتظاهرين بالدخول”. وأضاف “بعد دقائق، أطلق جنود النار في الهواء لإبعاد عناصر الأمن الذين أطلقوا الغاز المسيل للدموع”، حسب قوله. وأكد شاهد آخر الأمر نفسه. وسمع مراسل فرانس برس من على بعد خمسة كيلومترات من المقر إطلاق النار لنحو أربع دقائق. ومنذ اندلعت التظاهرات في ديسمبر، امتنعت القوات المسلحة عن التدخل. ونفذ عناصر الأمن وشرطة حملة أمنية ضد المتظاهرين. ودعا المحتجون القوات المسلحة الى حمايتهم بينما يواصلون اعتصامهم خارج مقر القيادة العامة للجيش الذي يضم وزارة الدفاع ومقر إقامة الرئيس البشير. وتعهد وزير الدفاع السوداني الفريق ركن عوض بن عوف، بأن القوات المسلحة “لن تسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى”. وقال خلال اجتماع لكبار قادة الجيش: “إن القوات المسلحة ليست ضد تطلعات وطموحات وأماني المواطنين، لكنها لن تسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى ولن تتسامح مع أي مظهر من مظاهر التفلت الأمني”. وفي بيان منفصل، شدد رئيس الأركان المشتركة كمال عبدالمعروف على “وحدة وتماسك المنظومة الأمنية (القوات المسلحة، قوات الشرطة، جهاز الأمن والدعم السريع)، وقيامها بواجباتها في حفظ الأمن وحماية المواطنين في تكامل وتنسيق للأدوار”. ويشير مسؤولون إلى أن 38 شخصاً قتلوا في أعمال عنف على صلة بالتظاهرات منذ ديسمبر. وقال وزير الداخلية السوداني بشارة جمعة، إن سبعة متظاهرين قتلوا السبت، تاريخ عودة التعبئة إلى حركة الاحتجاج بعد فترة من الهدوء، عندما حاولت قوات الأمن تفريقهم، وجرح 15. وأفاد أن 42 من عناصر الأمن أصيبوا بجروح بينما تم توقيف 2496 شخصاً. https://twitter.com/AFP/status/1115551173375856643