شهدت العاصمة، الخميس، حصارا أمنيا غير مسبوق منذ بداية الحراك الشعبي، لمنع المسيرات الرافضة لتولي عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة لمدة 90 يوما، واحتجاجا على بقاء الباءات الأربعة “بن صالح، نور الدين بدوي، الطيب بلعيز، معاذ بوشارب” في مناصب المسؤولية. وعرفت مداخل العاصمة صبيحة الخميس، انتشارا أمنيا كثيفا، لمنع وصول المواطنين إلى ساحة البريد المركزي وموريس أودان والطريق الرابط بين الجامعة المركزية وشارع ديدوش مراد، وهي النقاط التي يتمركز فيها جل المحتجين الذين حاولوا الوصول إلى مقر البرلمان ومنعوا من ذلك ، وعكس ما شهدته احتجاجات الأربعاء الماضي لم تستعمل قوات الأمن هذه المرة خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع واكتفت فقط بتطويق المحتجين لاسيما في ساحة الأمير عبد القادر لمنعهم من الالتحاق بالمتظاهرين الذين تمركزوا على مستوى البريد المركزي. لا رئيس لا زعيم.. الجزائر في جحيم والعصابة في نعيم 20 سنة دموية و20 ملكية بركونا من الفساد.. يا عسكر يا شرطة احمونا من رموز العصابة.. الشعب يريد نزهاء لتسير المرحلة الانتقالية” اختلفت الشعارات المرفوعة الخميس، عن تلك التي رفعت في المسيرات السابقة حيث تفنن المحتجون في التعبير عن رفضهم لتولي بن صالح رئاسة الدولة، مطالبين الجيش باتخاذ موقف من بقاء رموز النظام في سدة الحكم، ورفع الطلبة الذين انضم إليهم كل ممثلي المنظمة الوطنية لمجندي الاحتياط وممثلي عائلات الحرقة المعتقلين في تونس، شعارات تطالب برحيل بن صالح ومن وصفوهم برموز النظام على غرار الباءات الأربعة ووزراء الحكومة الجديدة. 90 بالمائة من مدرجات الجامعة فارغة وسجلت جامعات العاصمة غيابات بالجملة في صفوف الطلبة الذين فضلوا اللجوء إلى الشارع تعبيرا عن رفضهم لبقاء بن صالح رئيسا لدولة، ففي جولة قادت “الشروق” إلى الجامعة المركزية وقفنا على غياب شبه كلي للطلبة، وهذا رغم عودتهم إلى الدراسة بعد عطلة دامت أكثر من 15 يوما، معبرين عن استيائهم من معاملة قوات الأمن لهم خاصة أن احتجاجهم على حد تعبير أحدهم كانت بطريقة سلمية، غير أنهم قوبلوا بقمع غير مسبوق من طرف الشرطة التي استعملت خراطيم المياه الساخنة والغازات المسيلة للدموع. قوات الدرك تحاصر مداخل العاصمة ولم يختلف المشهد، الخميس، كثيرا عن مسيرات الجمعة التي تشهد في العادة إنزالا أمنيا كثيفا، فبالرغم من تفنيد الحكومة على لسان ناطقها الرسمي حسان رابحي، خبر منع المسيرات في العاصمة أيام الأسبوع، إلا أن الوجود الأمني الكثيف لاسيما على مداخل العاصمة الشرقية والغربية أعطى انطباعا بمحاولة كسر الحراك، حيث أحكمت قوات الدرك الوطني قبضتها على المدخلين الشرقي والغربي للجزائر العاصمة، وهذا منذ الساعات الأولى لنهار الخميس، محاولة تعطيل وصول المحتجين إلى أماكن المسيرات وسط العاصمة، وهو مظهر بوضوح على مستوى الطريق السريع الرابط بين البليدة والعاصمة، حيث لاحظنا وجودا مكثفا لفرق الدرك الوطني. هذه الأخيرة التي نصبت حواجز أمنية تسببت في اختناق مروري.