تمّ توقيف خمسة من رجال الأمن بقسنطينة عن العمل وهذا بعد عرضهم على وكيل الجمهورية لمحكمة الزيادية بقسنطينة، حيث استفادوا من الإفراج المؤقت على خلفية "سرقة" سلاح ناري من نوع كلاشينكوف مليء بالذخيرة الحية من طرف مختل عقليا مشهور في مدينة قسنطينة باسم "الروجي" وإسمه الحقيقي "إسماعيل..." وكانت القضية التي تناولتها الشروق اليومي في حينها قد أثارت الرأي العام منذ صباح الجمعة، عندما قام هذا المختل عقليا البالغ من العمر حوالي 26 سنة باقتحام مقر الأمن الحضري التاسع الكائن في حي بوذراع صالح، الذي يعج عادة بالناس وخرج حاملا الكلاشينكوف على كتفه، مما أثار هلعا لدى المواطنين، خاصة المتسوقين صباح يوم الجمعة، ولحسن الحظ، فإن "إسماعيل" لم يطلق الرصاص وإلا حدثت كارثة حقيقية، وبينما هرول "إسماعيل" نحو حي الحطابية أمام هلع المواطنين تمكنت مصالح الأمن من القبض عليه وتجريده من الكلاشينكوف، واتضح أن "إسماعيل" لا يمتلك وثائق أو شهادات طبية تثبت إصابته بمرض عصبي مما استوجب نقله على جناح السرعة إلى مستشفى الأمراض العقلية بجبل الوحش بأعالي قسنطينة، حيث يوجد إلى غاية مساء أمس الثلاثاء، بينما أوقفت مصالح الأمن رجال الشرطة الخمسة الذين سرقت منهم قطعة السلاح مؤقتا، إضافة إلى تقديمهم أمام السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة الزيادية الذي أفرج أول أمس عليهم مؤقتا. وتكمن خطورة الحادثة في كون هذا المختل عقليا مشى على قدميه والسلاح على كتفه مسافة تقدّر بحوالي 500 متر، كما اقتحم بعض المقاهي والتجمعات الشبابية. ومعروف أن مدينة قسنطينة تعج بشكل صارخ بالعشرات من المختلين العقليين الذين يجوبون الشوارع برغم خطورتهم على الأمن وأيضا على الأخلاق حين يمشي بعضهم عراة كما ولدتهم أمهاتهم. ويبقى "الروجي" من الظواهر التي ميّزت قلب المدينة في السنوات الأخيرة بفعل تهجمه على العائلات وشتمها أمام مرآى مصالح الأمن دون أن يجد رادعا له إلا بعد أن تجرأ وخطف كلاشينكوف من مقر الأمن الحضري في اليوم الذي تلا موعد التشريعيات. هشام عياط